اتهم وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر اليوم الخميس، جماعة الحوثي، بارتكاب “انتهاكات صارخة” بحق النساء والأطفال.
جاء ذلك خلال لقائه في واشنطن، مدير المناصرة بمنظمة العفو الدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا فيليب ناصيف، حسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية سبأ.
وأوضح عسكر أن “المليشيا الحوثية ارتكبت انتهاكات صارخة طالت النساء والأطفال، وجندت الآلاف من الأطفال وزجهت بهم في الصفوف الأمامية للحرب، بعد أن أغرتهم بالمال وغسلت عقولهم بأيديلوجية متطرفة تدعو للكراهية والموت والانتقام”.
وشدد على أن “مثل هذه الانتهاكات بحق أطفال اليمن تعد انتهاكاً صريحاً لكافة الأعراف والمواثيق الدولية”.
وقال إن “مليشيا الحوثي شنت عملية اعتقالات واسعة وإخفاء قسري وتعذيب وتلفيق التهم الكيدية التي طالت الناشطين الحقوقيين والسياسيين والصحفيين من الشباب والنساء”.
وأشار إلى أن “المختطفين يتعرضون للتنكيل والقمع والقتل في سجون الحوثيين”.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من قبل الحوثيين حول اتهامات الوزير اليمني، غير أن الجماعة سبق ونفت اتهامات مشابهة,
من جانبه، عبر مدير المناصرة بمنظمة العفو الدولية، عن استعداده للتعاون بما يضمن رفع معاناة الشعب اليمني وكشف منتهكي حقوق الإنسان، حسب المصدر ذاته.
وفى نفس السياق كشفت منظمة حقوقية يمنية عن “تدهور الوضع الصحي” للصحفيين المعتقلين في سجون جماعة “الحوثي” في العاصمة صنعاء، منذ خمس سنوات.
وقالت المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين “صدى”، في بيان مساء أول أمس الثلاثاء، إنها تلقت بلاغات ومعلومات تؤكد تدهور الحالة الصحية للصحفيين المختطفين منذ 19 يونيو/حزيران 2015.
وأفادت أن الصحفيين المرضى هم: حارث حُميد، وعبدالخالق عمران، وعصام بلغيث، وهشام طرموم، وأكرم الوليدي، وهشام اليوسفي، وصلاح القاعدي، وتوفيق المنصوري.
وذكرت أن الأمراض التي يعانون منها تتنوع بين انزلاقات في العمود الفقري، وروماتيزم، وأمراض الكبد والسكر وقرحة المعدة، وسوء التغذية، فضلا عن إصابة أغلبهم بتدهور الرؤية في العينين، والإصابة بحالات نفسية نتيجة طول فترة اعتقالهم.
ولم يصدر عن جماعة الحوثي، تعليق فوري حول ما أوردته المنظمة الإعلامية بخصوص الأوضاع الصحية للصحفيين المعتقلين.
واتهمت منظمة “صدى”، الحوثيين بمنع الصحفيين المعتقلين من حقهم في الحصول على الرعاية الصحية والدواء والغذاء والملابس التي تقدم إليهم من أهاليهم.
وأدانت المنظمة “استمرار اختطاف 11 صحفيا من قبل جماعة الحوثي منذ 5 أعوام”، وتحدثت عن تعرضهم للتعذيب الذي تسبب لهم في كثير من الأمراض؛ أغلبها أمراض مزمنة.
واستنكرت “صدى” بشدة “التعامل اللاإنساني الذي تتعامل به جماعة الحوثي مع المختطفين”، وطالبت الجماعة بالإفراج الفوري عن الصحفيين والالتزام بمعالجتهم وتعويضهم جراء سنوات الاختطاف وما تعرضوا له خلالها.
ودعت كلًا من الأمم المتحدة وأمينها العام ومبعوثها إلى اليمن، ومنظمة الصليب الأحمر الدولي، بتحمل مسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية في الإفراج عن الصحفيين، والإسهام بشكل فعال بحماية الصحفيين اليمنيين ومساعدتهم للتغلب على الأوضاع السيئة التي يعيشونها.
وشددت المنظمة على منع استخدام الحوثيين لهم “كورقة تفاوضية أو محاولة استخدامهم كورقة رابحة للإفراج عن أسرى من قيادات الجماعة في صفقات تبادل مع الجيش”، مؤكدةً أنها “قضية إنسانية بحتة”.
وللعام الخامس على التوالي، يشهد اليمن حربا بين القوات الحكومة ومسلحي الحوثيين المتهمين بتلقي الدعم من إيران، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
ومنذ مارس/آذار 2015، يدعم تحالف عسكري عربي، تقوده الجارة السعودية، القوات الحكومية في مواجهة الحوثيين.
وأدى القتال المشتعل باليمن في 30 جبهة، إلى مقتل 70 ألف شخص، منذ بداية العام 2016، حسب تقديرات لمارك لوكوك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، خلال إحاطة له أمام مجلس الأمن في 17 يونيو/ حزيران 2019.