بلومبيرج: علاقة ابن سلمان بترامب أضرته وأصبح منبوذا في الكونجرس

نشرت وكالة “بلومبيرج” الأمريكية، مقالا للكاتب بوبي غوش، والذي تناول فيه علاقة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة جعلته تابعا للبيت الأبيض، وتحت رحمة أساليب ترامب القوية.

وقال الكاتب: “خسر ابن سلمان الكونجرس، عندما اعتمد على البيت الأبيض فقط، واستخدام الرئيس الفيتو لكي يتجاوز القرارات المضادة للمملكة”.

ومن المفارقة استعارة ترامب في مكالمته معاداة الكونجرس عندما أصدر تهديده في 2 نيسان/ أبريل، قائلا: “لو لم يتم خفض إنتاج النفط فالرئيس لن يكن قادرا على وقف تشريع يقضي بسحب القوات الأمريكية من المملكة”.

وبعد أسبوع تقدم السيناتور الجمهوري بمشروع قانون بذلك.

وقال: “يواجه الأمير ورطة الآن، وهو بحاجة ماسة لإعادة بناء الجسور مع الكونجرس، وسيكون الأمر صعبا عليه بعد أن أضر بالمصالح النفطية الأمريكية”.

وأشار المقال إلى أن ولي العهد “لا يستطيع الاستجابة لمطالب الكونجرس الأخرى بدون خسارة ماء وجهه داخل المملكة والعالم العربي”.

ومن هنا، فتوقيت إهانة ترامب له جاء في ظروف يواجه فيها الأمير ضربتين، هما حرب أسعار النفط ووباء كورونا، ما أضر بالاقتصاد السعودي، وأضعف من طموحاته.

وأشار المقال إلى مكالمة بين ترامب وابن سلمان في 2 نيسان/ أبريل الماضي، التي أدهشت الحاكم الفعلي للسعودية، لدرجة أنه طلب من مساعديه مغادرة الغرفة.

وقال: “لم يكن أحد من الحاشية موجودا مع ابن سلمان، عندما تعرض سيدهم، للتنمر، وطلب منه على ما يبدو الاستسلام”.

وأضاف: “لم يكن ليحدث هذا بطريقة أخرى، فقد هدد ترامب بسحب كل القوات الأمريكية من المملكة إن لم تخفض السعودية إنتاجها من النفط”.

ولم يكن لولي العهد أن يتجاهل التداعيات الخطيرة عليه وعلى عائلته في حال لم ينفذ مطالب ترامب.

وقالت الوكالة: “وكما قال ترامب بطريقته المعروفة، فالعائلة لم تكن لتبقى في الحكم مدة أسبوعين لولا الدعم العسكري الأمريكي”.

 ولم يمض على المكالمة إلا أقل من عشرة أيام قبل أن تتفق السعودية مع روسيا على إنهاء حرب الأسعار، والبدء بخفض الإنتاج.

وحصل ترامب على كل المديح لأنه أوقف المواجهة العدوانية بين السعودية وروسيا في سوق النفط.

ولكنه وبطريقته تجنب ذكر أساليب الإكراه التي اتبعها، ربما لأنه لم يرد إحراج ابن سلمان.

ورأى الكاتب، بناء على ما حصل، أن “ولي العهد يجب أن يعترف الآن بمحدوية قراره، وبأنه لم يقم بتفكير عميق عند تأسيس العلاقة مع ترامب”.

ورأى أن العلاقة كانت بشكل استثنائي تقوم على صداقة بين العائلة المالكة والإدارات الأمريكية، وكانت تظهر أمريكا بأنها الحليف الذي لا يمكن للمملكة الاستغناء عنه.

ويؤكد الكاتب، “وفي وضع كهذا، كان حكام السعودية السابقون سيميلون على أصدقائهم في الكونجرس، ليطلبوا منهم التدخل، ودفع البيت الأبيض للتساهل معهم؛ ولكن بالنسبة لابن سلمان، فليس لديه إلا عدد قليل من الأصدقاء في واشنطن. وجيش جماعات الضغط هناك الذي كان يعتمد عليه، لم تعد له إلا قوة محدودة للتدخل”.

وأضاف المقال: “أصبح الأمير مثل المنبوذ تقريبا كعضو بارز في العائلة المالكة، بطريقة لم تحصل لفرد من العائلة منذ التحالف الأمريكي-السعودي قبل 75 عاما”.

وأوضح أنه بات “عرضة للهجمات المستمرة من كل الدوائر في واشنطن، بسبب عدد من القضايا التي تتراوح من حرب اليمن، سجن النساء الناشطات في مجال حقوق الإنسان، وقتل الصحفي جمال خاشقجي”.

وحتى الشخصية الجمهورية البارزة، السيناتور ليندسي غراهام، وصفه بأنه “غير مستقر ولا يوثق به”.

ويؤكد المقال أن هناك شبه إجماع بين الحزبين في الكونغرس لدعم إجراءات عقابية ضد السعودية، تتراوح من تقييد صفقات السلاح، إلى المطالبة بتحقيق العدالة للصحفي جمال خاشقجي الذي قتل في قنصلية بلاده في إسطنبول التركية على يد موظفين حكوميين.

شاهد أيضاً

تركيا تنفي مزاعم تصدير السلاح إلى إسرائيل “تضليل للرأي العام”

نفت وزارة التجارة التركية، الأربعاء 27 مارس 2024، بشكل قاطع، ما تناقلته وسائل إعلام مؤخراً، …