عز الدين الكومي يكتب: عكاشة.. من تزغيط البط إلى السياسة الخارجية

الصهيونى الانقلابى .. المناضل الوطني .. مفجر ثورة 30 يونيو الذي كشف مؤامرات الإخوان بالتنسيق مع الأمريكان والصهاينة وتركيا وقطر ضد مصر .. يلتقى السفير الصهيونى في بيته علنا تحت سمع وبصر الإحهزة الأمنية العميلة التى نجحت في إحباط  كل محاولات الإخوان والتخابر مع قطر وحماس وتركيا والنرويج وكوكب زنوبيا وبلاد واق الواق.

ما قام به هذا الصهيوني ليس إلا إعلانًا عن مرحلة جديدة من السقوط والفجور والانحطاط الخلقى والسياسى والقومى في ظل الانقلاب العسكرى لجيش وعسكر كامب ديفيد.. وهذه الخطوة لم تكن وليدة اللحظة كما يتوهم البعض ولكن سبقتها خطوات بالتنسيق مع زعيم عصابة الانقلاب كما يقول يوسف زيدان: “السيسي ده مسكين.. ده راجل “ظابط” وأنا قابلته وقلت له الهيصة بتاعت الإخوان المسلمين دي هتخلص خلال كام شهر وأظن انت عندك تقارير وأنا عندي رؤية بتقول لي إن الكلام ده متمول من بره..  والإخوان دول قضية فرعية  لكن القضية الأساسية أن انا شايف أنه اتلعب بينا أحنا واليهود في الموضوع ده  (يقصد الصراع العربي الاسرائيلي) واتضح أن المسألة غلط وانا مااقدرش أقول للناس كده فجأة فأانا هاعمل سنة كاملة فيها 24 محاضرة عشان اقنعهم بده بالتدريج”.

والقصد هو تقديم دولة الكيان الصهيونى على أنها دولة صديقة وربما شقيقة في ظل انقلاب الأوضاع والقيم والمبادئ التى كانت تعتبر الكيان الصهيونى دولة عدوة, وأن العقيدة القتالية لجيش مصر هى عداوة الصهاينة  أما في ظل الإنقلاب العسكرى والذى جعل من أولى اهتماماته حماية أمن الكيان الصهيونى وحصار غزة وإغراق أهلها بمياه البحر وإحراق البيوت فى رفح وتشريد أهلها .

وهنا يعن لنا سؤال هو: أين الناصريون وما دورهم الآن؟ لقد تآمروا مع النظام الانقلابى ضد الرئيس المنتخب على الرغم من وجود اتفاق ولو ظاهري بكراهية الصهاينة وعدم القبول بهم لكنهم اليوم يضعون رؤوسهم في رمال التطبيع الكامل الذى يقوده زعيم عصابة الانقلاب وأذرعه الإعلامية التى داست على كرامة مصر وتضحيات أبنائها وشعبها والشعوب العربية والفلسطينيين, ولسان حالهم أن ليس في الإمكان أحسن مما كان!

عكاشة ومن معه من إعلام النظام الانقلابى والأذرع الإعلامية الذين  هاجموا فصائل المقاومة الفلسطينية التى تدافع عن شرف الأمة يتفاخر بخاله العميل للموساد الاسرائيلى وقد أعلن صراحة: نعم خالي كان عميلا للموساد.. والتقيت السفير الصهيوني!  ويزعم أنه يتفاوض مع السفير الصهيونى حول خطر سد النهضة وعن إسقاط مديونية مصر للكيان الصهيونى التى جاءت عبر التحكيم الدولى لصالح بسبب توقف ضخ الغاز المصري, وأنه سيلتقى رئيس وزراء الكيان الصهيونى .. ولم يكتف بذلك بل أعلن أن أمن الدولة على علم بهذا اللقاء في الوقت الذى الذى يقبع فيه الرئيس مرسي فى سجون النظام الانقلابى بتهمة التخابر مع دولة قطر!

 عكاشة أصبح يمثل السياسة الخارجية للنظام الانقلابى ويلتقى السفير الصهيونى ويبشر بلقاء قادم مع نتن ياهو ليتفاوض معه على مشكلة سد النهضة وإسقاط ديون مصر وبناء مدارس في مصر!

ولكى يضفى الشرعية على خيانته يقول للناصريين: “جمال عبد الناصر رحمه الله ترك لنا هزيمة 67 وترك لنا تقسيم مصر إلى دولتين: مصر والسودان, وورث منه الرئيس الراحل أنور السادات مصر مساحتها 900 ألف كم2  وكان الرئيس عبد الناصر قد استلمها من الرئيس محمد نجيب مساحتها 3,2 مليون كم2 وبعد أن ورثها السادات منه دولة منهزمة مديونة اقتصاديا مدمرة معنويا؛ الشعب يبكي في منازله؛ والأمهات الثكالى ليس لها أمل في الثأر لأبنائها في 67 كان أعظم قائد عربي في التاريخ العربي الحديث فكان الرئيس الراحل الشهيد البطل محمد أنور السادات أعظم قائد عربي في القرن العشرين وحتى يومنا هذا أخذ بثأر الأمهات الثكالى وأعطى إسرائيل درسا وأعاد مصر من دولة منهزمة إلى منتصرة وغير اسم الجيش المصري من الجيش المنهزم إلى المنتصر حتى يومنا هذا بينما استمر الناصريون يبكون ويترحمون على أيام الهزيمة لأنهم بطبيعتهم انهزاميون وأنا فلاح وأعلم أن المياه بالنسبة له هي الروح في الجسد وأعلم أن إسرائيل سيطرت على مفاصل إثيوبيا فكان لابد من كسر هذا الحائط وأن أتحدث عن سد النهضة ودور إسرائيل في إنهاء هذه الأزمة لأن إسرائيل هي التي تسببت في هذه الأزمة ومن صنع أزمة عليه أن يُزيلها .. وأقول لهم معنى كلمة التطبيع وبعد أن يفسروها عليهم أن يقطعوا العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإسرائيل وأن يطالبوا بسحب البعثة الدبلوماسية المصرية من هناك ويطردوا البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية”.

إنه يقرأ رسالة مباحث أمن الدولة كما وصلته.

 ويضيف: “أناشد النواب الذين هاجموني أن يطالبوا تحت قبة البرلمان بقطع العلاقات مع إسرائيل وطرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية واستدعاء البعثة المصرية من إسرائيل وإلغاء معاهدة السلام.. إذا قاموا بعمل ذلك سأنضم إليهم شريطة أن يطالبوا بإعلان الحرب على إسرائيل”.

ويضيف أيضًا: “أتركوني للخطة التي وضعتها لنفسي من أجل مواجهة مشكلة سد النهضة وإسقاط مليار و600 مليون دولار مديونية مصر لإسرائيل وفقا للتحكيم الدولي.. أتركوني حتى أحصل من إسرائيل على 10 مدارس مبنية ومجهزة بأحدث أنواع العلوم والتكنولوجيا التي يطلق عليها في العلم للحديث مدارس المعرفة الحديثة”.

ويقول إنه في مفاوضاته قال: لا بد أن تحل مشكلة سد النهضة وأن تسقط مديوينة التحكيم الدولي الخاصة بتصدير الغاز التي أقمتموها ضد مصر وأن تعوضوا ما حدث في مذبحة مدرسة بحر البقر وتبنوا مكانها 10 مدارس وتعويض زراعة القطن التي دمرتوها بزراعة عدة أفدنة مع رجوع القطن مرة أخرى لدول أوروبا “

وهو يروي أن السفير الصهيوني تقبل كلامه, وقال: “إحنا موافقين وهنساعدكم وهبلغ بيه نتنياهو يوم الجمعة وسآتي لزيارتك يوم الأحد وأبلغك بموقفه فرديت عليه: لو حليتوا قصة أزمة سد النهضة هنديكم مليار متر مكعب من المياه”!

 وهنا بيت القصيد فقد رد عكاشة بأن مصر- في هذه الحالة-  ستمنح الكيان الصهيونى مليار متر مكعب من المياه!

شاهد أيضاً

وائل قنديل يكتب : عبّاس وغانتس: إجماع فاسد أم انقسام حميد؟

لا ينتعش محمود عبّاس، وتدبّ فيه الحياة والقدرة على استئناف نشاطه في “مقاومة المقاومة” إلا …