عز الدين الكومي يكتب: لكنك كاسد .. يا سيسي

زعيم عصابة الانقلاب يعرض نفسه للبيع في مزاد علني فى سوق النخاسة السياسية, بأوصافه المعروفة للجميع؛ خائن وسفاح وقاتل وأحد الكائنات المهددة بالانقراض, لكن رواد المزاد سرعان ماكتشفوا أن البضاعة المعروضة كاسدة لأن هذه الكائنات لا يُنتفع منها بشئ .

بدا الانفعال على زعيم عصابة الانقلاب وهو يتحدث عن التحديات التي تواجهها الدولة حيث تقمص شخصية القذافى قائلا: اسكتوا أنتو مين؟ محدش يفكر إن طولة بالي وخلقي معناه إن البلد دي هتقع.. أقسم بالله اللي هيقرب لها هشيله من على وش الأرض.. أنتو فاكرين الحكاية إيه؟ أنتو مين؟ أنا باقول لكم كلكم .. لكل مصري بيسمعني .. أنتم مين؟ أنتم مين؟ لا دول 90 مليون وأنا مسئول قدام ربنا أني أقول له إني خليت بالي منهم .. عايزين تخلوا بالكم منهم معايا أهلا .. مش عايزين لو سمحتم اسكتوا.

ومن غرور القذافى إلى غطرسة الفرعون يقول: “لو سمحتم .. ما تسمعوش حد غيري وأنا لا بألف ولا بادور ولا لي مصلحة غير بلدي .. بلدي بس .. وفاهم أنا بقول إيه.. إحنا النهاردة هنقطّع مصر ولا إيه؟ أنا مش هاسمح بكده .. لا دول 90 مليون”. “أنتوا فاكرين أنا هاسيبها؟ لا والله.. أنا هافضل أبني مصر حتى تنتهي حياتي أو مدتي.

لقد قص القرآن على لسان فرعون قوله لقومه: (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)

ولامانع من دموع التماسيح المحفوظة, لكنها دموع وقحة في عيون وقحة   قائلا: “أنا لو ينفع اتباع هاتباع”.

وهو يزعم أنه يواجه معادلة صعبة جدًا في عدم سقوط الدولة من جهة وضبط التجاوزات التي تحدث من جهة أخرى, وهذا لا يعني رضاه عن أي تجاوزات, رغم أن كل التجاوزات تقع تحت سمع وبصر شيخ المنصر زعيم عصابة الانقلاب, وبأوامر منه.

إن من صفات المنافق أنه إذا حدث كذب, وهذا لا يخجل من الكذب فيقول: الكيانات الأخرى كان باستطاعتها أن تندمج مع كافة المصريين لكنهم لم يريدوا ذلك واختاروا طريق الدمار.. كان ممكن نعيش كلنا مع بعض وكل واحد على فكره لكن هم اللي بدأوا وأكيد لا أحد يرغب في هذا الوضع لكننا قمنا بواجبنا في الدفاع عن الوطن ضد أي اعتداءات.

وبعد مليارات الرز الخليجي التى ذهبت لحسابات عسكر كامب ديفيد في بنوك أوربا والإمارات يقدم وصلة تسول ويطلب: لو كل واحد من اللي بيتكلموا في الموبايل صبّح على مصر بجنيه في السنة هنعمل 4 مليار جنيه.

“ورايحين اليابان نقول لهم من فضلكم ساعدونا فى التعليم لعمل كتلة قوية فى مجال التعليم .. وأن محمد علي حكم مصر منذ عام 1805 واستمر لمدة 45 سنة يقود مصر وأنشأ الجيش بعد 11 سنة “.

على فكرة .. المخلوع راح اليابان .. القضية ليست في اليابان ولا حتى في بلاد واق الواق .. القضية في فشل منظومة التعليم وحجم الفساد والمفسدين الذين شبوا وترعرعوا فى ظل النظم العسكرية الدكتاتورية منذ أكثر من 60 عاما.

وهو يعلق فشله على الحكومة فيقول: قلت الكلام ده من سنة ونص في مدينة دمياط بدل ما أعمل ألف رؤية أطرح كيانات للبناء ويتم التنفيذ الفعلي لكن الحكومة هى التى لم تعمل .

ويحاول أن يعتذر لـ “دولة حاتم” البوليسية بلغة عاطفية قائلا: مش هينفع نهين المصريين .. لازم نعرف أن كلنا واحد .. الحق مش تنصر الظالم .. لو حد فينا غلط يتحاسب والكلام ينطبق علينا كلنا .

مااقدرش أقول لو واحد غلط فى الداخلية تبقى الداخلية كلها وحشة. يعنى دى أخطاء فردية.

والسؤال هنا من الظالم؟ ومن الفاشل؟ ومن الفاسد؟ ومن الذى تمت محاسبته من المفسدين؟ وبالعربى الفصيح حاتم مش هيتحاكم!

أما أصدق كلمة قالها زعيم عصابة الانقلاب في كلمته أمس أمام المصفقين والمطبلين أن: “اللى اتعمل فى السنة ونص اللى فاتوا مايتعملش فى عشرين سنة” .

وهل ينكر الإنجازات إلا جاحد حاقد لايرى الشمس في رابعة النهار؟ فقد شيدنا 8 سجون آخرها سجن على طريق القاهرة – أسيوط .. شُيّدت كلها بعد انقلاب الثالث من يوليو 2013, وهي ىسجن 15 مايو وليمان المنيا وسجن شديد الحراسة بالمنيا وسجن الجيزة المركزي وسجن جمصة وسجن النهضة بالقاهرة وسجن الصالحية بالشرقية وسجن دمياط ليرتفع عدد السجون في مصر إلى 42 سجنا, وعملنا مشرحة جديدة تخدم 26 محافظة بها خمسمائة ثلاجة للموتى, غير القتلى والمعتقلين والمختفين قسرياً وانتهاك الحريات وكتم الأصوات, والفساد والسرقة والخراب الاقتصادي والتدهور الأخلاقي والتعاون مع الصهاينة وتدمير سيناء وتشريد أهلها..

كلها انجازات لم تحدث في 20 سنة.

ويضيف زعيم عصابة الانقلاب: افتكروا واحنا بنعمل الدستور والاستفتاء كنا إزاى, والآن في دستور وتشريع يحكم, وهناك إطار بين المؤسسات تم تحديده, وأى عبث فيه يكون عبث فى البقاء.

نجيب لكم بعض البرلمانات, مش عايزين نقول أسماءها بيضربوا بعض فى الجلسة وأنتوا قاعدين.. ليه مش قادرين تحسوا إنكوا عملتوا حاجة حلوة خلال الأربع سنوات الماضية.

من جانبنا نذكر زعيم العصابة بما حدث في جلسة الإجراءات بعد افتتاح برلمان مرجان, وحسب الإعلام الانقلابى الذى وصف برلمان مرجان بقوله: هو البرطمان لا كذب .. هو السيرك لا ريب فيه .. وقال الأراجوز باسم يوسف عنه إنه مهزلة ويدعو للبكاء وليس للضحك!!

ولأول مرة يعترف زعيم عصابة الانقلاب بأن “عملا إرهابيا” استهدف

الطائرة الروسية التي أعلنت موسكو في 17 نوفمبر الماضى أن قنبلة تسببت بإسقاطها, وقال إن من فعل ذلك كان يهدف تعكير العلاقات بين القاهرة وموسكو, وهو لم يعترف بذلك إلا بعد أن منح بوتين مساحة 2 مليون متر في محور قناة السويس وقبل بدفع تعويضات بعيدا عن ساحات المحاكم.

هذا الخطاب لايعدو كونه إحدى “الاشتغالات” لإلهاء الشعب في الخطاب, وفي طريقة أدائه, واللغة الجديدة التى استخدمها لدرجة أن أحد الأذرع الإعلامية وصف الخطاب بأنه قمة الرومانسية الوطنية.. إلى أن يتم تجهيز اشتغالة جديدة, وهكذا الحال في دوامة العسكر والنظام الانقلابى.

 

شاهد أيضاً

وائل قنديل يكتب : عبّاس وغانتس: إجماع فاسد أم انقسام حميد؟

لا ينتعش محمود عبّاس، وتدبّ فيه الحياة والقدرة على استئناف نشاطه في “مقاومة المقاومة” إلا …