إبراهيم حنا.. يكتب شهادته عن الإخوان أمام الله

منذ البدء أدانت كلمة “الرب” كل ما هو كذب، بكل أشكاله سواء من المسيحي البسيط، وحتى أكبر رأس في الكنيسة، كما جاء في سفر “اللاويين”: “لا تسرقوا ولا تكذبوا ولا تغدروا أحدكم بصاحبه”، (لا 19: 11).

تلك الآية في الإنجيل التي جعلت المحامي المسيحي “إبراهيم منير حنا”، ينتقد بابا كنيسة الانقلاب، تواضروس الثاني، مذكرًا إياه بمقولته في تأييد دستور العسكر الذي وضعته لجنة “الخمسين”، المعينة من قبل السيسي في عام 2014، التي كذب فيها أمام الرب، وقال للمسيحيين: “قولوا: نعم.. تزيد النِعم”!

اسألوه!

وعلى خلفية المتاعب الاقتصادية الطاحنة التي تعاني منها مصر حاليا، تحت حكم قائد الانقلاب “السيسي”، كتب “حنا” على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “اسألوه.. ذلك الذي قال – ذات يوم – إن “نعم” تزيدُ الِنعم.. اسألوه: أين تلك النِعم المزعومة؟”.

ولم يكتف المحامي المسيحي، الذي ينتمي إلى مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، بهذا التساؤل، وإنما أرسل برسالة إلى الكونجرس الأمريكي، عبر صفحته، على “الفيسبوك”، قائلاً تحت عنوان: “شهادة أمام الكونجرس”: “اليوم وقد هُزم الإخوان، وقد تداعت الأمم كلها عليهم.. حتى إن البعض استغل الظرف، وقدم طلبًا إلي الكونجرس الأمريكي لاعتبار الإخوان منظمة إرهابية”.

أضاف: “اليوم، وقد تخطيت السادسة والأربعين من أيام غربتي في تلك الأرض، وقد غزا الشيب رأسي حتى صرت ككهل عجوز، فلا أتعشم أن يكون ما بقي لي من سنوات العمر كمثل ما فات منه، لذلك فواجبٌ عليّ اليوم ألا أكتم ما أعتقد أنه حق مهما كان الثمن”.

هذه شهادتي

وأوضح المحامي القبطي: “هذه شهادتي كمحامٍ مصري قبطي من الأقباط القلائل الذين تحدوا أمر البابا، ونزلوا، وشاركوا في ثورة الشرف 25 يناير 2011.. الإخوان من أكثر الحركات الإسلامية مرونة، وأقلها تعصبًا، ولعلني أزعم أن الإخوان هم المعبر الوحيد الأكثر أمانا وسلامة واحتراما للعبور إلي العقل المسلم؛ لذلك فهدم الإخوان سيضيع فرصة ثمينة، وسيفسح الطريق أمام الحركات الإرهابية”، وفق وصفها.

وأضاف: “لذلك فإنني أري أن الإخوان ليسوا جماعة إرهابية.. وهذه شهادتي بعد اقترابي واحتكاكي غير المقصود بكوكب الإخوان في سنة 2011”.

وقال حنا: “شهادة أمام الله، وللزمان.. كنت في اللجان الشعبية التي تم تشكيلها وقتما سحب العادلي رجاله من الشوارع، وعندما فتح العادلي السجون، وأطلق المجرمين والحرامية على شعب مصر الطيب، ليفترسوا البسطاء، تأديبا لهم على ثورتهم”.

ضحوا بأنفسهم

وتابع المحامي القبطي: “لن أنسى للإخوان وقتها أنهم كانوا القادة الذين نجحوا في تشكيل اللجان الشعبية، وبكل براعة.. وأشهد أمام الله أنهم وقفوا ليحرسوا الكنيسة .. كما يحرسون الجامع .. نزلوا مضحين بأنفسهم وحياتهم ليحموا البلاد .. لا فرق بين بيت مسيحي ومسلم”.

واستطرد حنا: “أدركت وقتها أن تعصب الإخوان قشرة خارجية رقيقة تخفي تحتها الكثير والكثير من الخصال الكريمة.. أدركت وقتها أن التعصب الديني ليس هو الخطر الذي يحدق ببلادي.. إنما فساد الذمم، وضياع الأخلاق، وعبادة السلطة، والسلطان”.

يذكر أن التساؤل السابق، والشهادة التي أدلى بها “إبراهيم منير حنا” إلى الكونجرس، قد شهدتا مشاركات واسعة لهما من قبل أعداد ضخمة من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدا نشطاء موقع “فيسبوك”.

تواضروس والفشل!

ولأنه شريك في الانقلاب فهو شريك في الفشل الذي يسبح فيه السيسي، وهو ما دعا “تواضروس”، أن يخلع برقع الحياء ويدعو المسيحيين بالداخل والخارج للمشاركة في دعم الانقلاب بكافة المجالات والمشاركة في شهادات “بلادي” الدولارية، لمواجهة الانهيار الاقتصادي الذي ترفرف أعلامه السوداء على مصر.

وأكد “تواضروس”، في بيان له أهمية مساندة العسكر، ومساندة السيسي في تلك الأوضاع الحرجة، قائلا، “علينا مساندة قيادتنا الرشيدة فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا العظيم”.

يأتي ذلك بعد طرح السندات الدولارية بغرض الاستيلاء على مدخرات المصريين بالخارج، والتي تتبناها وزارة الهجرة في حكومة الانقلاب، بالتعاون مع البنك المركزي وبنوك القاهرة والأهلي ومصر.

شاهد أيضاً

بعد موقفهما تجاه ليبيا.. محاولات لبث الفتنة بين تركيا وتونس

منذ أن بدأ الجنرال الانقلابي خليفة حفتر محاولة احتلال طرابلس في إبريل الماضي، لم تتوقف …