رغم الفساد والإخفاقات.. نتنياهو يحاول الاحتفاظ بمنصبه في الكيان الصهيوني

يظل رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شخصية خلافية ينقسم الرأي بشأنها في إسرائيل، على الرغم من شعبيته لدى قواعد حزبه، إذ يرى معارضوه أنه مرتشٍ وغير ديمقراطي.

ويواجه نتنياهو تحديًا كبيرًا من خصومه السياسيين الساعين لإسقاطه في الانتخابات العامة في 17 سبتمبر، ومن بينهم رئيس وزراء سابق هو إيهود باراك ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس.

ويواجه نتنياهو اتهامات فساد محتملة ودعوات تطالبه بالاستقالة، لكنه نفى تورطه في أية مخالفات، زاعما أن القضية ذات دوافع سياسية.

وفاز نتنياهو بأول انتخابات عامة عام 1996 ليكون أصغر رئيس وزراء إسرائيلي في تاريخ هذه الدولة، إذ تولى رئاسة مجلس الوزراء وهو في السادسة والأربعين من عمره.

كما أنه رئيس الوزراء الإسرائيلي الوحيد الذي وُلد بعد تأسيس دولة إسرائيل عام 1948.

أطول مدة حكم

في يوليو الماضي، هنأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على بقائه في السلطة لأطول مدة في تاريخ إسرائيل.

وقال ترامب عبر “تويتر”: “أهنئ بيبي نتنياهو لأنه حقق أطول خدمة كرئيس للحكومة في تاريخ إسرائيل”.

وأضاف: “بقيادتك، أصبحت إسرائيل قوة تكنولوجية واقتصادا عالميا”.

وتابع: “الأهم أن قيادة نتنياهو لإسرائيل جاءت ضمن التزامه بقيم الديمقراطية والحرية وتكافؤ الفرص، وهي قيم مشتركة بين الشعبين الأمريكي والإسرائيلي، ونعتز بها”.

وقالت صحيفة “غارديان” البريطانية، إن نتنياهو (69 عاما) الذي يشغل منصبه لأكثر من 13 عاما، انتزع السبت الماضي لقب المعمّر في حكومة إسرائيل، من ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء للدولة العبرية.

أصبح بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول بقاء في السلطة بعد تجاوزه المدة التي قضاها الأب المؤسس لدولة إسرائيل في سدة الحكم.

وبلغت الفترة التي قضاها نتنياهو في السلطة حتى الآن 4876 يوما، أي أكثر بيوم واحد من الفترة التي قضاها أول رئيس وزراء لإسرائيل ديفيد بن غوريون.

وتمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي من الفوز بفترة ولاية خامسة، لكنه دعا إلى انتخابات جديدة بعد فشله في تشكيل الحكومة.

اتهامات بالفساد

جدير بالذكر، أن المستشار القانوني للحكومة الاسرائيلية أفيخاي ماندلبليت أعلن نهاية شهر فبراير الماضي، قراره توجيه لائحة اتهام ضد نتنياهو، تشمل “الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة”.

ولكن طبقا للقانون الإسرائيلي، فإن لائحة الاتهام، تعقب جلسة استماع مع المتهم، يقدم خلالها شفهيًا أو مكتوبًا دفاعه عن نفسه حيال التهم الموجهة إليه.

وقالت وسائل إعلام اسرائيلية في الأشهر الماضية، إن عدة اشهر، قد تمر قبل أن يعلن ماندلبليت قراره النهائي بشأن توجيه لائحة اتهام.

يشار إلى أن القانون الأساسي الإسرائيلي ينص على أنه يجب على رئيس الوزراء الاستقالة فقط في حالة الإدانة بقضايا، علاوة على ذلك، وعلى عكس الوزير الذي يجب أن يستقيل بعد إدانته في أول هيئة قضائية، يمكن لرئيس الوزراء أن يستمر في منصبه حتى بعد إدانته في “محكمة الصلح” و”المحكمة المركزية”، ويتحتم عليه الاستقالة فقط بعد إدانته النهائية في “المحكمة العليا”.

وفي 5 أكتوبر الماضي، تم استجواب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للمرة الـ12، في التحقيقات الجارية حول اتهامه بالفساد والكسب غير المشروع، وفقا للشرطة الإسرائيلية.

بعد الاستجواب بوقت قصير، أصدر نتنياهو بيانًا قال فيه: “الآن، بعد الاستجواب الثاني عشر، من الواضح تمامًا أنه في التحقيقات التي أجريت مع رئيس الوزراء، ليس هناك فقط لحم، لا يوجد حتى عظم”.

ويتهم نتنياهو بالاحتيال والرشوة وانتهاك الثقة في 3 تحقيقات منفصلة عن الفساد. واتهمت زوجته سارة نتنياهو بالاحتيال وخيانة الثقة في تحقيق منفصل. ويقول ممثلو الادعاء إن زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي أمرت بشكل غير قانوني بجلب وجبات غالية الثمن وطباخين رفيعي المستوى إلى المقر الرسمي لرئيس الوزراء الذي يبلغ مجموعهم أكثر من 100 ألف دولار، لكنها أنكرت أي مخالفات.

وتضج وسائل الإعلام في الكيان الصهيوني بفضائح فساد الرئيس نتنياهو وزوجته، حيث تمتلئ صفحات الصحف العبرية بتحقيقات ومقالات عن الكثير من الملفات والقضايا التي تنتظر حكم القضاء للنائب العام في الكيان.

كشف معلومات سرية

هاجمت المُعارضة الإسرائيلية، رئيس حكومة تسيير الأعمال، بنيامين نتنياهو، لكشفه بمؤتمر صحفي، معلومات سرية تمتلكها إسرائيل عن الملف النووي الإيراني، بدعوى أنه يستخدم ذلك للدعاية الانتخابية.

وكتب بيني غانتس رئيس حزب “أزرق أبيض”، مُنافس نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية التي ستجري الأسبوع المقبل في تغريدة على حسابه في موقع “تويتر” إن “نتنياهو استخدم معلومات أمنية حساسة لأغراض الدعاية الانتخابية”، معتبرا ذلك “دليلا على سوء التقدير”.

وعلّق عضو الكنيست، المُعارض يائير لبيد على المؤتمر الصحفي لنتنياهو بالقول إنه “يستخدم المعلومات الاستخباراتية مرة أخرى في الدعاية الانتخابية له”، مضيفا أن ذلك “عدم مسؤولية وطنية مروّع”.

من جانبه كتب عضو الكنيست المُعارض موشيه يعلون تغريدة على موقع “تويتر”: “حينما تفشل قضية اختلاق الكاميرات، نختلق قضية جديدة، ونعرّض المصالح الأمنية والمصادر وحياة الناس للخطر”.

واتهم يعلون نتنياهو بـ”محاولة الهرب من مقعد المُتهمين”، في إشارة إلى ملفات الفساد التي تحوم حوله.

ونقلت قناة “اي 24 نيوز” عن مسؤول إسرائيلي تصريحات دافع فيها عن نتنياهو بالقول إن “الجهات المهنية هي من أوصته بالإدلاء بتصريحات حول الكشف عن تورقوزآباد والموقع الجديد في آباده، مباشرة بعد المؤتمر الصحفي للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي غادر طهران”.

وكشف نتنياهو مساء اليوم الاثنين، عما وصفه بأنه موقع لتطوير السلاح النووي في طهران، متهما إيران بإخفاء أدلة تطوير أسلحة نووية من مستودع بطهران قبل وصول مفتشي الأمم المتحدة.

وقال نتنياهو، في تصريحات صحفية مقتضبة “الإيرانيون قاموا بتنظيف المستودع الذري في طهران قبل وصول مفتشي الأمم المتحدة”.

وأضاف نتنياهو “إيران لديها موقع لتطوير أسلحة نووية في آباد جنوب أصفهان، لكنها دمرته بعد أن أدركت أنه تم اكتشافه”.

وتابع “الخرق الأكبر لوثيقة منع انتشار الأسلحة النووية ترتكبه إيران في الوقت الحالي، وإسرائيل ستواصل كشف ما وصفها بالأكاذيب الإيرانية، وستعمل على منعها من حيازة أسلحة نووية”.

وطالب “المجتمع الدولي بفرض المزيد من الضغط على إيران وفرض العقوبات”.

وذكر نتنياهو، أن موقع آباده تم الكشف عنه في سجلات نووية سبق أن اكتشفتها إسرائيل، مشيرا إلى أن بلاده كشفت مواقع سرية جديدة على صلة ببرنامج إيران النووي.

شاهد أيضاً

القسام تقنص جنديا صهيونيا وتفجر نفقين في قوات للاحتلال في غزة

نشرت كتائب “القسام”، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الخميس، مقطع فيديو يظهر مشاهد من …