كشف منير فخري عبد النور، وزير التجارة والصناعة الأسبق، أن عبد الفتاح السيسي ألغى رحلة إلى جنوب إفريقيا؛ خوفاً من القبض عليه لدوره في مذبحة رابعة، وذلك في مقابلة مثيرة له على موقع “ذات مصر” المصري الإخباري، الذي تم إيقافه لمدة يومين في مصر ثم عاد للعمل مرة أخرى.
نُشرت المقابلة لأول مرةٍ الأسبوع الماضي، لكنها حُذفت لاحقاً وقد تمت مشاركتها من خلال حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي يديرها المعارضون المصريون في الخارج.
عباس حذرنا
ووجّه المحامون الذين يمثلون مرسي وحزب الحرية والعدالة اتهامات جنائية ضد السيسي وأعضاء بارزين في الحكومة المصرية يعتقد أنهم متورطون في التحريض على قتل المتظاهرين.
وبحسب عبد النور، فقد ألغى هو والسيسي رحلة إلى جنوب أفريقيا في عام 2015 بسبب مخاوفهما من الاعتقال هناك بموجب الولاية القضائية العالمية، حيث إن جنوب أفريقيا من الدول الموقعة على نظام روما الأساسي وأدمجت المعاهدة في نظامها القانوني المحلي.
وقال الوزير السابق إنه لم يزر المملكة المتحدة منذ سنوات؛ بعد نصيحة السفير البريطاني السابق في القاهرة جيمس وات ووزارة الخارجية المصرية.
وقال: “كنت على وشك أن يتم القبض عليّ في المملكة المتحدة، ونُصحت بالعودة إلى مصر بسرعة”، في إشارة إلى زيارة مقررة للمملكة المتحدة في عام 2014.
وأوضح: “سافرت مع جمعية رجال الأعمال المصريين البريطانيين للترويج لمصر والاستثمارات في مصر”، وأضاف: “قال لي السفير البريطاني: لا تسافر إلى المملكة المتحدة دون إبلاغنا، لأن هناك أمراً بالتحقيق معك بسبب هذه القضية”
الوزير المصري السابق ذكر أنه في عام 2015، وخلال مؤتمر بشرم الشيخ، أن كبير مساعدي السيسي في ذلك الوقت، عباس كامل، حذره من السفر إلى جنوب أفريقيا. وقال: “لا أنت ولا السيسي مسافران إلى جنوب أفريقيا، لأن الإخوان المسلمين رفعوا دعوى قضائية هناك وكان هناك حكم”
منير فخري عبد النور: "رابعة" منعت #السيسي من السفر إلى جنوب أفريقيا#قناة_الشعوب pic.twitter.com/ypuC5yEIik
— قناة الشعوب (@AlshoubTv) August 27, 2023
وتم تعيين عبد النور وزيراً في الحكومة المؤقتة التي أعقبت الانقلاب، والتي اتهمتها منظمة هيومن رايتس ووتش بارتكاب جرائم محتملة ضد الإنسانية في عمليات القتل الجماعي لمؤيدي مرسي، بمذبحة رابعة.
قمع وفشل اقتصادي
وانتقد عبد النور، الذي شغل منصب وزير بين يوليو 2013 وسبتمبر 2015، حكومة السيسي وأرجع الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد إلى “الإفراط في الاقتراض وعدم الثقة بقرارات الحكومة”
كما حذر من أن الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقرر إجراؤها في فبراير 2024، ستكون “مهزلة”، وزعم أن الأجهزة الأمنية ستوافق على قائمة المرشحين الذين يمكنهم خوض الانتخابات ضد السيسي.
وحول وضع حرية الرأي والتعبير قال: “الناس في مصر خائفون، ويتم القبض على كل من يعبر عن رأيه في الشأن العام”.
وأضاف: “الدليل هو أنه إذا التقى شخصان وأرادا التحدث في الشأن العام، فإنهما يضعان هواتفهما جانباً؛ خوفاً من المراقبة”
🚨📣اللقاء المحذوف للوزير الأسبق منير فخري عبدالنور مع #ذات_مصر والذي جاء فيه ⤵⤵
1️⃣البحث عن كومبارس للمنافسة على منصب الرئيس مسرحية هابطة
2️⃣الناس في مصر خائفة وأي حد أبدى رأي في الشأن العام تم اعتقاله
3️⃣الاستثمار الأجنبي متوقف على كلمة واحدة هي الثقة وللأسف غير موجودة لأننا… pic.twitter.com/eghhgXRJI1— محمد أبوغزالة (@mo7ammad_ref3at) August 24, 2023
كان عبد النور شخصية بارزة في جبهة الإنقاذ الوطني، وهي تحالف من الأحزاب والشخصيات العامة التي عارضت حكم الرئيس الراحل محمد مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطياً في مصر.
حشد السيسي، وزير الدفاع آنذاك، للإطاحة بمرسي من السلطة قبل الانقلاب العسكري عام 2013.