رغم تقييد تحركاتها.. محللون: حماس رسخت مكانتها في العالم بحضورها المحافل الدولية

تتحين حركة حماس المحافل الدولية للتأكيد على القضية الفلسطينية والمطالبة بحقوق الفلسطينيين، فقد قامت حركة المقاومة الإسلامية برئاسة إسماعيل هنية بجولة  خارجية وذلك من أجل ترسيخ مكانتها والتأكيد على حقوق الفلسطينيين وتسليط الضوء على قضيتها، بدا ذلك من حضورها – بقوة- في القمة الإسلامية التي انعقدت في كوالالمبور، كل ذلك رغم الفيتو المفروض على تحركاتها.

ترسيخ للأقدام

واعتبر محللون سياسيون، اليوم السبت، أن جولة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” الخارجية، والتي بدأها رئيسها اسماعيل هنية، بزيارة تركيا وقطر، وكذلك مشاركة وفد رفيع من الحركة بقمة كوالالمبور في ماليزيا، تهدف إلى ترسيخ مكانة “حماس” إقليميا ودوليا، بالإضافة إلى ترميم علاقاتها وتطويرها بما ينعكس ايجابا على القضية الفلسطينية.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا،  أن لحركة “حماس” حضورها العربي والإسلامي والدولي، أتاح لها المشاركة في عدة مؤتمرات على مستوى تمثيل الدول، باعتبارها جزء رئيس من الشعب الفلسطيني، كما انعكس ذلك ايجابا على القضية الفلسطينية، نقلا عن قدس برس.

 

جزء من الأمة الإسلامية

وأضاف أن مشاركة وفد “حماس” في قمة كوالالمبور، والتي ضمت عددا من أكبر الدول الإسلامية، “دلالة واضحة على أنها جزء مهم من الأمة الإسلامية، وأن مشاركتها جاءت لتأكيد شرعيتها بين هذه الدول، وبما يعزز علاقات حماس الخارجية مع وجود نخبة من مثقفي ومفكري هذه الدول”.

ونوه القرا، إلى أن “حماس”، لم تتوقف خلال الفترات الماضية عن التواصل مع الكثير من الأحزاب والشخصيات والزيارات واللقاءات في كثير من الدول، على الرغم من الفيتو المفروض على تحركاتها.

 

وأشار إلى أن “حضورها في المحافل الدولية كان نتاج هذه العلاقات المستمرة وقد بنت حماس على هذه العلاقات خلال الفترة الماضية وهي تحصد فعلا ثمرة أدائها السياسي”.

واستدرك بالقول:” لكن من المبكر الحديث عن تأثير إقليمي وازن للحركة إلا أنها تحظى بحضور إقليمي ودولي ويحسب لها حساب كجزء أصيل من الشعب الفلسطيني”.

 

مؤشر إيجابي

من جهته اعتبر الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب، أن مشاركة “حماس” في الفعاليات الدولية الإقليمية، “مؤشر إيجابي له ما بعده على صعيد اعتراف جهات مختلفة في المنطقة بالحركة كلاعب لا يمكن تجاوزه وهذا سيتضح خلال المستقبل القريب”.

وأضاف “كما أن ذلك سيشكّل نقطة انطلاقة إضافية جديدة في علاقات الحركة مع الدول الكبرى والأحزاب والقوى المؤثرة إقليميًا ودوليا”.

واعتبر “الغريب” أن زيارة إسماعيل هنية لتركيا وقطر “مهمة”، لكون البلدين يعتبران داعمان أساسيان للقضية الفلسطينية، ولرفع الحصار عن قطاع غزة.

وعن علاقات “حماس” بقطر ودول الخليج في ظل الحديث عن مصالحة خليجية مرتقبة، أوضح “الغريب”، أن “نجاح المصالحة الخليجية ربما ينعكس بالإيجاب على حركة حماس مستقبلا ابتدءا من تراجع دول خليجية على تصنيف حماس كحركة (إرهابية) وصولا لإعادة نظر هذه الدول في مقاطعتها لحماس كحركة تحرر وطني”.

واستدرك: “وهذا كله مرهون بنجاح المصالحة الخليجية ومدى قدرة تأثير قطر على هذه الدول”.

وبشأن استمرارية المساعدات القطرية لقطاع غزة وتأثره بالمصالحة الخليجية، أشار “الغريب”، إلى أن الدعم القطري لقطاع غزة مرتبط بقرار قطري بعيدا عن الأزمة الخليجية، ويأتي في إطار تعزيز حضور قطر في المنطقة وفي الملف الفلسطيني بشكل خاص.

وبين أن الدعم القطري سيستمر وربما سيزداد خلال عام 2020 في إطار التزام قطر كدولة راعية لتفاهمات وقف إطلاق النار عام التي جرت مؤخرا بين حماس والاحتلال الإسرائيلي برعاية قطرية أممية.

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية بدأ قبل أيام جولة خارجية شملت تركيا وقطر، بالإضافة إلى زيارات مجدولة لعدد من الدول.

كما شارك وفد من الحركة في القمة الإسلامية المصغرة التي اختتمت اليوم السبت بالعاصمة كوالالمبور، بحضور قادة 5 دول، إضافة إلى 450 من القادة والمفكرين والمثقفين من العالم الإسلامي.

 

حيث ترأس وفد الحركة عضو المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق، بالإضافة إلى أعضاء المكتب السياسي: خليل الحية، وعزت الرشق، وحسام بدران، بالإضافة إلى المسؤولين في الحركة أسامة حمدان، وسامي أبو زهري، وجمال عيسى.

شاهد أيضاً

بعد موقفهما تجاه ليبيا.. محاولات لبث الفتنة بين تركيا وتونس

منذ أن بدأ الجنرال الانقلابي خليفة حفتر محاولة احتلال طرابلس في إبريل الماضي، لم تتوقف …