“الإفتاء المصرية” تتراجع عن وصف فتح القسطنطينية بالغزو العثماني بعد الهجوم عليها

تراجعت دار الإفتاء عن وصف فتح القسطنطينية بالغزو العثماني، حيث أكدت أنه فتح إسلامي عظيم بشر به النبي صل الله عليه وسلم.

وأضافت أن هذا الفتح تم على يد السلطان العثماني الصوفي العظيم محمد الفتح، مشيرة إلى أن أروغان لا صلة له بمحمد الفاتح.

علماء يتحدثون بلسان العسكر

أثار الهجوم الذي شنته “دار الإفتاء المصرية” على الدولة العثمانية ووصفها لفتح القسطنطينية (ولاية إسطنبول حاليا)، الذي بشر به النبي محمد صل الله عليه وسلم، بأنه “احتلال”، ردود فعل غاضبة من شخصيات سياسية ودينية وفكرية وعدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرين إلى أن هذا ما يحدث “عندما يتحول رجال الدين لمجرد مخبرين يتحدثون بكلام العسكر لا بكلام الله”.

وقال الصحفي التركي حمزة تكنين، في تغريدة له على تويتر، إنه “بغض النظر عن كل شيء ولنسلم جدلا أن محمد الفاتح (احتل) القسطنطينية كما تقولون فهل عمرو بن العاص أيضا (احتل) مصر؟ إذا نعم فأنتم تطعنون بالنبي مباشرة، وإذا لا فالنبي صادق بكلا البشارتين، فتح مصر وفتح القسطنطينية، وليس بإحداهما وبالتالي أنتم كاذبون”.

وقال الشيخ المصري حاتم الحويني في تغريدة أيضا، إنه “بعدما تم وصف فتح السلطان محمد الفاتح (القسطنطينية -إسطنبول من قبل دار الإفتاء المصرية بالاحتلال، لا تعجب إن سمعت غدًا من يقول على فتح الصحابي الجليل عمرو بن العاص لمصر بالاحتلال، للأسف هذه عاقبة إخضاع الدين لمصالح سياسية رخيصة ولي لعنق التاريخ”.

وقال مستشار وزير الأوقاف وكيل اللجنة الدينية بمجلس الشعب السابق وعضو مجلس الشورى، الدكتور محمد الصغير، في تغريدة له، إن “دار الإفتاء في مصر تصف فتح القسطنطينية بالاحتلال العثماني، ولا نستبعد إذا أن يصفوا فتح مصر بالاحتلال العربي”.

بدوره، قال مدير قناة الجزير القطرية الأسبق ياسر أبو هلالة إنه “عندما يتحول الإفتاء إلى الإعلامي أحمد موسى يتجاهل نصًا نبويًا بشّر بفتح إسلامي لها “نعم الأمير أميرها ونعم الجيش جيشها”، تصف (الإفتاء) سقوط حصون القسطنطينية عام 1453 أمام جيش محمد الفاتح بـ (الاحتلال العثماني)”.

أما فهد العبد العزيز العوهلي من الجنسية السعودية فقال ، إن “دار الإفتاء المصرية تسمّي فتح القسطنطينية احتلال، ماذا عن فتح مصر وفتح مكة؟ أليست احتلال بقاموس الدار؟”، مضيفا أنه “لا يليق بالدار فجور الخصومة، دعوها للساسة والإعلاميين”.

وأضاف الإعلامي القطري فالح الهاجري إنه “ما أريكم إلّا ما أرى، هنا يتمازج الحقّ بالباطل والمعروف بالمنكر، قطعان من الشعوب لا رأي لها يقودها إعلامٌ غاشم تُغذّيه الحكومات وتجيّره لمصالحها، معالي المُفتي موظّف حكومي بأجر يتفاوت حسب الحاجة للفتوى وأهميّتها حتى أنّه قد يُفتي بأن فتح القسطنطينيّة احتلال عثماني”.

وأمس الأحد، شنّ موقع دار الإفتاء المصرية، هجوما على الدولة العثمانية، واصفا فتح المسلمين لمدينة القسطنطينية (إسطنبول حاليا) بـ”الاحتلال العثماني”.

وقالت دار الإفتاء في بيان على موقعها في “فيسبوك”، إن “المؤشر العالمي للفتوى (تابع لدار الإفتاء) أشار إلى أن قضية تحويل آياصوفيا إلى مسجد طُرحت منذ عقود، بيد أنها ظلت أداة وسلاحا دعائيّا بيد مختلف السياسيين في حملاتهم لاستقطاب الناخبين، لا سيما المتدينين منهم”.

وتابعت أنه “قد بُنيت آياصوفيا، ككنيسة خلال العصر البيزنطي عام 537 ميلادية، وظلت لمدة 916 سنة حتى احتل العثمانيون إسطنبول عام 1453، فحولوا المبنى إلى مسجد. وفي عام 1934، تحولت آياصوفيا إلى متحف بموجب مرسوم صدر في ظل الجمهورية التركية الحديثة”.

يشار إلى أنه في 29 أيار/مايو الماضي، أمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقراءة سورة الفتح وإقامة الصلاة في آياصوفيا.

الفتوى نكاية في أردوغان

ويشير محللون سياسيون إلى أن الفتوى التي أطلقتها دار الإفتاء ممزوجة بنهكة سياسية، خاصة أن مصر تعادي تركيا، خاصة بعد تفويت الرئيس التركي فرصة احتلال قطر من قبل دول المقاطعة “الإمارات، السعودية، مصر، البحرين”، كما ساند بقوة حكومة الوفاق مما تغيرات مسارات الحرب وحققت قوات حكومة الوفاق انتصارات متتالية وبشكل متسارع على مليشيات خليفة حفتر.

شاهد أيضاً

نتنياهو لعائلات الأسرى: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اجتماع الخميس مع عائلات الجنود الذين تم احتجازهم …