“سعيد” يبدأ تصفية حساباته مع “النهضة” ويسجن نائبها بقضية “تسفير الجهاديين”

في أول تحرك عقب فشله في انتخابات البرلمان وعزوف الناخبين عنها، أوقف القضاء التونسي نائب رئيس حزب النهضة ورئيس الحكومة السابق على العريض إثر التحقيق معه في قضية تتعلق “بتسفير جهاديين” من تونس إلى سوريا والعراق، فيما يعتقد أنه قرار انتقامي من الرئيس التونسي.

وقال الحزب في بيان، إن هناك “قرار إيداع رئيس الحكومة السابق ونائب رئيس حركة النهضة السيد علي العريض في السجن على خلفية ما يسمى بقضية التسفير”

وفي القضية ذاتها أمر قاضي التحقيق بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب في شهر سبتمبر الماضي بسجن كل من، فتحي البلدي، رئيس ديوان وزير الداخلية الأسبق، ومحرز الزواري، المدير العام الأسبق للمصالح المختصة بوزارة الداخلية، وسيف الدين الرايس، المتحدث الرسمي السابق باسم تنظيم ” أنصار الشريعة” المصنف تنظيما “إرهابيا”، في انتظار انتهاء التحقيق في القضية.

ويواجه مشتبه بهم في هذه القضية تهما تتعلق بتحريض وتسهيل تسفير المئات من المقاتلين التونسيين للقتال في صفوف التنظيمات “الإرهابية” في الخارج.

ومنذ سبتمبر الفائت، بدأ التحقيق مع العريض في هذه القضية وشمل التحقيق أيضا رئيس الحزب، راشد الغنوشي.

وفتحت النيابة العامة في تونس قبل أشهر تحقيقات في ملف تسفير الشبان المقاتلين للانضمام إلى صفوف التنظيمات “الإرهابية” في الخارج.

وشملت اللائحة الأولية للمتهمين نحو 130 شخصا، من ضمنهم أئمة مساجد ومسؤولين أمنيين وسياسيين سابقين.

وشهدت تونس إثر ثورة 2011 توجه عدد كبير من الجهاديين قدرتهم منظمات دولية بالآلاف، للقتال في سوريا والعراق وليبيا، وفقا لـ”فرانس برس”

ووجهت انتقادات شديدة لحركة النهضة ذات المرجعية الاسلامية لكونها سهلت سفرهم إلى هذه الدول خلال تواجدها في الحكم وهو ما تنفيه الحركة.

وبدأ التحقيق في هذه القضية بعد 25 يوليو 2021، إثر احتكار الرئيس التونسي، قيس سعيد، السلطات في البلاد.

استهداف ممنهج

واعتبرت النهضة في بيانها أن “الاستهداف الممنهج لنائب رئيس حركة النهضة محاولة يائسة ومفضوحة من سلطة الانقلاب ورئيسها قيس سعيد، للتغطية على الفشل الذريع في الانتخابات التشريعية المهزلة التي قاطعها أكثر من 90 بالمئة من الناخبين، مطالبة بإطلاق سراح السيد علي العريض”.

ويأتي التوقيف إثر انتخابات برلمانية شهدت اقبالا هزيلا فيما البلاد تمر بأزمة سياسية عميقة منذ احتكر الرئيس قيس سعيد السلطتين التنفيذية والتشريعية في 25 يوليو 2021 حين أقال رئيس الحكومة وعلق أعمال البرلمان الذي كان يرأسه الغنوشي قبل أن يحله.

وتتهم المعارضة، ولا سيما حزب النهضة، سعيد “بتصفية حسابات سياسية عبر توظيف القضاء”، وفي المقابل يؤكد الرئيس التونسي أن “القضاء مستقل”، حسب “فرانس برس”

شاهد أيضاً

الناخبون الأفارقة يتراجعون عن دعم بايدن بسبب عدوان إسرائيل على غزة

أدت سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه الحرب في غزة إلى خسارته المزيد من الناخبين …