ريحانة الثورة: الإعلام الساحر والدجال

ليس مبالغا فيه أن نصف الإعلام بأنه ساحر ودجال, وما السحر إلا تخيل الأمور وإظهارها على غير حقيقتها, بل سحر التخييل أقوى أنواع السحر على الإطلاق, وهو ما قام به سحرة فرعون, قال تعالى عنهم “فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى”.

وهي حقيقة ما يفعله الإعلام المزور في عصرنا. والناظر في واقعنا الآن يرى أن الإعلام لا يوجد فيه أبجديات الإعلام الحر المستقل بل بالعكس يجد أن الإعلام يدار كما يتدار البلد بأكمله من كشك أمني واحد, ولعل التسريبات الأخيرة أثبتت ذلك للقاصي والداني وهذا ليس بإعلام حر ومستقل على الإطلاق.

 رسالة الإعلام رسالة نبيلة. ولها أخلاق. ودائما يجب أن تكون مع الحق. وأن تكون منبر من لا منبر له من المستضعفين, وفي نفس الوقت يكون الإعلام الحر والمستقل سيفا على رقاب الظالمين والطغاة؛ يفضح إجرامهم في حق الشعوب, ولذلك وصفت بكلماتي هذه الإعلامَ بأنه ساحر ودجال, يقلب الحقائق, فيصير الحق باطلا ويصير الباطل حقا.

 رأينا الآلة الإعلامية الضخمة الموجهة بعد ثورة يناير المصرية كيف وُجهت على الأحرار والثوار والقوى السياسية والمدنية التي على الحق, وجعل هذا الإعلامُ الناس يكفرون بثورة يناير ولا زالوا, وبعد الانقلاب الذي حدث نفس الآلة الإعلامية الساحرة والدجالة وجهت الناس إلى أن ما حدث ليس بانقلاب وإنما هي ثورة وما هي بثورة ولكن أكثر الناس لا يفقهون.

بل وصل الأمر بهذه الآلة الإعلامية الموجهة إلى الاستخفاف بعقول الناس لدرجة لا يتحملها عاقل ولا يرضاها حر نبيل, ولكن ليعلم هؤلاء بأن الليل مهما طال سيسطع بعده الفجر, وتبزغ شمس الحرية وعندها سيحرق شعاعها هؤلاء السحرة والدجالين.

شاهد أيضاً

محمد السهلي يكتب : الأونروا والعودة.. معركة واحدة

بحكم معناها ورمزيتها ووظيفتها، يصبح الدفاع عن الأونروا معركة واجبة وملحة .. ومفتوحة. ومع أن …