د عز الدين الكومي يكتب : التنمية وبناء السجون…

هناك مقولة منسوبة إلى نابليون بونابرت يقول فيها “من فتح مدرسة أغلق سجنًا”.
ولكن فى بلادنا المنكوبة بحكم العسكر فإنهم يبنون سجونًا ليغلقوا مدارس!! .
ففي الوقت الذي تحتاج فيه البلاد إلى التنمية وتحتاج إلى سد العجز في قطاعات هامة مثل الصحة والتعليم وغيرها من القطاعات الحيوية (هناك إحصائية تفيد أن البلاد تحتاج لتوفير 120 ألف سرير جديد بالمستشفيات و 88 ألف طبيب و 73 ألف ممرض و 18 ألف صيدلي) إذ بقائد الانقلاب يزف البشرى للشعب المطحون بافتتاح 8 مجمعات سجون كبرى على الطراز الأمريكي!! .
وقد ذكر موقع صهيوني أن مجمع السجون الجديد يتسع لـ 40 ألف سجين وأن به 200 برج مراقبة .
الموقع نشر هذه المعلومات منذ عدة أشهر ، وقال إن سعة المجمع مخيفة بالنظر الى أن مصر حتى 2013 كان فيها 42 سجن سعتها 76 ألف ، أضيف إليها في السنوات الأخيرة 33 سجنًا ليصبح المجموع 75 سجنًا ، بخلاف المجمع الجديد .
وما يثير الدهشة والاستغراب أن الإعلان عن إنشاء مجمع السجون الجديد يأتي بالتزامن مع تدشين الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.. منتهى التناقض!!
وكأن هذا القاتل لم يشبع بعد من بناء السجون والمعتقلات.
فمنذ أن اغتصب السلطة وجثم على صدر الشعب أنشأ 42 سجنًا ، وكل هذه السجون والمعتقلات لم تمنعه من بناء مجمع سجون جديد في صحراء وادي النطرون على الطراز الأميريكي !! .
ويبشر هذا المأفون المصريين بنظام مجمع السجون الجديد وكأنه يبشرهم بمجمع مصالح من خلال شباك واحد _ كما الدول المحترمة _ يقضي فيه المواطن مصالحه وينصرف بدون تعب أو مشقة أو زحام !!
فيقول (فض فوه) : “لو إنسان أذنب يحصل على عقوبة ويدخل السجن في منظومة عقابية إصلاحية شاملة ،
المتواجد داخل السجن يجب أن تتم معاملته بشكل آدمي إنساني ، وتوفير إعاشة ورعاية طبية وإنسانية محترمة جدًّا وإصلاحية عالية جدًّا ، والقضاء متواجد في مجمع السجون ، وكل شيء متواجد داخل مجمع السجون ، حتى لو الإنسان أذنب مش هنعاقبه مرتين ، هنعاقبه مرة واحدة أنه بيقضي عقوبة في السجن ، وأنهم سيقدمون رعاية طبية وصحية وإنسانية وثقافية وإصلاحية للسجين ، مفيش حركة كتير ويروح في عربية ترحيلات ، كل حاجة هناك ، القضاء هناك ،
“القضاء سيتواجد في مجمع السجون الجديد ، والذي سيكون نسخة أميركية على أرض مصر ، حيث يستهدف معاملة المحتجزين بطريقة آدمية ، وتوفير سبل الإعاشة والرعاية الطبية والإنسانية بصورة محترمة للغاية ، أي إنسان سيذنب سيحصل على العقوبة الملائمة ، وسيدخل السجن في منظومة عقابية إصلاحية شاملة” .
تقدر الشبكة العربية عدد السجناء والمحبوسين احتياطيًا والمحتجزين في مصر حتى بداية مارس 2021 بنحو 120 ألف سجين ، بينهم نحو 65 ألف سجين ومحبوس سياسي ، وحوالي 54 سجين ومحبوس جنائي ، ونحو ألف محتجز لم نتوصل لمعرفة أسباب احتجازهم .
وبلغ عدد السجناء المحكوم عليهم إجمالًا نحو 82 ألف سجين ، وعدد المحبوسين احتياطيًا إجمالًا حوالي 37 ألف محبوس احتياطي .
ومن المعلوم للجميع أن النظام المصري ينكِّل بكل من يعارضه حتى لوكان يومًا ممن دعموه وناشدوه أن يحضر على ظهر الدبابة ليخلصهم من الإخوان المسلمين .
فمنذ أيام خرج علينا الناشط علاء عبدالفتاح ليعلن أنه سينتحر ! .
قال علاء : “أنا في وضع زفت (سيء)، ومش هقدر أكمل كدا .. مشوني (اخرجوني) من السجن ده ، لو مطلوب إني أموت .. يبقى انتحر وخلاص ، وبلغوا ليلى سويف (والدته) تاخذ عزايا (تتقبل العزاء في)” .
وأكد محاميه بأن علاء يمر بأزمة نفسية شديدة يقترب على إثرها من الانتحار عقب الضغوط التي تمارسها عليه إدارة السجن وبعد فقدانه الأمل في معاملته وفق الإجراءات القانونية بما يضمن له حقه في محاكمة عادلة أو التزام سلطات السجون المصرية بتطبيق لائحة السجون عليه.
ومن الواضح أن النظام لجأ إلى حيلة الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان لضغوط مارستها الولايات المتحدة على النظام ومطالبته بإنهاء القضية 173 والمتعلقة بسجن واعتقال وملاحقة نشطاء منظمات المجتمع المدني ، وإسقاط الاتهامات عنهم ، إلى جانب إخلاء سبيل 16 شخصًا حددتهم الولايات المتحدة في اجتماعات مع الحكومة المصرية في يونيو الماضي “.
وقد شنَّ الإعلام المصري حملة انتقادات شديدة على الولايات المتحدة ، وأن واشنطن لن تستطيع التأثير على القضاء المصري ، وأن الحديث عن المساعدات الأمريكية هو “ابتزاز” وأن مصر لن تقبله ، وأن واشنطن تستهدف إلغاء قضية التمويل الأجنبي للمنظمات الحقوقية ووقف محاكمة من يسمونهم بـ”النشطاء”.
وأن”جماعة الإخوان المسلمين وتنظيماتها وصحفها ومواقعها وبعض المرتزقة العاملين بمجال حقوق الإنسان شنّوا هجمة شرسة للمطالبة بإيقاف المعونات العسكرية لمصر ، وأن من يطالب بإيقاف المعونة العسكرية لمصر ليس مصريًا” .
وهكذا يتم توزيع صكوك المصرية والوطنية تبعًا للمعونة العسكرية الأمريكية!!
ولك الله يا مصر .

شاهد أيضاً

وائل قنديل يكتب : عبّاس وغانتس: إجماع فاسد أم انقسام حميد؟

لا ينتعش محمود عبّاس، وتدبّ فيه الحياة والقدرة على استئناف نشاطه في “مقاومة المقاومة” إلا …