عز الدين الكومي يكتب: الفتنة نائمة والعسكر يوقظها

يحاول النظام الانقلابى في مصر, جاهدا, في جر البلاد لأتون حرب أهلية طاحنة, رغم فشله في ذلك بالرغم من كم التحريض الذى مارسه الإعلام الانقلابى لتوجيه المصريين للقتل والكراهية.

ورقة الفتنة الطائفية استخدمها النظام الساداتى بعد فشل كامب ديفيد, واستخدمها نظام المخلوع مبارك كما حدث في حادثة كنيسة القديسين التي هندسها حبيب العادلي؛ وزير داخلية المخلوع!

الإعلام الانقلابى كعادته ينصب المندبة ويلطم, بسبب حادثة تعرية المرأة المسيحية التي لايمكن السكوت عليها, ويرى أن هناك من يحاول إثارة أزمة بين المسلمين والمسيحيين, وعلى المواطنين الحذر وألا يمنحوه الفرصة للوقيعة أو الفتنة بين المسلمين والمسيحيين.

فقد علق الإعلامي أحمد موسى على رواية الأنبا مكاريوس الذي أكد أن الأزمة التي حدثت في إحدى قرى محافظة المنيا جاءت نتيجة شائعات عن علاقة مسيحي بمسلمة مشيرًا إلى أن أهل السيدة هجموا على منازل المسيحيين, قائلًا: لو كان ده حصل يبقى موضوع شرف وأنت عارف تمن الشرف عندنا في الصعيد إيه؟ الشرف غالي يابووي!

وقال مكاريوس: إن العنف ضد المسيحيين يشجع على تكرار غيرهم له, وإن المسيحيين لا يهاجمون المسلمين بهذا الشكل حتى لو تعرضوا لأزمة!!

أحد غربان الفضائيات ظل ينعق طول الليل قائلًا إن ماحدث: شيء مجرد من النخوة والإنسانية والهيبة, وأسوأ خبر يمكن أن نسمعه في حياتنا, وإن ترك المنابر حتى الآن – بتصريح من الأمن وبتغليف وزارة الأوقاف – لياسر برهامي ومن على شاكلته يجعل ما يحدث أمرًا طبيعيًا.. هذا الحادث يضع الدولة المصرية على المحك وهيبة الدولة بقت في التراب والضغط على أسقف المنيا لنفي الواقعة عقلية لا تريد إيجاد حل لهذه الكارثة وحل هذا الأمر غير مُجدٍ أن يترك للأمن, لأنه بعد فشل الإرهاب بدأ التخطيط لإثارة الفتن في مصر!

وهذا كلام حق أريد به باطل لأن فشل إرهاب النظام دفعه لورقة الفتنة الطائفية!

ثم تأتى إحدى البومات لتنعق بجوار الغربان قائلة: إيه اللي بيحصل ده؟ قبل أي حاجة مافكروش أنها (السيدة المسيحية) في مكان والدتهم؟ .. مؤسسة الأزهر مسؤولة عن تجريد مسنة مسيحية من ملابسها لأن وجود هذا الفكر المتطرف بتجريد مسنة من ملابسها والتشهير بها اعتقادًا منهم أنهم يُدافعون عن الدين مسؤولية الأزهر في تجديد الخطاب الديني الذي تحدثوا عنه مرارًا وتكرارًا!

والسؤال هنا لكل مرتزقة النظام الانقلابى من إعلاميين فقدوا ضمائرهم وإنسانيتهم و(الخوابير) الأمنيين والإستراتيجيين ولكل مؤيد للنظام الانقلابى وامن رقص على دماء وأشلاء وجثث الضحايا؛ أين كانت النخوة التى تتحدثون عنها يوم أن أغتصبت الطاهرات العفيفات في مدرعات الجيش والشرطة وهتكت أعراضهن وامتهنت كرامتهن على يد شرطة وعسكر كامب ديفيد؟ إن حديثكم اليوم عن النخوة أشبه بحديث العاهرات عن الشرف!

والسؤال الآخر: أين هى فديوهات المرأة التى تمت تعريتها؟ ولماذا لم يعرضها الإعلام الانقلابى كعادته؟ أم أن الحادث كان رؤية منامية لأحد القساوسة ليستعجل المكاسب الانقلابية التى وعد بها زعيم عصابة الانقلاب!

وهب أننى سأنحي عقلي جانبا  لبضع ثوانٍ وأصدق هذه الرواية, فكيف يقوم هذا الحشد المسلح بحرق المنازل واختطاف سيدة من بيتها وتجريدها من ملابسها ثم يطوفون بها في الشوارع والأزقة والحواري, دون أن يقوم أحد المارة الذين صعب عليهم مشهد السيدة العارية بتصوير هذا المشهد وإرسالة لقناة الجزيرة الخطيرة التى تدير المؤامرة الكونية ضد مصر؟ ثم أين الشرطة الانقلابية  التى باتت تعد على المصريين أنفاسهم؟ ثم لماذا صمت الإعلام الانقلابى لمدة خمسة أيام قبل أن يتناول هذه الحادثة ؟هل انتظر حتى صدرت له الأوامر من الخديوى عباس ترامادول؟

ولماذا لم يلتزم الإعلام الانقلابى برواية العميد عبدالفتاح الشحات رئيس مباحث مديرية المنيا التى قال فيها إن ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بزعم قيام مجموعة من مسلمي قرية الكرم بتجريد قبطية من ملابسها والاعتداء عليها في الشارع وتجدد أعمال الشغب, هذا الأمر غير صحيح بالمرة ولا يعدو كونه شائعة سخيفة؟ لماذا لا يلتزم برواية الداخلية الرسمية كما يلتزم برواياتها في تصفية الإرهابيين بدون محاكمة في الشوارع خارج إطار القانون؟!

إن موضوع الفتنة الطائفية ورقة يسعى النظام الانقلابى لاستدعائها, لعلها تمنحه طوق النجاة وقبلة الحياة بعد أن أصبحت أيامه وأنفاسه  معدودة, ومحاولة لتصدير أزماته للخارج الذى يروج لأكذوبة الاضطهاد الديني للأقباط في مصر عبر أقباط المهجر من خلال مايكل منير وغيره.

“كارت” الفتنة الطائفية هو آخر “كارت” في جعبة النظام الانقلابى بعد أن صارت كل كروته محروقة للبدء في تنفيذ مخطط تقسيم مصر حسب ماهو مرسوم ومعد له من قبل المشروع الصهيو صليبي.    

شاهد أيضاً

وائل قنديل يكتب : عبّاس وغانتس: إجماع فاسد أم انقسام حميد؟

لا ينتعش محمود عبّاس، وتدبّ فيه الحياة والقدرة على استئناف نشاطه في “مقاومة المقاومة” إلا …