بعد أنباء بحل الخلاف الخليجي.. هل سيتصالح “السيسي” مع قطر؟

أثيرت تساؤلات مؤخرًا حول موقف مصر، الطرف الرابع، في المقاطعة الخليجية، بين السعودية والإمارات والبحرين مع دولة قطر، في ظل ما يُتداول من أخبار وتصريحات حول مصالحة خليجية مرتقبة تنهي قطيعة امتدت لنحو عامين وأربعة أشهر.

وكشفت مصادر حكومية أمريكية لموقع “الحرة” أن المصالحة الخليجية بين قطر ودول الحصار تحت برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصلت لمراحل متقدمة.

وأمس الجمعة، كشفت وكالة الأنباء الفرنسية عن قرب وصول وفد قطري للرياض، فيما سيزور مسؤول بالجامعة العربية قطر خلال كأس الخليج، ما يُنبأ بانفراج الأزمة.

والأربعاء الماضي، مثّل إعلان السعودية والإمارات والبحرين المشاركة بكأس الخليج في قطر خبرا سارا يؤكد قرب المصالحة.

وتحدث الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، عبر تويتر، الثلاثاء الماضي، عن “تطورات مهمة لحل الخلاف الخليجي”.

ويعود الخلاف الخليجي إلى يونيو 2017، عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتهم مع قطر، وفرضت عليها “إجراءات عقابية”؛ بدعوى “دعمها للإرهاب”، وهو ما نفته الدوحة مرارًا، واتهمت الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.

ولكن يظل الموقف المصري من قطر تحيطه علامات الاستفهام، خاصة وأن الدوحة تعتبر نظام السيسي انقلابًا عسكريًا على الرئيس الراحل محمد مرسي، ويواصل الإعلام المصري حتى اليوم السبت تقاريره المسيئة دائمًا لأمير قطر وبلاده.

وفسّر محللون زيارة السيسي المفاجئة للإمارات، الأربعاء، وإعلان ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، بالتزامن مع أحاديث المصالحة مع قطر، إطلاق منصة استثمارية بين الإمارات ومصر بقيمة 20 مليار دولار، ومنح السيسي “وسام بن زايد”، بأنها ترضية لمصر.

مصالحة دون “إعلام السيسي”

وفي توقعاته، قال مدير المعهد الدولي للعلوم السياسية والاستراتيجية بإسطنبول ممدوح المنير، إن “النظام المصري حاليًا هو تابع أصيل للسعودية والإمارات، وبالتالي إذا تمت مصالحة خليجية فمصر ستكون جزءً منها بمنطق التبعية الحالي”.

ويرى الباحث المصري، أنه “في حال حدوث مصالحة لن يكون سوى بالملفات البعيدة عن الإعلام مثل السماح للخطوط القطرية بالهبوط في المطارات المصرية أو عبور أجواءها، أو تسهيل حصول القطريين على التأشيرات”.

ويرى أنه “في الجانب الإعلامي غير الرسمي لن يتغير الوضع ربما يقل السقف قليلا لكنه لن يتوقف، لأن السيسي ونظامه يتعامل مع قطر بمنطق المكايدة الإعلامية، فطالما الجزيرة تستضيف معارضين للنظام المصري وتعتبر ما حدث في الثالث من يوليو 2013 انقلابا فسيظل الهجوم الإعلامي المصري عليها”.

وقال الأكاديمي المصري، إنه “ربما يكون هذا مفهوما ومنطقيا أنك تهاجم من يهاجمك، لكن الكذب والتدليس والردح على الهواء والخوض في الأعراض كما يفعل النظام المصري هو مستوى هابط من الفجر في الخصومة”.

وتابع: “ولذلك أرى أن المصالحة -إن تمت- لن تعدو اللوجستيات كما أسلفت، وليس الجانب الإعلامي”، مضيفا “وإن كنت أرى المصالحة أمرا صعبا، وأتمنى أن أكون مخطئا، لأن أنظمة الحكم بالسعودية والإمارات تقوم على الهوى والمزاج الشخصي للحاكم وليس عن عمل تقوم به مؤسسات تتشاور بينها وتعلي مصلحة الوطن”.

وحول احتمالات ترضية إماراتية سعودية لمصر لقبول المصالحة، لا يعتقد الباحث السياسي أنه موضوع ذا أهمية، موضحا أن “تأثير مصر بالأزمة محدود، بل في الأصل لا علاقة للقاهرة بها، لكن منطق التبعية هو الذي جعلها أحد عناصر الأزمة”.

وختم بالقول: “وما تسرب عن ترضية إماراتية للسيسي لا أعتقد بصحته؛ لأن الوضع الاقتصادي لأبو ظبي غير مستقر، كما أن مبلغ الـ 20 مليار دولار ليس بالرقم الهين والسيسي قيمته لا تحتاج ترضية بهذا الحجم بكل تأكيد”.

شروط المصالحة

وفي رؤيته، قال المحلل السياسي سيد أمين: “يتوقف موقف قطر من السيسي بناء على شروط المصالحة”، موضحا أنه “إذا حدثت طبقا للشروط القطرية؛ فإن موقف الدوحة والسيسي لن يتغير، لأن الانقلاب ما زال قائما وقطر ستستمر في اعتباره نظاما انقلابيا”.

ويضيف “أمين”: أنه “لو حدثت المصالحة بالشروط السعودية؛ فإن الأمر قد يتم تخفيفه أو تتصالح قطر مع السيسي”.

ويعتقد أن “المصالحة ستتم بالشروط القطرية؛ حيث اجتازت الدوحة بنجاح كل العقوبات وواجهت الأصعب، وبالتالي لا مبرر لتراجعها بعد كل هذا النجاح خاصة وأن المحور السعودي الإماراتي بدت عليه علامات الانهيار بل وقد يتطور إلى صدام”.

وأشار المحلل السياسي إلى أن “السعودية بحاجة لتعديل في أحلافها خاصة وأن السيسي لم يلب حاجتها بإرسال جنود لليمن، ولم يحمها من التهديد الإيراني؛ وبالتالي فهو حصان خاسر”.

ويرى أن “ترامب الذي يدعم السيسي ويفرض على السعودية دعمه في سبيله لمغادرة منصبه”، مشيرًا إلى أن ذلك “يظهر من قيام السعودية بوقف إمدادات النفط المجاني للسيسي كما تردد مؤخرا”.

وتوقع أمين في نهاية حديثه أن “تتوتر العلاقات بين قطر والسيسي أكثر فأكثر”.

ثمن المصالحة

وكتب أستاذ العلوم السياسية الدكتور نادر فرجاني، على موقع التواصل الاجتماعي، فيس بوك، إن “عصابة احتلال مصر شتامة مأجورة ومنقلبة للبيع بثمن بخس لمن يدفع، والخاسر شعب مصر”، مضيفا: “أنه بعد خمس سنوات من سب قطر وشتمها واعتبارها أصل كل الخبائث ومحاصرتها إلى حد شق قناة بحرية لفصلها عن السعودية وحتى اتهامها زورا بتمويل الإرهاب في مصر والعالم؛ فجأة لم تعد قطر عدوا يتوجب مقاطعته وحصاره”، متسائلا: “وماذا كان الثمن؟”.

شاهد أيضاً

نتنياهو لعائلات الأسرى: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اجتماع الخميس مع عائلات الجنود الذين تم احتجازهم …