دفعت الشرطة الإسرائيلية بالمئات من عناصرها إلى شوارع مدينة القدس، لتوفير الحماية لـ”الماراثون الدولي السادس” الذي انطلق اليوم الجمعة، ويخترق أجزاءً من المدينة المقدسة.
وانتشرت عناصر من الشرطة بشكل خاص في القدس الشرقية التي اشتكى سكانها من إقدام الشرطة على إغلاق شوارع تفصل شمالي المدينة عن مركزها.
ومن المقرر أن يشمل مسار الماراثون الذي ينتهي عند الساعة الثانية عصراً بالتوقيت المحلي (12:00تغ)، الشوارع الرئيسية المحاذية لسور القدس التاريخي، مروراً بقلب المدينة.
وقال المحامي أحمد الرويضي، مدير وحدة القدس في الرئاسة الفلسطينية، في اتصال هاتفي مع الأناضول: “ما يسمى الماراثون، هو رسالة سياسية بأن إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، هي صاحبة السيادة في المدينة، ومحاولة إعطاء الصورة وكأن هناك حالة أمن مجتمعي في المدينة وهذا غير صحيح”.
وأضاف “رئيس البلدية الإسرائيلية بالقدس، نير بركات، الذي ارتدى الزي الرياضي اليوم، وأعطى شارة البدء لهذا الماراثون، هو ذاته الذي شاهده العالم في أكتوبر الماضي، وهو يحمل سلاحاً رشاش في شوارع المدينة، ويطلب من المستوطنين استخدام سلاحهم لوقف الهبة الجماهيرية الفلسطينية”.
وتابع الرويضي” الماراثون هو محاولة أخرى لتدمير حل الدولتين، لأنه بمروره في القدس الشرقية المحتلة، فإنه يحاول إعطاء رسالة بأن القدس بشطريها عاصمة لإسرائيل، وهذا أمر مرفوض، فلا حل دولتين إلا إذا كانت القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية”.
وقالت لوبا السمري، المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية، في تصريح مكتوب أرسلت نسخة منه للأناضول، إن نحو 1000 شرطي وضابط انتشروا منذ ساعات صباح الجمعة، يساندهم أكثر من 800 عنصر نظام لتأمين الماراثون الذي ذكرت أنه شارك فيه نحو 25 ألف عداء من أنحاء العالم، من بينهم 600 شرطي وضابط إسرائيلي.
وفي هذا الصدد، أشار الرويضي أن “كل ماراثون في العالم، يُنظم بمشاركة سكان المدينة نفسها أساساً، أما في القدس الشرقية ولأنه سياسي بامتياز، فإن السلطات الإسرائيلية تدفع بالمئات من عناصرها إلى شوارع المدينة في محاولة لوقف الاحتجاجات الفلسطينية”.
ولفت إلى أن “المخابرات الإسرائيلية استدعت عدداً من الفلسطينيين في مدينة القدس الشرقية، توعدتهم بعقوبات في حال الاحتجاج على الماراثون”.
في هذه الأثناء، اشتكى فلسطينيون من أن ترتيبات الماراثون تحول دون وصولهم إلى المسجد الأقصى، لأداء صلاة الجمعة.
وقال حسام النتشه، من سكان بيت حنينا، شمالي القدس الشرقية، للأناضول:” الشرطة أغلقت الشوارع التي تربط شمالي المدينة مع البلدة القديمة، وعليه فإننا سنضطر للمرور في شوارع ضيقة وطويلة من أجل الوصول إلى القدس لأداء الصلاة”.
وأضاف النتشه أن “من وضع ترتيبات هذا الماراثون لم يأخذ بالاعتبار أن هناك مسلمين في هذه المدينة يريدون أداء الصلاة ولن يتمكنوا من ذلك بسبب الماراثون”.
وقد احتج الفلسطينيون في السنوات الماضية على الماراثون الذي نُظم ضمن ترتيبات مشابهة، إلا أن اعتراضاتهم لم تجد استجابة من السلطات الإسرائيلية.
والمارثون سنوي، ولا يتم تحت رعاية جهة دولية معينة، وإن كان يشارك فيه لاعبون دوليون، وتنظمه البلدية الاسرائيلية في القدس بدعم من حكومة بلادها، وكان الفلسطينيون يردون عليه بمحاولة تنظيم مارثون موازٍ في القدس، إلا أن الشرطة عادة ما كانت تلاحق المشاركين وتمنعهم من المشاركة فيه.