صحيفة إسبانية: الخلافات حول السد تهدد باندلاع صراع إقليمي

أكدت صحيفة إلباييس الإسبانية أن المعركة حول سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا فوق النيل زادت شراسة بعد رفض رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك الثلاثاء الماضي التوقيع على اتفاق اقترحته السلطات الإثيوبية بشأن المرحلة الأولى من تعبئة الخزان الضخم.

ونقلت الصحيفة عن حمدوك قوله في بيان إن “هناك مشاكل قانونية وتقنية يجب مناقشتها”، وأشارت إلى أن مصر ترفض ذلك الاقتراح، وأن الحكومة الإثيوبية ماضية في عزمها على بدء تعبئة السد في غضون شهرين.

وبدأت إثيوبيا بناء السد -وهو الأكبر في أفريقيا- عام 2011، ويبلغ طوله 1.8 كيلومتر، وارتفاعه 155 مترا، وتصل سعته إلى 64 مليار متر مكعب، ويمكنه توليد نحو ستة آلاف ميغاوات من الكهرباء.

وتقول مصر إن انقطاع مجرى مياه النيل بسبب ذلك السد سيكون كارثة على القطاع الزراعي، وسيتسبب في فقدان نحو مئتي ألف شخص مصدر رزقهم.

وتشير الصحيفة إلى أن السودان -الطرف الثالث في الخلاف- يأمل الاستفادة من إمدادات الكهرباء، لكنه سيعاني أيضا من انخفاض تدفق مياه النيل الأزرق.

وللوصول إلى مخرج لتلك الأزمة، كانت الولايات المتحدة والبنك الدولي أطلقا خلال الأشهر الماضية مبادرة تفاوضية بين الأطراف الثلاثة، تمخضت عن مسودة اتفاقية كان من المقرر توقيعها في أواخر فبراير/شباط الماضي، لكن أديس أبابا تراجعت في آخر لحظة.

وتقول الصحيفة: وفي الأيام الأخيرة، صاغت إثيوبيا اقتراحا جزئيا آخر لبدء ملء سدها، وردت مصر على الفور برفضها، وبعثت رسالة احتجاج إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وقرر السودان تأييد الرفض المصري، حسب الصحيفة.

ونقلت الصحيفة الإسبانية عن حامد صالح المسؤول السوداني عن المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة قوله إن “معظم القضايا المطروحة لا يمكن الفصل بينها، بما في ذلك الآثار البيئية والاجتماعية طويلة الأمد”.

ويعتقد رئيس الوزراء السوداني أن “الطريقة الوحيدة للتوصل إلى اتفاق هي العودة فورا إلى طاولة المفاوضات”. وترى السلطات المصرية أن إثيوبيا تنفذ سياسة الأمر الواقع، وأكدت أنها لن تقبل إكمال سد النهضة من دون اتفاق.

وتصف إلباييس المشروع الإثيوبي بأنه “مقامرة محفوفة بالمخاطر”، لأنه مع وجود أكثر من مئة مليون نسمة، وفي عز النمو الاقتصادي، على الأقل حتى تفشي فيروس كورونا، فإن البلاد تحتاج إلى مصادر طاقة جديدة لتلبية طلبها، ولكنها تطمح أيضا إلى أن تصبح المصدر الرئيسي للكهرباء في أفريقيا.

وتضيف أن تغطية التكلفة العالية للسد، والتي تبلغ نحو أربعة مليارات يورو، تمت من خلال القروض الممنوحة من قبل شركات صينية وعبر تمويل خاص، وأصبح السد بالنسبة للإثيوبيين مصدر فخر وطني، حتى أن مسؤولي البلد قبلوا تخفيض أجورهم للمساهمة في بناء السد الذي اكتمل بنسبة 73%.

وتنسب الصحيفة إلى رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد -الحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2019- قوله إن السد “رمز لتقدم إثيوبيا وأفريقيا، وما زلنا ملتزمين بالاستخدام العادل والمنصف لمياه النيل من أجل منفعة اقتصادية مشتركة لإثيوبيا والدول الواقعة على ضفاف النهر”.

وتعتزم إثيوبيا بدء سداد مستحقات استثماراتها في أقرب وقت ممكن، تخشى مصر من حدوث خلل خطير في النيل الأزرق، الذي يضخ 86% من المياه التي تصل إلى مصر، مما يؤدي إلى تفاقم البطالة والفقر.

 وتختتم الصحيفة بأن الخلافات حول السد تهدد باندلاع صراع إقليمي، وتحاول إثيوبيا استمالة السودان، الذي يتسم موقفه بالتقلب؛ لأنه يمكن أن يستفيد ليس فقط من إمدادات الكهرباء، بل أيضا من تنظيم تدفق مياه النهر.

إضافة إلى ذلك، لعب رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد دورًا رئيسيا في حل الأزمة السودانية بعد سقوط نظام الرئيس عمر البشير العام الماضي، وأدت وساطته إلى إنشاء مجلس انتقالي متوازن بين المدنيين والعسكريين.

شاهد أيضاً

ألاف المتظاهرين يحاصرون سفارة اسرائيل في الأردن ويدعون المصريين للحاق بهم

شارك عشرات آلاف الأردنيين، مساء الأربعاء 27 مارس 2024، في وقفة بالعاصمة عمّان للتضامن مع …