دراسة: فقدان الذاكرة في الكبر يمكن التنبّؤ به في سن الثامنة

كشفت  دراسة حديثة أن فقدان الذاكرة والانخفاض العقلي في الشيخوخة يمكن التنبؤ بهما إلى حد كبير في سن الثامنة.

وتشير النتائج إلى أن السنوات الأولى من التطور قد تكون حاسمة بالنسبة للصحة العقلية في وقت لاحق من الحياة، وتشكك في نظرية أن التدهور المعرفي يمكن أن يتأخر من خلال خيارات نمط الحياة في مرحلة البلوغ في وقت لاحق.

وشملت الدراسة 502 شخصا، ولدوا جميعا خلال الأسبوع نفسه من عام 1946 في بريطانيا، وأجروا اختبارات معرفية عندما كانوا في الثامنة من العمر.

وبين سن 69 و 71 ، أجرى المشاركون اختبارات في التفكير والذاكرة مرة أخرى، بعضها مشابه لما تلقوه في طفولتهم.

واختبر علماء من كلية لندن الجامعية مهارات الذاكرة والتفكير لدى البريطانيين في أواخر الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وقارنوا النتائج بالاختبارات المعرفية المماثلة لأطفال المدارس في عام 1954.

ووجد العلماء، بحسب تقرير بحسب   صحيفة “التيلغراف” البريطانية، أن الشخص الذي كان أداؤه المعرفي ضمن أعلى 25 بالمئة في طفولته، فإن فرصه بالحفاظ على تفوقه مقارنة بأقرانه كانت مرتفعة لدى بلوغه السبعين.

وحقق المشاركون الذين أتموا درجة جامعية فرصة أعلى بنحو 16% للحفاظ على ذاكرتهم في الكبر، مقارنة بمن تركوا المدرسة قبل سن السادسة عشرة.

كما يوجد رابط بين طبيعة الوظيفة وصحة العقل، حيث يتفوق عادة من يعملون في وظائف احترافية، مقابل تراجع في أداء ممتهني الأعمال اليدوية.

واقترح بعض العلماء أن الحفاظ على نشاط الدماغ في منتصف العمر – مثل إكمال الكلمات المتقاطعة – يمكن أن يساعد في بناء احتياطي إدراكي وتجنب الخرف. لكن يعتقد البعض الآخر الآن أن التأثير ناجم عن السببية العكسية، حيث يتمتع الأشخاص الذين يستمتعون بالكلمات المتقاطعة بالفعل بمهارات إدراكية أكبر.

وفى السياق ذاته كشف علماء أمريكيون عن فائد حديدة لـ “الثـوم الخام” غير المطبوخ، إذ توصلوا إلى أنه يمكن أن يساعد في منع فقدان الذاكرة المرتبط بالعمر، الذي يعاني منه مرضى “ألزهايمر”، و”الشلل الرعاش، ويحسن المركب الطبيعي الموجود في الثوم، واسمه “كبريتيد الأليل”، من صحة بكتيريا المعدة وكذلك الصحة المعرفية لدى كبار السن.

واكتشف العلماء أن هذا المركب يستعيد ويحسن تريليونات الكائنات الحية الدقيقة، المعروفة أيضا باسم الميكروبات المعوية الدقيقة، في الأمعاء.

وفي الدراسة التي أجراها باحثون بجامعة لويزفيل في كنتاكي، أعطيت الفئران البالغة من العمر 24 شهرًا (ما يعادل نحو 56 عامًا لدى البشر)، مركب “كبريتيد الأليل” لدراسة آثاره.

وأظهرت النتائج أن ذاكرة الفئران تحسنت على المدى الطويل والقصير، وكذلك أمعاؤها، مقارنة بالقوارض الأخرى التي لم تتناول المركب.

وأظهرت الأبحاث السابقة أهمية الكائنات الحية الدقيقة في القناة الهضمية، في مجال الحفاظ على الصحة، لكن دراسات قليلة استكشفت صحة الميكروبات والظروف المرتبطة بالعمر.

وقال الدكتور جيوترمايا بهيرا، من جامعة لويزفيل في كنتاكي: “تشير النتائج إلى أن تناول الثوم يحسن الصحة المعرفية لدى كبار السن”.

وقُدمت نتائج في الاجتماع السنوي للجمعية الفسيولوجية الأمريكية، خلال اجتماع البيولوجيا التجريبية لعام 2019 في أورلاندو.

ويأمل العلماء أن يؤدي هذا الاختراق إلى محاربة التليف الكيسي غير القابل للشفاء، والجروح المزمنة لدى مرضى السكري أيضًا.

شاهد أيضاً

منظمات تحذر من وضع المسلمين على القوائم السوداء في أوروبا بتواطؤ الإمارات

حثت منظمات مجتمع مدني إسلامية وناشطون حقوقيون الحكومات الأوروبية على اتخاذ إجراءات ضد الإسلاموفوبيا المتصاعدة …