أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لا حاجة إلى موافقة الكونغرس من أجل شن هجوم محتمل يستهدف إيران.
جاء ذلك في تصريحات لموقع “ذا هيل” الإخباري، شدد خلالها ترامب أنه يُطلع الكونغرس بشكل منتظم على معلومات بخصوص التوتر المتصاعد بين بلاده وإيران.
وفي رده على سؤال حول امتلاكه الصلاحية لشن أي هجوم على إيران دون الحاجة لموافقة الكونغرس، قال ترامب : نعم أمتلك هذه الصلاحية”.
وأشار إلى أنه يرغب في إبقاء الكونغرس على اطلاع بكافة التطورات المتعلقة بالتوتر مع إيران، مستدركًا: “ولكن قانونيًا لست مجبر على القيام بذلك”.
وفي تعليقه على تصريحات رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي التي أكدت فيها حاجة ترامب إلى موافقة المجلس، قال الرئيس الأمريكي: ” لا أتفق مع هذا والكثيرون أيضًا”.
ومع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، يؤكد الديمقراطيون في الكونغرس على حاجة إدارة الرئيس لموافقة الكونغرس قبل اتخاذ أي عمل عسكري ضد طهران.
وتشهد المنطقة توترا متصاعدا بين الولايات المتحدة ودول خليجية من جهة، وإيران من جهة أخرى، منذ أن خفضت طهران بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي متعدد الأطراف، المبرم في 2015.
واتخذت إيران تلك الخطوة، الشهر الماضي، مع مرور عام على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، وفرض عقوبات مشددة على طهران، لإجبارها على إعادة التفاوض بشأن برنامجها النووي، إضافة إلى برنامجها الصاروخي.
ومازال التوتر سائدا بين العدوين اللدودين إيران والولايات المتحدة بعد أن قال ترامب يوم الجمعة إنه منع توجيه ضربة عسكرية لإيران ردا على إسقاطها طائرة أمريكية مسيرة لأنه رأى أن الرد سيكون غير متناسب.
وقال ترامب لبرنامج “واجه الصحافة” على شبكة تلفزيون (إن.بي.سي) “لا أسعى للحرب”. وكرر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للصحفيين يوم الأحد القول بأن واشنطن مستعدة للتفاوض مع طهران دون شروط مسبقة.
وقال بومبيو “هم يعرفون بالضبط أين يجدوننا”. وتوجه بومبيو إلى السعودية والإمارات “للتأكيد على أننا متحالفون استراتيجيا” مع الدولتين وهما خصمان لإيران بالمنطقة.
وتمثل حرب اليمن مصدرا آخر للتوتر الإقليمي. وقتلت جماعة الحوثي المدعومة من إيران شخصا وأصابت 21 آخرين يوم الأحد في هجوم على مطار مدني في السعودية.
وتدخل تحالف بقيادة السعودية والإمارات وبدعم من الغرب في اليمن عام 2015 في محاولة لإعادة الحكومة المعترف بها دوليا التي أطاح بها الحوثيون من السلطة في أواخر عام 2014.
وكان ترامب قال إنه سيفرض مزيدا من العقوبات على إيران اعتبارا من اليوم الاثنين لكنه أشار إلى أنه مستعد للسعي من أجل التوصل لاتفاق لدعم اقتصادها وذلك في خطوة تهدف على ما يبدو لتخفيف التوتر.
وردا على سؤال عما تريده إيران، قال ترامب “أعتقد أنهم يريدون التفاوض. أعتقد أنهم يريدون إبرام صفقة. والصفقة معي نووية… لن يكون بوسعهم امتلاك سلاح نووي. ولا أعتقد أنهم يحبذون الوضع الذي هم فيه حاليا. اقتصادهم متعثر تماما”.
وهونت إيران من تأثير أي عقوبات أمريكية جديدة. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن عباس موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله إن هذه العقوبات “مجرد دعاية في ظل فرض… كل أنواع العقوبات ولم يعد هناك عقوبات أخرى متبقية”.
وتنفي إيران السعي لحيازة أسلحة نووية وتشير إلى فتوى أصدرها الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي تحرم تطوير أو استخدام الأسلحة النووية.
وتفاقم التوتر في المنطقة بشكل كبير عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين إيران وست دول كبرى ثم أعاد فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية. وكانت العقوبات قد رُفعت بمقتضى الاتفاق الذي يلزم إيران بتقليص برنامجها النووي في المقابل.