هل يتم القبض على الصحفي الذي دعا للقبض على عائلات المتهمين بالإرهاب في مصر؟

حقوقيان مصريان بارزان وجها سهام نقدهما لصحفي مصري محسوب على نظام المخلوع؛ مبارك بعد دعوته للقبض على أهالي المتورطين في العمليات الإرهابية، أسوة بما تقوم به (إسرائيل).

وكان الصحفي محمد علي إبراهيم، قال في مقال له قبل أيام بصحيفة «المصري اليوم»، موجها حديثه للسلطات التنفيذية بالبلاد: «يا سيدى قلدوا إسرائيل.. اقبضوا على عائلاتهم…. إذا تصورت أن أهالى الإرهابيين الذين يخططون لعمليات أخرى سيبلغون عن أولادهم، فأنت مخطئ.. نحن بهذا نقلد (الرئيس محمد) مرسى، عندما قال: حافظوا على الخاطف والمخطوف.. نستضيف إرهابيين، ونطلب لهم معاشات وتعويضات».

كلمات «إبراهيم»، الذي شغل منصب رئيس تحرير صحيفة «الجمهورية» الحكومية، جاءت ردا على استضافة الإعلاميين عمرو أديب وأسامة كمال، لأهالي متهمين في حادثتي تفجير كنيستين مؤخرًا.

وأضاف: «لا يصح استضافة أهالي المتطرفين المجرمين، وتحاورهم في تمثيلية بايخة، ليتبرأوا من ابنهم. الترحيب بالأهالي فى الاستديوهات، والذى تم بموافقات أمنية وسيادية أكبر خطأ».

وتابع: «كنا فى قريتنا والحي الذى نقطنه، لو عاكس ولد بنت الجيران، يتوارى أهله خجلا من الناس، ولا يذهبون للصلاة بالمسجد، هربا من نظرات الاحتقار».

اقتتال أهلي

المحامي والحقوقي نجاد البرعي، اعتبر أن ما أثاره إبراهيم غير صحيح، وأن حديثه عن تقليد إسرائيل فيه إهانة للسلطة الوطنية المصرية، بحسب «مصر العربية».

وأضاف: «حينما يدعو مصر وهي سلطة وطنية لتقليد إسرائيل، وهي سلطة احتلال، فهذه إهانة للشعب المصري والسلطة الوطنية».

ورأى أن مقترح إبراهيم يمثل دعوة للاقتتال الأهلي، لأنه بعد إلقاء القبض على عائلات المتهمين، فإن أقارب نفس العائلة سيدخلون في نزاع مع الدولة، وبالتالي يصبح هذا المقترح بمثابة جريمة للتحريض على الاقتتال داخل المجتمع يعاقب عليها قانون الإرهاب.

أما جورج إسحاق؛ عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان (حكومي)، فقال: «بدلا من هذا المقترح يجب التفكير في آخر إيجابي، بجمع عائلات المتطرفين وإعادة تشكيل تفكيرهم وتغيير قناعاتهم», مضيفًا: «ما تحتاج له البلاد هو إصلاح المجتمع ونزع الكراهية بين أبنائه، وتغيير القناعات التي غرسها المتطرفون في بعض أفراد المجتمع، أما الدعوة للقبض على عائلات المتطرفين فهي تكثر الأعداء وتزيد الكراهية والتطرف».

وحيث أن الشرع والقانون لا يحملان أحدًا وزر أي فعل ما يكن مشاركًا فيه, وأن القاعدة الشرعية تنص على أنه لا تزور وازرةٌ وزر أخرى, فقد كان الواجب يقتضي القبض على هذا الصحفي المثير للفتنة. فهل يتم ذلك علمًا بأن قائمة الاتهامات جاهزة, وأولها تكدير الأمن والسلم العام, والدعوة إلى إثارة القلاقل في المجتمع, والتحريض على العنف, وغيرها من التهم؟

كشف حقائق

«عمرو أديب»، دافع عن لقائه شقيق المتهم بتفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، قائلا: «كان كل ما يهمني كإعلامى أن شقيق منفذ التفجير يتحدث، عن شقيقه وحالتهم الاجتماعية»، موضحاً أنه «لا يطلب التعاطف مع شقيق المتهم».

وأضاف: «دا مش هيقعد كتير.. جوه قريته وبلده انتهى.. دا أخو واحد قتل 20 شخص، ولا بناته ولا مراته هيقعدوا كتير.. ودا بيوريك إن الإرهاب حريقة، يقتل ويدمر مجتمعات وعائلات».

أما أسامة كمال، الذي استضاف زوجة المتهم بتفجير الكنيسة، فقال: «ليه أنا جبت الست آية النهاردة؟ عشان أوري كل إرهابي وكل منضم لجماعة مصير أهله وناسه بعد فعله الشنيع، انت بتموت ناسك قبل أي حد».

وقبل أسبوع، قتل أكثر من 50 شخصا في تفجيرين استهدفا كنيسة مارمرقس في الاسكندرية وكنيسة مارجرجس في طنطا، وعلى إثر ذلك تم فرض حالة الطوارئ في جميع أنحاء مصر لمدة ثلاثة أشهر، اعتبارا من 10 أبريل الجاري.

شاهد أيضاً

بعد موقفهما تجاه ليبيا.. محاولات لبث الفتنة بين تركيا وتونس

منذ أن بدأ الجنرال الانقلابي خليفة حفتر محاولة احتلال طرابلس في إبريل الماضي، لم تتوقف …