الأمم المتحدة: إدلب تحترق ولا يمكن للعالم أن يقف مكتوف الأيدي

 دعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، المجتمع الدولي إلى التحرك لنصرة أهالي محافظة إدلب الواقعة شمال غربي سوريا، والذين يتعرضون لشتى صنوف التنكيل من قبل قوات نظام الأسد، مؤكدا أن “إدلب تحترق ولا يمكن للعالم ببساطة أن يقف مكتوف الأيدي”.

وقال السيد مارك كاتس نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية المعني بالأزمة السورية، في بيان له، إن المناطق المدنية والبنى التحتية المدنية في إدلب شمال غربي سوريا تتعرض لهجمات عنيفة “ما جعل المنطقة تتعرض لمحرقة”، مؤكدا استهدف طائرات النظام لمستشفى جراحي في “كفرنبل” الذي شيده الشركاء الإنسانيون تحت الأرض بدعم من الأمم المتحدة لتقديم الدعم الطبي المنقذ للحياة للمدنيين خلال الحرب.

وأضاف المسؤول الأممي أن الهجوم الأخير يوضح مرة أخرى قسوة هذه الحرب وهشاشة أوضاع المدنيين، لافتا إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها المستشفى الجراحي للغارات الجوية خلال الشهرين الماضيين، حيث تعرضت بعض البنى التحتية فيه لأضرار بالغة.

كما ذكر أن الأمم المتحدة سجلت 29 حادثة شملت هجمات على 25 منشأة صحية، وعلى ناقلات مواصلات وعلى العاملين الإنسانيين، بالإضافة إلى 45 اعتداء على المدارس منذ نهاية أبريل الماضي، فضلا عن تلقيها معلومات بشأن مقتل عاملين في المجال الإنساني في “معرة النعمان”.

 

وأدان كاتس “بأقوى العبارات”، أعمال العنف ضد المدنيين والعاملين في المجال الإنساني والبنى المدنية الأساسية، مشيرا إلى أن تقارير المكتب الإقليمي لتنسيق الشؤون الإنسانية وثق استخدام قوات نظام الأسد البراميل المتفجرة في القصف والغارات الجوية ضد إدلب وغرب حلب وشمال حماه، ما تسبب في مقتل أكثر من 300 مدني وإصابة الآلاف.

وأوضح أنه “حتى في أوقات الحرب، تقع على أطراف النزاع التزامات بحماية المدنيين حسب اتفاقيات جنيف التي يصادف هذا العام الذكرى السبعين لاعتمادها من دول العالم ، إلا أن ذلك لا يحدث في الحرب السورية”.

يشار إلى أن إدلب وحلب تعتبران من أكثر المناطق ازدحاما بالسكان في سوريا، وقد تم تهجير أو تشريد أكثر من مليون و500 ألف مدني، من ضمنهم 330 ألفا غادروا ديارهم منذ شهر مايو، معظمهم من النساء والأطفال.

وقتل 13 مدنياً وأصيب العشرات، بينهم نازحون مساء أمس الجمعة بقصف جوي لطيران النظام السوري على بلدة محمبل بريف إدلب الغربي. ومن بينهم أربعة أطفال وسيدتان ونازحون من مدينة خان شيخون  الدفاع المدني السوري

موقغ الجزيرة نقل، السبت عن شهود عيان قولهم:  إن طائرات حربية ومروحية استهدفت مناطق سكنية وسط بلدة محمبل. وأضافوا أن من بين الضحايا أربعة أطفال وسيدتان ونازحون من مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي.

كما قام الدفاع المدني السوري ببث مشاهد مصورة أظهرت لحظة إجلاء المصابين وإخلاء الضحايا.

وقال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إن طائرات نظام الأسد والطيران الروسي تناوبا على قصف البلدة.

وأكد وقوع 10 ضحايا على الأقل بينهم 4 أطفال، و3 نساء ووصول عدد المصابين إلى 20 جريحاً.

من جهته قال الناشط الإعلامي أحمد رحال ببث على يوتيوب لقطات تظهر الدمار الذي خلفه القصف على منطقة “محمبل”.

ويأتي القصف بعد أن قالت الأمم المتحدة الخميس إن النظام السوري يتعمد استهداف المستشفيات في محافظة إدلب.

وقال مارك كوتس، نائب المنسق الأممي الإقليمي للأزمة السورية، قال إنه شعر بالرعب” من الهجمات المستمرة على المناطق السكنية والبنية التحتية المدنية.

وتسببت غارات النظام وروسيا على مناطق جنوب محافظة إدلب الخميس الماضي بمقتل خمسة مدنيين وجرح آخرين، بينهم نساء وأطفال.

بلدة محمبل تعد ضمن المناطق الخاضعة لاتفاق وقف إطلاق النار “خفض التصعيد” وتقع في منطقة جبل الزاوية بالقرب من مدينة أريحا في ريف إدلب.

وقد وثق فريق “منسقو الاستجابة في الشمال السوري” مقتل 859 مدنياً، في هجمات قوات النظام السوري وروسيا على مناطق شمال غرب سوريا منذ فبراير/ شباط وحتى يوليو/تموز.

واتفقت الدول الضامنة لمسار أستانة “تركيا وروسيا وإيران” على إنشاء منطقة خفض تصعيد في إدلب، في مايو 2017.

وعلى خلفية انتهاك وقف إطلاق النار من قبل النظام السوري، توصلت تركيا وروسيا لاتفاق إضافي بشأن المنطقة ذاتها، بمدينة سوتشي، في 17 سبتمبر 2018.

رغم اتفاقات سوتشي وأستانة واصل نظام الأسد هجماته على منطقة “خفض التصعيد” التي يقطنها نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف ممن هجرهم النظام السوري من مدنهم وبلداتهم بعد سيطرته عليها.

شاهد أيضاً

لاعب مسلم يقاضي صحفياً ألمانياً اتهمه بالإرهاب بسبب “رمز إسلامي”

قرر لاعب ريال مدريد المسلم، الألماني أنطونيو روديغر، اتخاذ إجراء قانوني ضد صحفي سابق في …