يوم 19 يوليو الماضي, وبعد 9 أشهر من التحقيقات القضائية الواسعة, وبعد شهرين من النظر في الملف وعقد 9 جلسات علنية لسماع الإفادات، أصدرت محكمة برلين في ألمانيا حكمها بشأن ملف تخابر عملاء وزارة المخابرات الإيرانية على منظمة مجاهدي خلق المعارضة, والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
ورغم لجوء وزارة المخابرات إلى حشد عملائها في اوروبا، إلا أن المحكمة أصدرت حكما على العميل “ميثم بناهي” الذي كان يتجسس على المقاومة الإيرانية منذ عام 2013 بالحبس لمدة عامين و4 شهور ودفع نفقات التقاضي, أما العميل الآخر “سعيد رحماني” فقد سبق أن صدر حكم عليه بالعمل القسري لمدة 100 يوم.
حسب الحكم الصادر عن المحكمة والوثائق المقدمة إليها, فان ميثم بناهي كان يعمل منذ عام 2013 في خدمة رجل لوزارة المخابرات باسم «كيان مهر» الذي يحمل اسم مستعار «سجاد» مقابل تلقي مبالغ من المال لجمع المعلومات والسعي لتأسيس خلية تجسس في دول أوروبية ضد منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. سجاد؛ عنصر يعمل في وزارة المخابرات منذ 29 عاما وهو مدير قاعدة لوزارة المخابرات وقوة القدس في فندق المهاجر ببغداد, وتم الكشف عن هويته منذ سنوات في البيانات الصادرة عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ولجنة الأمن ومكافحة الإرهاب التابعة للمجلس. كما أن التلفزيون الوطني الإيراني (قناة الحرية) كشف خلال برامج عديدة عن هوية هذا الجلاد.
في جلسات المحكمة التي بدأت يوم 2 يونيو2016، تم نقل ميثم بناهي من السجن الى المحكمة ووضعه في قفص زجاجي.
المدعي العام الاتحادي الأقدم, تلا في أول جلسة للمحكمة لائحة الاتهامات تضمنت قائمة طويلة من التهم, وقدم التقارير والوثائق الخاصة بالتجسس واتصالات المتهم الهاتفية وعبر شبكة الانترنت ونقل المعلومات الى سجاد.
وقد ذهب ميثم بناهي سرا إلى ايران عبر تركيا مع ضابط بوزارة المخابرات في أبريل ومايو 2014 لتلقي تدريبات على التجسس وتلقي توجيهات إضافية, إلا أنه قبل التوجه لزيارته الثانية لإيران تم اعتقاله يوم 28 اكتوبر 2015 في ألمانيا, ومقابل التجسس والعمالة فقد تلقى مالا يقل عن 28,600 يورو من سجاد, واعترف بأنه كان يزود سجاد في فندق المهاجر ببغداد بمعلومات عن مخيمي أشرف وليبرتي اللذين يضمان لاجئين إيرانيين في العراق.
وقد أدلى ضابط من الشرطة الجنائية الاتحادية بشهادته أمام المحكمة فقال: في يونيو 2014 تلقينا معلومات أن هناك نشاطات تمارسها وزارة المخابرات للتخابر على مجاهدي خلق. ولاحقًا في اكتوبر 2014 تلقينا معلومات بتفاصيل أكثر من وكالة الأمن الخارجية الألمانية عن عملية تجسس نشطة ضد مجاهدي خلق. هذه المعلومات التي وردت من مصدر مجهول وتحتوي أسماء محددة تشير الى أن هناك أفرادا, خاصة في ليبرتي, كانوا هدف هذا التجسس بغية الحصول على معلومات أكثر وأدق لوزارة مخابرات النظام الايراني. التنصت على مكالمات سجاد مع العملاء وتمحيصها أوضحت للشرطة الجنائية أن سجاد هو مأمور كبير في وزارة المخابرات يعمل في مهام إجرامية محددة ضد مجاهدي خلق في ليبرتي. وأعلن ضابط الشرطة أن المبالغ التي وصلت من سجاد الى بناهي لا تقل عن 28,600 يورو, وهذه المبالغ كانت تأتي عبر خدمات وسترن يونيون وكان يتم ارسالها من قبل شخص باسم محمد ثامر. كما أكد ضابط الشرطة أن ميثم بناهي اعترف لديه أنه كان في ايران سرا لمدة 19 يوما مع سجاد.
وطبقا للحكم الصادر فإن العميل المدان يجب عليه أن يدفع نفقات المحكمة علاوة على الحبس كما تمت مصادرة أربعة هواتف وحاسوب.
وأعلن القاضي في ختام الجلسة التاسعة للمحكمة يوم 19 يوليو الحكم بادانة ميثم بناهي وقال إن وزارة المخابرات هي جهاز سري لسلطة خارجية, وبناهي عمل له كجاسوس, وهذا النشاط داخل الأراضي الألمانية يعد حسب القانون ضد الجمهورية الألمانية الاتحادية وحلفائها في حلف الناتو, لذلك فإن ميثم بناهي الذي كان يجمع المعلومات عن أعضاء مجاهدي خلق في فرنسا وهولندا وبريطانيا وألبانيا والولايات المتحدة ويرسلها الى وزارة المخابرات كان يعلم أنه يوقوم بعمل يُعاقب عليه, وكان واعيا بالعمل الذي كان يرتكبه وكان يعلم أن عمله خلاف للقانون وقابل للملاحقة والمعاقبة. وكان بناهي يتلقى مقابل تجسسه من مخابرات إيران بالتزامن مع تلقيه المساعدات الاجتماعية في ألمانيا.