ايكونوميست: نهاية الإمبراطورية الأمريكية لن تكون سلمية وسلسة

نشرت مجلة ” ايكونوميست” البريطانية حول ملفا حول مستقبل القوة الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 وصعود الصين والانسحاب من أفغانستان، مشيرة إلى أن نهاية الإمبراطورية الأمريكية” لن تكون سلمية وسلسة.

وتساءل المؤرخ الأسكتلندي الأمريكي الأستاذ في جامعة هارفرد سابقا نيال فيرغسون، في مقال له بالمجلة، “هل تساعدنا خبرة البريطانيين في فهم مستقبل القوة الأمريكية؟” ويجيب عن سؤاله بالقول إن الأمريكيين يفضلون استخلاص الدروس من تاريخ الولايات المتحدة ذاتها، ولكن قد يكون من المفيد مقارنة الدولة مع سابقتها، لأن أمريكا اليوم من نواح كثيرة تشبه بريطانيا في فترة ما بين الحربين العالميتين.

ويعتبر فيرغسون -الذي يأسف على “تنحية المسيحية من أوروبا” وعلمنة القارة التي تجعلها “ضعيفة في مواجهة التعصب”- أن المواطن الأمريكي الذي يتابع الانسحاب “المذل” لقوات بلاده من أفغانستان سيجد أن انتقادات ونستون تشرشل -رئيس وزراء بريطانيا السابق- لحكومة بلاده خلال الحرب العالمية الأولى تنطبق على الوضع الأمريكي الحالي.

 وكان تشرشل كتب منتقدا انتشار الشعبوية وتجاهل القضايا الحساسة، وتغليب المصالح الانتخابية على مصالح الدولة الحيوية، في حين كانت “الجماهير غارقة في الجهل، وقادتهم مشغولين بكسب الأصوات فحسب، ويرفضون مواجهة الشعب بالحقائق غير السارة”.

عانت بريطانيا آنذاك من مزيج المشكلات القومية والإمبراطورية، وخرجت من الحرب العالمية لتواجه أزمة مالية (1918 و1919) وجائحة عالمية (الإنفلونزا الإسبانية) وتفاقمت الديون بشدة رغم أن العملة البريطانية بقيت مهيمنة عالميا.

وفي الوقت الذي تجاهلت فيه النخب السياسية الحاكمة تطورات النظام العالمي وتحولاته آنذاك، كانت الهيمنة البريطانية العالمية مهددة في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، في حين كانت عصبة الأمم على مشارف الانهيار. وباختصار، كانت الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس آيلة للأفول.

وبحسب المؤرخ -الذي يرى أن بريطانيا “صنعت العالم الحديث” بنشر الديمقراطية والتجارة الحرة والرأسمالية وسيادة القانون والبروتستانتية واللغة الإنجليزية- فإن العديد من الكتابات خلال العقود الماضية تنبأت بالتراجع الأمريكي، لكن ذلك التراجع قد لا يكون هادئا ومتدرجا كما كان التراجع البريطاني بين ثلاثينيات وخمسينيات القرن الماضي.

ويختم الكاتب بقول تشرشل إن “الحقائق أفضل من الأحلام” مؤكدا أن القادة الأمريكيين أصبحوا في السنوات الأخيرة مغرمين بالأحلام، بدءا من خيال الهيمنة في عهد جورج بوش، وصولا إلى كابوس الفوضى المظلم على الأراضي الأمريكية في عهد دونالد ترامب، وبينما تنذر الأوضاع الراهنة بعاصفة عالمية جديدة، يبدو الوقت مناسبا لمواجهة حقيقية أدركها تشرشل جيدا وهي أن نهاية الإمبراطوريات نادرا ما تكون عملية غير مؤلمة.

شاهد أيضاً

حماس: المرونة التي نبديها لا تعني التراجع عن شروطنا وإسرائيل لا يعنيها أسراها

قال القيادي في حركة “حماس” باسم نعيم، إن “إسرائيل باتت تفهم المرونة التي تبديها حماس …