ثورة الجياع تتواصل في العراق… قتلى وجرحى وحرق مقار أحزاب شيعية

تواصلت الاحتجاجات في عدد من المحافظات العراقية، أمس الأحد، التي تطالب بتوفير الخدمات العامة الأساسية من قبيل الماء والكهرباء وفرص العمل. واقتحم المتظاهرون عددا من المقار الحكومية، حيث سقط منهم قتلى وجرحى عقب صدامات مع قوات الأمن.
مصادر في الشرطة العراقية بينت أن قواتها أطلقت النار في الهواء لتفريق مئات المحتجين لدى محاولتهم اقتحام مبنى محافظة البصرة. 
وقال اللواء ثامر الحسيني قائد قوات الرد السريع في وزارة الداخلية إن بعض المحتجين حاولوا اقتحام المبنى، لكن قوات الأمن منعتهم، وأضاف أنهم طلبوا من المحتجين تجنب المواجهات مع قوات الأم،.وأوضح أن 28 فردا من قوات الأمن أصيبوا في اشتباكات مع المتظاهرين.
وحسب الشرطة فإن ثمانية متظاهرين أصيبوا عند مبنى محافظة البصرة، لكن مصدرا محليا أفاد بمقتل اثنين من المتظاهرين.
وبذلك يصبح عدد القتلى ثلاثة في محافظة البصرة ورابعا في ميسان، منذ بدء الاحتجاجات الأحد الماضي، بحسب صحيفة ” القدس العربي”.
كما تصدت قوات الأمن لاحتجاجات على بعد نحو أربعة كيلومترات من حقل الزبير النفطي، الذي تديره شركة إيني قرب البصرة. وقالت مصادر في الشرطة إن 40 شخصا أصيبوا ثلاثة منهم برصاص حي.
وتسعى الحكومة العراقية لإرسال تعزيزات عسكرية جديدة إلى محافظة البصرة، تحسباً لأي طارئ قد يحصل في المحافظة بسبب اتساع الحركة الاحتجاجية هناك.
وقال مصدر أمني في تصريح صحافي إن «قوة خاصة من قوات الرد السريع ستصل لمحافظة البصرة، وستعمل على التدخل إذا ما حدث أي طارئ».
وأضاف أن «من بين القوات التي ستصل إلى البصرة، قوة المهمات الخاصة التابعة لقوات الرد السريع، التي ستُشارك في الطوارئ والحملات الأمنية والعسكرية ذات الأهمية القصوى».
وطوق مئات المتظاهرين في مدينة الديوانية، مبنى مجلس المحافظة وسط محاولات قوات الأمن لتفريقهم. 
وقال ضياء الضرير، وهو أحد المحتجين في الديوانية، إن قوات الأمن تستخدم خراطيم المياه لإبعاد المتظاهرين، واعتدت بالضرب المبرح على أحد المحتجين. 
وأضاف «هذه الاحتجاجات نعتبرها ثورة الجياع ضد المسؤولين الفاسدين.. ولن نهدأ حتى يستجيبوا لمطالبنا بتوفير الخدمات وفرص العمل».
وفي السماوة مركز محافظة المثنى، حظرت قوات الأمن التجول بعد مقتل متظاهر وإصابة أكثر من 50 عنصرًا من قوات الأمن، حسب مسؤول حكومي.

حظر تجوال

وقال نائب رئيس مجلس محافظة المثنى، حارث لهمود، إن «قوات الأمن فرضت حظرا للتجوال في مدينة السماوة، بسبب الاحتجاجات».
وأكد «مقتل متظاهر وإصابة أكثر من 50 من عناصر الأمن بجروح، بينهم ضباط».
وأضاف أن «المتظاهرين اقتحموا ديوان المحافظة (مقر الحكومة المحلية)، وأضرموا النيران في مقار أحزاب الدعوة والفضيلة وبدر والحكمة (أحزاب شيعية تحكم البلاد منذ 2003)»، دون حديث عن وقوع إصابات.
وأشار إلى أن «الهدوء يسود وسط المدينة حاليا»، بعد أن بدأ سريان قرار الحظر. أما في الناصرية، مركز محافظة ذي قار، فقد ذكرت مصادر محلية أن «حصيلة عدد الجرحى الذين سقطوا نتيجة المظاهرات ارتفعت إلى 46 جريحا بينهم 17 مدنيا من المتظاهرين، و29 عنصرا أمنيا مكلفون بحماية مبنى مجلس المحافظة».
وأوضحت أن «جميع المصابين نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج ومعظمهم في وضع صحي مستقر».
المصادر أضافت أن المتظاهرين انسحبوا من أمام مجلس المحافظة وفتحت الطرق المؤدية اليه.
وبين خالد فاروق السيد، وهو أحد المتظاهرين، أن قوات الأمن استخدمت الرصاص الحي والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع لتفريق مئات المتظاهرين من أمام مبنى مجلس المحافظة وسط الناصرية. 
وأضاف السيد، كشاهد عيان، أن «19 من المتظاهرين أصيبوا بجروح، 5 منهم حالتهم خطرة، فيما أصيب نحو 13 من أفراد الأمن جراء رشقهم بالحجارة».
أحمد الغزي وهو أحد المتظاهرين، قال «تظاهراتنا قد تتحول إلى اعتصام مستمر ما لم تعمل الحكومتان الاتحادية والمحلية على تنفيذ مطالبنا».
وأضاف «توجهنا منذ الصباح إلى مبنى مجلس المحافظة من أجل الضغط للوصول إلى حلول حقيقية لواقعنا المزري، فكل شيء في الخدمات يتراجع».
وفي النجف سارت تظاهرة صباح أمس، لكن قوات الأمن عملت على تفريقها، في حين لوحظ انتشار كثيف لسرايا السلام في شوارع المدينة.
وقال مصدر في وزارة الداخلية إن الوزير قاسم الأعرجي أقال مدير شرطة النجف من منصبه، على خلفية الاحتجاجات.
وأوضح المصدر، وهو ضابط في الداخلية برتبة عقيد طلب عدم ذكر اسمه، أن «وزير الداخلية أقال مدير شرطة النجف العميد ماجد حاتم من منصبه وعين بدلا منه اللواء علاء غريب».
وأضاف أن «الوزير قاسم الأعرجي أقال مدير الشرطة جراء عدم كفاءة قوات الشرطة في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية في المحافظة».
محافظ النجف لؤي الياسري، أكد أن الوضع الأمني في المحافظة مستتب، فيما أشار إلى عدم وجود حظر للتجوال.
وبين أن «التظاهر حق مكفول للجميع»، مؤكدا أن «الوضع الأمني في المحافظة مستتب ولا يوجد حظر للتجوال».
واضاف «سنشكل وفدا من شيوخ ووجهاء النجف لمقابلة رئيس الوزراء حيدر العبادي وإطلاعه على مطالب متظاهري المحافظة».
كذلك تجددت المظاهرات في محافظة ميسان. وأفاد مصدر أمني بوقوع مصادمات بين المتظاهرين وقوات الأمن، التي تستخدم الرصاص المطاطي والهراوات لتفريقهم.
وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن أسمه، إن تظاهرة حاشدة انطلقت وسط مدينة العمارة.
وأضرم متظاهرون غاضبون النار في الشوارع الرئيسة في العمارة. 
وحاولت قوات الأمن تفريق التظاهرة بالقوة، فيما استمر المحتجون بترديد هتافات مناهضة للحكومة، حسب مقطع فيديو بث على مواقع « التواصل الاجتماعي».

حقول النفط

وذكر قائد شرطة محافظة ميسان، اللواء ظافر المحمداوي، في تصريح صحافي أن شرطة المحافظة أعادت انتشارها في شكل يحفظ التظاهرات من جهة، ويحمي الحقول النفطية والمنافذ الحدودية والدوائر الحكومية والمصالح العامة في المحافظة من جهة أخرى، وفق ما نقلته صحيفة «الحياة».
وأكد أن «ميسان لم تشهد احتجاجات كبيرة»، لافتاً إلى أن «فرق الدفاع المدني أخمدت نيراناً أشعلها متظاهرون في إطارات المركبات في الشوارع العامة».
وأشار إلى أن «صدامات وقعت خلال بعض التظاهرات، ما أدى إلى إصابات في صفوف قوات الأمن والمتظاهرين».
ولم تفعل الحكومات المتعاقبة التي قادها الشيعة منذ الإطاحة بصدام حسين في 2003 الكثير لتحسين مستوى المعيشة في البصرة ومدن أخرى في المنطقة، التي نادرا ما تجد عائدات النفط فيها طريقها للسكان.
وقال زياد فضيل (38 عاما) وهو عاطل عن العمل «حزب الدعوة يحكم العراق منذ 15 عاما وقادته لم يتمكنوا من الوفاء ولو حتى بوعد واحد من الذي قطعوه».
وقال أسامة عباس (25 عاما) وهو خريج جامعي عاطل عن العمل «منذ سقوط صدام في 2003 وحتى الآن الشيء الحقيقي الوحيد الذي يقوله الساسة الشيعة هو أكاذيبهم».
وتابع قائلا: “ما زلنا نشرب مياها قذرة ونسينا ما الذي يعنيه تكييف الهواء خلال الصيف”.

شاهد أيضاً

حماس: المرونة التي نبديها لا تعني التراجع عن شروطنا وإسرائيل لا يعنيها أسراها

قال القيادي في حركة “حماس” باسم نعيم، إن “إسرائيل باتت تفهم المرونة التي تبديها حماس …