قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في مقابلة تلفزيونية مع شبكة فوكس نيوز، الأربعاء 20 سبتمبر 2023 أن بلاده “تقترب من تطبيع العلاقات مع إسرائيل”.
تأتي مقابلة المحطة المحافظة مع ولي العهد السعودي في وقت تسعى فيه إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، جاهدةً للتوسط من أجل إقامة علاقات بين إسرائيل والسعودية، أبرز حليفين لواشنطن في الشرق الأوسط.
“التطبيع يقترب أكثر”!
وخلال حديثه حول قرب التطبيع مع إسرائيل، قال ولي العهد السعودي: “بالنسبة لنا القضية الفلسطينية مهمّة للغاية، علينا حلّها” مضيفاً: “كل يوم نقترب أكثر”، في إشارة إلى التطبيع مع إسرائيل.
وقال ولي العهد السعودي إن السلام بين السعودية وإسرائيل سيكون الأكبر من نوعه منذ انتهاء الحرب الباردة، وإنه “مستعد للعمل مع أي شخص يقود إسرائيل إذا حصلت انفراجة في العلاقات بين البلدين”.
يُذكر أن هناك محادثات تجري بقيادةٍ أمريكية، تهدف إلى التطبيع بين الرياض وتل أبيب، وهي محور مفاوضات معقدة تشمل أيضاً ضمانات أمنية أمريكية، ومساعدة في مجال الطاقة النووية المدنية تسعى لها الرياض، إضافة إلى تقديم إسرائيل تنازلات للفلسطينيين.
أما فيما يتعلق بما يتطلبه التوصل إلى اتفاق تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، فقال ولي العهد السعودي: “بالنسبة لنا القضية الفلسطينية مهمة للغاية، نحتاج لحل هذا الجزء… ولدينا مفاوضات جيدة تتواصل حتى الآن”.
ونفى الأمير محمّد بن سلمان صحّة تقارير صحفية تحدّثت عن “تعليق” المحادثات بين المملكة وإسرائيل.
وقال إنّ هذه “المفاوضات تجري بشكل جيّد حتى الآن”، و”نأمل أن تؤدّي إلى نتيجة تجعل الحياة أسهل للفلسطينيين، وتسمح لإسرائيل بأن تلعب دوراً في الشرق الأوسط”.
بدوره، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لشبكة “إيه بي سي”، إنّ تحقيق تقارب بين السعودية وإسرائيل سيكون له تأثير عميق في الشرق الأوسط.
وأضاف أنّ تطبيع العلاقات بين هذين البلدين سيكون له “تأثير قوي على استقرار المنطقة، على تكامل المنطقة، وعلى جمع الناس معاً”.
علاقات السعودية مع واشنطن
يرجّح خبراء أن تقدّم الولايات المتحدة للسعودية ضماناتٍ أمنية إذا ما أبرمت المملكة النفطية اتفاقاً مع إسرائيل.
وردّاً على سؤال بشأن هذا الموضوع، قال ولي العهد إن العلاقات بين الرياض وواشنطن ترجع بالزمن ثمانية عقود إلى الوراء، وإن اتفاقاً أمنياً محتملاً بين البلدين من شأنه أن “يعزِّز” تعاونهما العسكري والاقتصادي، من دون مزيد من التفاصيل.
وتعد تلبية مطالب محمد بن سلمان من بين التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة، في مساعيها للتوسط من أجل التوصل لاتفاق واسع النطاق.
كما يتردد في وسائل الإعلام الغربية أن ولي العهد يسعى إلى إبرام معاهدة، تلتزم الولايات المتحدة بموجبها بالدفاع عن المملكة في حال تعرضها لهجوم، كما يريد أسلحة متطورة ومساعدة بلاده حتى يكون لديها برنامج نووي مدني، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
السلاح النووي
وفي مقابلته مع الشبكة الإخبارية الأمريكية سُئل الأمير محمد بن سلمان عن احتمال حصول إيران على السلاح النووي.
ورداً على هذا السؤال، حذَّر ولي العهد السعودي من أنه في حال حازت الجمهورية الإسلامية السلاح الذري فإن المملكة ستجد نفسها مضطرة لأن تفعل الأمر نفسه.
وقال: “نحن قلقون من احتمال حصول دولة ما على سلاح نووي، هذا أمر سيئ”.
وأضاف أن الإيرانيين “لا يحتاجون للحصول على سلاح نووي، لأنَّهم لا يستطيعون استخدامه”، مؤكداً أن أمراً مثل هذا يعني “إشعال حرب مع بقية العالم”.
لكنّ ولي العهد أكّد في المقابل أنهم “إذا حصلوا على هذا السلاح فيجب أن نحصل عليه نحن أيضاً”.
وتنفي إيران أن تكون بصدد السعي لحيازة سلاح نووي، رغم أن مخزونها من اليورانيوم المخصّب تجاوز المستويات المسموح بها بموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته في 2015، في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وانسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب.
•