المونيتور: مصافحة السيسي وأردوغان ليست كافية لإعادة العلاقات

قال موقع المونيتور الأمريكي، إنه بعد سنوات من الاتهامات المتبادلة، حدثت مصافحة نادرة بين الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” و”عبدالفتاح السيسي” على هامش حفل افتتاح مونديال 2022 في قطر، وأعقب ذلك تصريحات عن “حقبة جديدة” في العلاقات بعد قرابة عقد من التوترات.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية “بسام راضي” إن المصافحة بين أردوغان والسيسي “ستكون بداية لتطوير العلاقات الثنائية”، وأكد “أردوغان” نفس الفكرة في طريق عودته من قطر، قائلا إن الأيام القادمة ستشهد المزيد من الإجراءات لإعادة بناء العلاقات بين القاهرة وأنقرة. وقال للصحفيين على متن الطائرة “لقد قدمنا ​​دليلا على حسن نوايانا”.

لكن بالنسبة للعديد من الخبراء، فإن المصافحة ليست كافية لتقارب سريع بين البلدين “الثقيلَيْن” في الشرق الأوسط.

بالرغم من جهود التطبيع الأخيرة، لا تزال العلاقات بين أنقرة والقاهرة متأثرة بالتوترات التي أعقبت إطاحة الجيش المصري بأول رئيس مدني منتخب “محمد مرسي” في يوليو 2013.

وهاجم “أردوغان” قائد الانقلاب “السيسي” مرارًا ووصفه بالطاغية والديكتاتور، مما دفع مصر للإعلان عن تقليص علاقاتها الدبلوماسية مع تركيا إلى مستوى القائم بالأعمال.

وقال سفير تركيا السابق في القاهرة “شفق جوكتورك” لـ”المونيتور”: “إن صورة الرئيس أردوغان والسيسي وهما يتصافحان ذات قيمة خبرية كبيرة من الناحية الإعلامية، لكنها ليست بنفس الدرجة من القيمة من الناحية العملية”، مضيفا أن التقارب مع مصر كان أبطأ من أي عملية تطبيع إقليمي أخرى، مثل الإمارات والسعودية وإسرائيل.

وتعد العقبة الرئيسية هي المصالح المتنافسة في ليبيا حيث تتحالف أنقرة مع الحكومة التي تتخذ من طرابلس مقراً لها بينما تدعم القاهرة برلمان طبرق.

وقد وصل البلدان إلى شفا الحرب في صيف عام 2020، مع التدخل العسكري التركي في الحرب الأهلية الليبية وتهديد القاهرة بالتدخل في حالة حدوث مزيد من التقدم من قبل وحدات الحكومة المعترف بها دوليًا والمدعومة من أنقرة.

وبالرغم أن الجانبين مهتمان بإعادة النظر في العلاقات بينهما، من غير الواضح كيف سيحدث ذلك. ومن الصعب تخيل أي صفقة كبرى.

وبالنسبة لمصر، سيكون من الصعب قبول وجود عسكري تركي طويل الأمد في ليبيا. وبالنسبة لتركيا، فإن الانسحاب الكامل من ليبيا غير وارد.

وكانت المصافحة بين “السيسي” و”أردوغان” غير متوقعة، فقبل 3 أسابيع فقط من اجتماعهما، أعلن وزير الخارجية المصري “سامح شكري” تعليق المحادثات مع تركيا بسبب السياسات التي تنتهجها أنقرة في ليبيا.

وجاء إعلان “شكري” عن وقف المحادثات بعد عدة أسابيع من توقيع الحكومة الليبية في طرابلس صفقة حول الطاقة مع الجانب التركي.

والسبب الآخر الذي جعل هذا اللقاء مفاجئا هو تصريحات “أردوغان” في طريق عودته من بالي (حيث حضر اجتماع مجموعة العشرين) بشأن إمكانية صفحة جديدة في العلاقات مع “السيسي” وكذلك الرئيس السوري “بشار الأسد” لكن بعد الانتخابات في النصف الثاني من عام 2023.

وقال “سنان أولوجن”، رئيس مركز أبحاث السياسة الخارجية والاقتصاد “إدام”: “حاولت قطر استغلال مناسبة كأس العالم كمنصة للقاءات الدبلوماسية”.

وأضاف: “لكن اللقاء لم يكن نتيجة الدور القطري فقط. فقد كان الجانبين يعملان على ترتيب هذا الأمر منذ فترة، وكان هناك تفكير في والقت والمكان المناسب للقاء الرجلين.. لقد أدت الإيماءات المختلفة من كلا الجانبين إلى تسهيل ترتيب الاجتماع”.

وشهد عام 2022 تحركات تركية لتشديد القبضة على قادة الإخوان المسلمين وقنوات المعارضة المصرية، فضلاً عن تحركات لتعزيز التجارة بين البلدين.

وفي مايو، سافر وزير الخزانة والمالية “نور الدين نبطي” إلى مصر لحضور الاجتماع السنوي لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية، مما جعله أول وزير يسافر إلى مصر منذ 9 سنوات.

وفي حين لم يحضر “أردوغان” قمة “كوب27” في مصر، فقد كتب رسالة إلى “السيسي” يشرح فيها سبب غيابه ويتمنى له التوفيق في استضافة الحدث الدولي، بحسب وكالة “أنكا”.

وفي أعقاب انفجار تقسيم، كانت وزارة الخارجية المصرية من بين أول من أدان الهجوم، ودعت الوزارة جميع دول العالم إلى “الحفاظ على التضامن في مواجهة هذه الظاهرة البغيضة”.

في حين أن الاجتماع رفيع المستوى يتجاوز جزئيًا التوترات السابقة بين الزعيمين البراجماتيين، فمن غير المرجح أن يكون عصا سحرية لحل المشاكل الثنائية.

وفي حين أن هناك بعض التقدم في طلب مصر من تركيا وقف أنشطة أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، فإن تآكل الثقة بين البلدين أكبر بكثير من أن تتغلب عليه المصافحة.

 

 

شاهد أيضاً

الناخبون الأفارقة يتراجعون عن دعم بايدن بسبب عدوان إسرائيل على غزة

أدت سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه الحرب في غزة إلى خسارته المزيد من الناخبين …