انتهاكات نظام دمشق للاتفاقات الدولية يعمق أزمة النازحين شمالي سوريا

لم تمنع الاتفاقات الدولية قوات النظام من وقف استهدافها للأحياء السكنية في منطقة خفض التصعيد شمالي سوريا، وبلغت هجمات النظام من الشدة ما اسفر عن دمار كبير في بعض المدن والبلدات، و نزوح عشرات الآلاف من سكانها.

ويعيش النازحون الذين فروا إلى المناطق القريبة من الحدود السورية التركية ظروفاً صعبة للغاية، ووصل الحال ببعضهم إلى العجز عن تأمين الطعام لعائلاتهم ناهيك عن الاحتياجات الأساسية الأخرى.

ومنذ التوصل إلى اتفاق “سوتشي” بين تركيا وروسيا في أيلول من العام الماضي، الهادف إلى ترسيخ وقف إطلاق النار “في منطقة خفض التصعيد” شمالي سوريا ، لم تتوقف الآلة العسكرية للنظام السوري و المجموعات الإرهابية التابعة لإيران عن خرق الاتفاق.

وتسببت خروقات النظام بنزوح ما يقارب 123 ألف مدني منذ بداية شهر فبراير الماضي، ونحو 200 ألف مدني خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، معظمهم من مدينة خان خان شيخون وبلدات التح وجرجناز و التمانعة الواقعة جميعها ضمن منطقة خفض التصعيد.

واضطر عدد كبير من النازحين في الجلوس في العراء لعدم توافر خيم، فيما وجدت كل 4 أو 5 عائلات محظوظة خيمة ليسكنوا فيها سوية.

كما يعاني النازحون من نقص في الاحتياجات الأساسية من طعام و مواد نظافة وغيرها، ويعولون على منظمات الإغاثة الإنسانية لتلبية احتياجاتهم وسط استجابة ضعيفة من تلك المنظمات حتى اللحظة، بسبب العدد الكبير للنازحين.

وأفاد النازح من مدينة خان شيخون حميد عمر، لمراسل الأناضول، أنهم اضطروا للنزوح بسبب الاستهداف اليومي لقوات النظام لمدينتهم، مشيراً إلى أن قصف النظام كان يتصاعد يوماً بعد يوم

وأوضح عمر، أنه وعائلته لجؤوا إلى المناطق القريبة من الحدود التركية كونها أكثر أماناً، وجاؤوا للمنطقة بالرغم من برد الشتاء وسكنوا في خيمة مجاورة لخيمة قريب لهم كانت تستخدم كمطبخ.

 

وأضاف ” قريبي هو من يهتم بعائلتي حالياً ويقوم بتأمين بعض الطعام لهم، وليس بإمكاني تأمين خيمة مستقلة لعائلتي لأن ثمنها 25 ألف ليرة سوريا ( 50 دولارا) وهذا المبلغ ليس بإمكاني تأمينه.

 

من جانبه قال أبو جهاد وهو نازح آخر من خان شيخون، لم يؤمن أحد لنا خيم، وليس بإمكان النازحين شراءها، ما أضطر قسما منهم للجلوس تحت أشجار الزيتون

 

ولفت أبو جهاد أنه في حال استمرار القصف فإن النازحين الذين يعيشون أوضاعا صعبة للغاية سيضطرون لعبور الحدود إلى تركيا ومنها إلى الدول الأخرى.

 

نازح آخر من خان شيخون، ويدعى جمال معروف، قال إن القصف الذي يستهدف مدينتهم لا يحتمله لا بشر ولا حجر، لافتاً إلى أن القصف الذي مارسه النظام على الشعب السوري، حتى إسرائيل لم تقم بمثله في استهدافها البلاد العربية.

وأوضح معروف، أنه عندما رأى دمار بيت جاره بسبب قصف النظام ، وانتشال أطفال جاره من تحت الأنقاض، فكر بأطفاله وقرر النزوح حتى لا يلقى أطفاله نفس المصير.

وأضاف ” ننام فوق بعض في الخيم بسبب الإزدحام وقلة الخيم، ولا يوجد عمل هنا في المخيمات وخاصة أننا في فصل الشتاء، وكثيرين ممن لا يملكون المال اضطروا للبقاء تحت القصف، بالرغم من رغبتهم في الخروج”.

وتشكل محافظة إدلب مع ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي منطقة “خفض تصعيد” بموجب اتفاق أبرم في سبتمبر 2017 بين تركيا وروسيا وإيران في “نور سلطان” عاصمة كازاخستان.ومنذ بداية العام الحالي، تزايدت هجمات قوات نظام بشار الأسد والمجموعات الإرهابية الموالية لإيران على منطقة “خفض التصعيد”، منتهكة اتفاق “سوتشي”.وتسبب قصف النظام السوري والمجموعات الإرهابية الموالية لإيران على منطقة “خفض التصعيد” المذكورة في مقتل 166 مدنيا وجرح 470 آخرين منذ بداية العام الجاري. واتفاق سوتشي أبرمته تركيا وروسيا في سبتمبر 2018، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وسحبت بموجبه المعارضة أسلحتها الثقيلة من المنطقة التي شملها الاتفاق في 10 أكتوبر من العام ذاته. 

شاهد أيضاً

كاتب صهيوني: حماس كانت تهدف للوصول إلى تل أبيب في 7 أكتوبر

أصدر الكاتب الصحفي الإسرائيلي إيلان كفير، أول كتاب باللغة العبرية يوثق أحداث طوفان الأقصى، مؤكدًا …