أحمد صلاح : أراء المحللين حول مصير إدلب وتطورات الوضع في سورية

يستعد الجيش العربي السوري لشن الهجوم على أخر معاقل الإرهابيين في إدلب. وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على الجزء الأكبر من إدلب بينما تنتشر الفصائل الإسلامية الأخرى في بقية المناطق وتنتشر قوات الجيش السوري في الريف الجنوبي الشرقي.

أكد المحلل السياسي السوري نادر عكو أن الجيش السوري سيقضي على كل المسلحين في إدلب بسورية كما فعل في دوما والغوطة الشرقية، مشيرًا إلى أن المواطنين في المحافظة يمدون الحكومة السورية بمعلومات عن تحركات وأماكن الخلايا الإرهابية وسوف تقوم القوات بضرب معاقل المرتزقة هناك ولا خوف على المدنيين.

وأضاف أن تركيا لا تريد أن تحل المشكلة سلميًا لأن لها مصالح إيديولوجية في المنطقة، فأردوغان خان الصداقة والجيرة، لذا فضلت سورية أن تتعامل معه طهران وموسكو لأنه طرف إقليمي.

وقال عكو إن سورية لن تسكت على الاحتلال الإرهابي الذي تقوم به أنقرة بتمويل قطري، مشيرًا إلى أن المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا لم يجد حتى الآن حلًا للأزمة السورية.

ومن جانبه تحدث قصي عبيدو الكاتب والمحلل السياسي السوري عن وجود محاولات خارجية لعرقلة دخول الجيش السوري إلى محافظة إدلب لما لها من أهمية، حيث إنها تمثل آخر ورقة يراهن عليها الغرب لمحاولة الضغط على سورية أو إقامة فيدراليات في تلك المنطقة.

وأوضح أن هناك مجموعات إرهابية تريد إلقاء السلاح والتصالح مع سورية لكن هناك من يمنعها ويعيقها عن ذلك، وهى محاولات لتعطيل العملية السياسية والعسكرية في إدلب.

وفي نفس السياق قال الدكتور محمد صادق إسماعيل مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه من الكوميديا أن ترى واشنطن تتحدث عن حقوق الإنسان بينما لا تفعل شيئًا حيال الأزمة فموقفها غير عادل على الإطلاق، وتوقع أن يتقدم الجيش العربي السوري في الأيام القادمة، أما الجماعات المسلحة فلن تسمح تركيا باستقبالها .

في الوقت نفسه، أكد الكاتب والمحلل اللبناني غالب قنديل أن قرار سورية بتحرير إدلب هو قرار نهائي ولا رجعة عنه .وأشار قنديل إلى أن أي عملية أمريكية ضد سورية لن تكون قادرة على رسم خطوط حمراء أمام الجيش السوري مضيفا أن ارتقاع اللهجة الأمريكية مرده إدراك واشنطن أن الاستحقاق اللاحق لمعركة إدلب هو معركة لإخراج الأمريكيين من سورية.

حول قرب معركة إدلب قال قنديل إن كل المقدمات تشير إلى أنها الاستحقاق الميداني الأبرز المقبل في سورية. ولكن الدولة السورية كما فعلت في الجنوب السوري ستكرر التجربة في إدلب. هي ستضع على الطاولة جميع مقدمات الحسم العسكري وتفتح أبواب المصالحات مع الجماعات المسلحة الخارجة عن التشكيلات التكفيرية. ربما هناك أيضا وقت لمساع روسية وايرانية لاحتواء الموقف التركي والزام أنقرة بالتعهدات التي أطلقتها في جميع المؤتمرات التي شاركت فيها مع الروس والايرانيين وخاصة تلك التي حددت مناطق تخفيض التوتر .

وحول الالتزام التركي بهذه التعهدات قال قنديل إن هناك خطوة اتخذت مؤخرا تشير إلى تجاوب تركيا وهي الإعلان عن تصنيف النصرة كجماعة ارهابية. هذا الأمر هو تلبية لطلب روسي ايراني من أجل فك الارتباط بين تركيا والعصابات الارهابية. ولكن في المقابل لا يمكن الجزم بالالتزام التركي لأن تركيا اعتادت على عدم اكمال مثل هذه الالتزامات. في محطات سابقة عادت تركيا لتقدم الدعم الإعلامي واللوجستي وحتى العسكري للإرهابيين وهذا حصل في حلب وفي الغوطة .

وحول تأثير الموقف التركي علي قرار سورية بخوض معركة إدلب قال قنديل: الأكيد أن القرار السوري محسوم ونهائي باستعادة السيادة على كل شبر من الأراضي السورية وهذا أعلنه الرئيس بشار الأسد مرارا. كما ان إيران وروسيا تدعمان بشدة القرار السوري بل أن روسيا تتصرف بعد الحشود والتهديدات الأمريكية وكأن المعركة هي معركتها .

وحول الضربة الأمريكية المحتملة التي يلوح الأمريكيون بها بشكل مكثف قال قنديل إن التصريحات الأمريكية حول ضربة سمعنا مثلها عشية معركة الجنوب والغوطة وفي المرتين أسقط الجيش السوري الخطوط الحمراء وحسم الأمور. في هذه المعارك كانت روسيا وايران وحزب الله يقاتلون إلى جانب الجيش السوري .

وحول التصريحات الأمريكية الهجومية ضد تحرير إدلب من الارهابيين قال قنديل: نعم بالفعل الأمريكيون يستخدمون لهجة أعلى وأكثر استفزازية لأنهم يدركون أن الاستحقاق اللاحق بعد تحرير إدلب، والسيطرة عليها من قبل الجيش العربي السوري، سيكون معركة من أجل جلاء الأمريكيين عن الشرق السوري. الأمريكيون يعلمون أن الحسم السوري سيدفع القوي الكردية لاستكمال الحوار الذي بداته مع الدولة السورية. الأمريكيون برأيي في مأزق ولا يتحملون قيام مقاومة شعبية مسلحة ضد وجودهم على الاراضي السورية. وليس لدي واشنطن أي ذرائع للبقاء.

وحول الضغوط الأمريكية من أجل إخراج ايران وحزب الله من سورية قال قنديل: اعتقد أن هذا الأمر حسم جذريا في معركة الجنوب وهو الجبهة الواقعة على تخوم خط الاشتباك مع العدو الاسرائيلي. هناك ضغط الأمريكيون بشدة علي روسيا من أجل العمل على أبعاد ايران وحزب الله. ولكن ما حصل أن المستشارين الايرانيين وحزب الله كانوا إلى جانب الجيش السوري وروسيا في هذه المعركة. ويبدو واضحا أن هناك قاعدة أكدها الروس وهي أن العلاقة الدولة الشرعية في سورية هي التي تحدد مشروعية الوجود الايراني. وقد جاء توقيع اتفاق التعاون بين وزارتي دفاع البلدين ليكون بمثابة تكريس للتواجد الإيراني في سورية وبقرار سيادي سوري. أما وجود حزب الله فقد أكدت روسيا أنه شرعي لأنه يأتي بناء على طلب القيادة السورية التي تحدد مدى وحجم هذا الوجود. وبالتالي لا مجال لقبول أي اشتراطات اسرائيلية أو أمريكية في هذا المجال.

شاهد أيضاً

محمد السهلي يكتب : الأونروا والعودة.. معركة واحدة

بحكم معناها ورمزيتها ووظيفتها، يصبح الدفاع عن الأونروا معركة واجبة وملحة .. ومفتوحة. ومع أن …