دراسة : استخدام الوالدين للأجهزة الإلكترونية يؤثر على نمو الطفل

كشفت دراسة حديثة نشرها موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي أن  ا استخدام الوالدين للهاتف وللتكنولوجيا في كل مراحل نمو الطفل سيكون له عواقب وخيمة.

وأشارت إلى أن  الأمهات اللاتى  يعملن على أجهزتهن، كان الأطفال أكثر حزنًا واستكشفوا بيئتهم بشكل أقل كما أنهم لم يتجاوبوا مع والداتهم عندما تركوا الأجهزة.

إن مستوى الوعي حول أهمية مشاركة الآباء في مختلف الأنشطة مع أطفالهم، والتواصل البصري معهم، والتحدث معهم، وقراءة القصص لهم، واللعب معهم، أعلى من أي وقت مضى.

وأوضح الدراسة أن هذه الأجهزة الإلكترونية المغرية ساهمت في خلق صعوبات وتحديات جديدة داخل العائلة، حيث زادت من صعوبة مهمة الوالدين لمنح أطفالهم الاهتمام اللازم الذين يحتاجونه، في الوقت الذي يلجأ فيه الآباء إليها للتخفيف من الضغط والتوتر الناجمين عن تربية الأطفال

و أكدت جوديث مايرز وولز الأستاذة الفخرية بجامعة بوردو على أهمية أن يكون الآباء قدوة لأطفالهم بطريقة إيجابية لاستخدام الأجهزة الإلكترونية.

ونقلت شيري توركل، أستاذة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومؤلفة كتاب “استعادة الحوار”، ما قاله صبي لها يبلغ من العمر 15 سنة: “يريد هذا الطفل أن ينشئ عائلة، ولكن ليس بنفس الطريقة التي تربى بها، في ظل وجود الهواتف أثناء تناول وجبات الطعام وفي الحديقة وخلال الأنشطة الرياضية بالمدرسة، ولكن دون هواتف في وجبات الطعام وتواصل مثمر بين أفراد العائلة”.

وفى هذا السياق أجرت كلية هانتر ومركز الدراسات العليا بجامعة سيتي في نيويورك دراسة مبنية على الظاهرة التي اكتشفها عالم النفس التطوري إدوارد ترونيك، حيث قال إن الأطفال بعد بضع دقائق من التفاعل مع أمهاتهم اللاتي لا يولونهم اهتماما يشرعون في البكاء بلا هوادة ويوجهون وجوههم بعيدًا عن والدتهم.

وفي هذا الصدد، قال الباحث المشارك في الدراسة، تريسي دينيس تيواري: “تشير النتائج إلى أن استخدام الأجهزة المحمولة، مثله مثل الأشكال الأخرى لعدم استجابة الأم، قد يكون له تأثير سلبي على الأداء الاجتماعي العاطفي للرضع والتفاعل بين الوالدين والطفل”.

 وأظهرت الدراسة التي أجريت في كل من ولاية إلينوي وجامعة ميشيجان أنه حتى الاستعمال القليل للهاتف من قبل الآباء له تأثير كبير على سلوك الطفل

و لاحظ الباحثون في قسم طب الأطفال في مركز بوسطن الطبي بعد متابعة 15 طفلا في مطعم للوجبات السريعة أن الأولياء أو الأشخاص الذين يعتنون بهم إذا ما ركزوا في هواتفهم فإنهم يتجاهلون سلوك الطفل لفترة من الوقت ثم يتفاعلون معه بنبرة صوت متوترة ويكررون الإرشادات بطريقة روبوتية إلى حد ما دون أي وعي باحتياجات الطفل.

وفي هذا الصدد، كتب أحد المشاركين في الدراسة: “تشير نتائجنا إلى أن الأجهزة المحمولة وغيرها من التقنيات الرقمية تخدم على الأرجح أغراض تخفيف التوتر للآباء، لكنها في الوقت نفسه يمكن أن تؤدي إلى عرقلة فرص الاتصال بين الوالدين والطفل المهمة لصحة الطفل ونموه”.

وأشار إلى أن  مدرسة للصف الثاني في لويزيانا أعطت لطلابها مهمة كتابة تقرير عن الاختراعات التي تمنوا لو أنها كانت غير موجودة. واختار أربعة من 21 تلميذا الهواتف الذكية.

ومن جانبها  قالت “، كاترين شتاينر عالمة علم النفس الإكلينيكية ومؤلفة كتاب “الانفصال الكبير: حماية الطفولة والعلاقات الأسرية في العصر الرقمي”إن الأطفال من جميع الأعمار استخدموا نفس العبارات لوصف مدى صعوبة جذب انتباه آبائهم لهم عندما يحتاجون إليهم: حزن، غضب، جنون، وإحباط”. خاصة وأن الأطفال أحسوا بأنهم في منافسة مستمرة مع هواتفهم أبائهم، مشيرة إلى أن  هذه الظاهرة عالمية، حيث كشف استطلاع دولي أُجري على 6 آلاف من الآباء والأطفال من أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وآسيا وأوروبا، أن أكثر من نصف عدد الأطفال أكدوا أن آباءهم يتحققون من هواتفهم بشكل مستمر. ونتيجة لذلك، أفاد 32 بالمئة من الأطفال بأنهم يشعرون بأنهم “غير مهمين” بالنسبة إليهم.

شاهد أيضاً

اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا: 20 ألف فرنسي أقبلوا علي الإسلام في شهرين بسبب غزة

كشف عبد الله بن منصور رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا للإعلامي أحمد منصور بقناة …