عمر عياصرة يكتب: احتجاجات حركت الدنيا حولنا

يسجل للاحتجاجات الأخيرة التي اجتاحت مدن المملكة، أنها حركت كل المياه الراكدة حولنا ومن داخلنا، فها هي عواصم عربية وإقليمية تهتم بنا، وتشعر بقيمة التهديد الناجم عن انفلات الأمور لا سمح الله.
نعم، اتفق مع الصديق بسام بدارين حين وصف الاحتجاجات بقوله: “قصة حراك أنقذ دولة”، فعودة الشارع الأردني للملعب، أمر لا يستهان به إقليميا وعربيا، ما استدعي إعادة النظر من بعض العواصم في طريقة تعاملها مع البلد.
كلهم لا يريدون عودة الأردن إلى مربع الإصلاح، يخشون من نموذج يمكن أن يتسرب لحدودهم وعواصمهم، لذلك عاد الحديث عن المساعدات رغبة باستعادة الأردن القديم.
لكن السؤال الأهم، هل سنتراجع أردنيا عن خطوات المراجعة الاقتصادية والسياسية بمجرد تدفق المساعدات، أم أننا سنتوازن بين إرضاء الإقليم وإرضاء الجماهير.
باعتقادي الشخصي، أهم معطيات ونتائج الاحتجاجات الأخيرة، أنها جعلت الشارع الأردني لاعبا معتبرا في الملفات الداخلية، وبدرجة موازية في ملف علاقات الأردن الإقليمية.
الاحتجاج كان سياسيا عاقلا تسوويا، لم يشطح مع “الطوباويات”، بل بمجرد أن سحبت الدولة قانون الضريبة، انسحب الاحتجاج من الشارع، وهذا يدل على تجاوز للعفوية ومأسسة ضمنية لحراك الشارع.
أتمنى أن تمضي الدولة بنهجها الراغب بمرجعة السياسات السابقة، أتمنى ألا نستجيب بالمطلق لمن يعرضون مساعدتنا، ورغم إدراكي حجم الحاجة لتلك المساعدات، إلا أنني أرجو أن يكون ضررها كبيرا.
أولا وأخيرا، ورغم كل ما يجري من تحركات حولنا لمساعدتنا، إلا أنني اعتقد جازما أن الشارع قبل الاحتجاجات لا يشبهه الشارع الآن، فهناك لاعب جديد لا تغفلوه.

شاهد أيضاً

وائل قنديل يكتب : عبّاس وغانتس: إجماع فاسد أم انقسام حميد؟

لا ينتعش محمود عبّاس، وتدبّ فيه الحياة والقدرة على استئناف نشاطه في “مقاومة المقاومة” إلا …