حقوقيون: مراقبة مساجين «بدر» 24 ساعة بالكاميرات انتهاك للخصوصية

في أول زيارة بعد نقلهم من مجمع سجون طرة إلى مركز التأهيل والإصلاح بمدينة بدر، اشتكى عدد من أهالي المحبوسين السياسيين من تكرار إدارة المركز بعض الممارسات القديمة، مثل عدم استلام الكتب والروايات منهم خلال الزيارة، وحرمان ذويهم المحبوسين من التريض، فضلًا عن نومهم على مراتب على الأرض مباشرة بدون أسرّة.

ابنة رجل الأعمال المعتقل صفوان ثابت اشتكت أوضاعه السيئة بمحبسه وتقول إن حالته النفسية والصحية في تدهور و”المروحة شغالة ٢٤ ساعة وبابا بردان حتى باللبس الشتوي”

و”النور النيون مفتوح ٢٤ ساعة، ولا يعرف الليل من النهار ولا ينام وحتى المصحف سحبه منه، وبابا رفض كل الاكل اللي جبناه ومع الاسف رجعني به”.

فيما نبهت إكرام يوسف، والدة البرلماني السابق والناشط السياسي زياد العليمي، إلى شكوى نجلها من ممارسة لم تكن موجودة في السجون القديمة، وهي وجود كاميرات داخل زنازين السجن تصور المحبوسين بها على مدار اليوم.

وأشارت يوسف، عبر حسابها في فيسبوك أمس، إلى أن العليمي أخبرها خلال زيارتها له، بأنه وباقي المحبوسين في الزنزانة «عايشين تحت إضاءة قوية 24 ساعة فمش عارفين يناموا وكاميرا بتصورهم 24 ساعة»، وأضاف العليمي بحسب والدته أنه «مش قادر يستوعب حكاية إنه يغير هدومه قدام كاميرا وإن دا شيء غير دستوري وغير إنساني»

وقال المحامي ناصر أمين من جانبه لـ «مدى مصر» إن وجود الكاميرات داخل السجن هو جزء من حفظ الأمن والنظام، ولكن اقترابها من الزنازين يمس حقوق وخصوصية السجناء، ويخالف القواعد النموذجية الدنيا لحقوق السجناء، مشددًا على أن تصميم السجون الجديدة غير متوفر، وموقع دورات المياه منها غير محدد.

ولكن القاعدة العامة، بحسب أمين، أن الكاميرات تُوضع في ممرات العنابر ولا توجد في الزنزانات إلا في حالة السجناء الجنائيين الذين يمثلون خطرًا شديدًا على النفس والغير، وذلك لا يمكن أن ينطبق على السجناء السياسيين

وكانت وزارة الداخلية دشنت في 30 أكتوبر 2021 مركز تأهيل وإصلاح بوادي النطرون نقلت إليه سجناء 12 سجنًا عموميًا هي: استئناف القاهرة – ليمان طرة – القاهرة بطرة -بنها – الإسكندرية – طنطا العمومي -المنصورة – شبين الكوم -الزقازيق- دمنهور القديم – معسكر العمل بالبحيرة – المنيا العمومي. وتبعته بافتتاح مركز آخر ببدر في ديسمبر من العام نفسه، ونقلت إليه نزلاء ثلاثة سجون أخرى من بينها سجن العقرب بمجمع سجون طرة.

وفي أول إشارة لتزويد زنازين مراكز التأهيل والإصلاح بالكاميرات، قالت وزارة الداخلية في بيان لها في التاسع من يونيو الماضي إنها «سلّمت النيابة العامة مقاطع مصورة داخل زنزانة المحكوم عليه علاء عبد الفتاح والتى تثبت عدم صحة الادعاء باضرابه عن الطعام وعدم السماح بدخول الكتب لمحبسه» وهو ما ردت عليه أسرة الناشط السياسي بالمطالبة بتمكينه من زيارة محاميه أو زيارة ممثل عن قنصلية بريطانيا التي يحمل عبد الفتاح جنسيتها إلى جانب المصرية للتأكد من إضرابه عن الطعام.

شاهد أيضاً

منظمات حقوقية مصرية وأوروبية تنتقد شراكة الاتحاد الأوروبي مع السيسي رغم سجل حقوق الانسان المروع

بينما يستعد الاتحاد الأوروبي لرفع علاقته مع مصر إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، أبدت منظمات حقوقية …