قرطبة تواجه محاولات محو هويتها الإسلامية .. من يقف خلف المخطط؟

 منذ عام 1236 وحتى 1981، حين أعطى عمدة قرطبة خوليو أنغويتا، الملقب بـ “الخليفة الأحمر”، مفاتيح المسجد إلى الجمعية الإسلامية.

وسمح للمُسلمين برفع الآذان وأداء صلاة العيد للمرة الأولى، تنفيذا لقانون الحريات الدينية الذي أقره البرلمان الإسباني عام 1979.

وانتقدت الكنيسة والصحافة الإسبانية حينئذ خطوة “الخليفة الأحمر”، ما أدى إلى إلغاء القرار، ودخل “أنغويتا” في صراع مع أساقفة المدينة.

وتبين بعد وفاته في مايو/أيار 2020 أنه اعتنق الإسلام سراً، وكان يحاول حماية حقوق الأقليات في قرطبة والتصدي لمحاولات طمس هويات الموروثات الدينية بالمدينة.

وعام 1984 دخلت “الكاتدرائية المسجد” قائمة اليونسكو للتراث العالمي، لكن ملكيتها تحولت، من الحكومة الإسبانية إلى الكنيسة الكاثوليكية عام 2006.

وسجل الأسقف “الكاتدرائية” باسم الكنيسة، لتصبح ملكية عائدة للكنيسة الكاثوليكية، كما أزالت الكاتدرائية اسم المسجد من المواقع الإلكترونية والنشرات والدليل السياحي، بحسب صحيفة “إلبايس” الإسبانية 27 فبراير 2014

وهو ما أثار جدلاً واسعاً، نظراً للأهمية التاريخية التي يتمتع بها هذا الموقع التاريخي، وتبعه محاولات أسقف قرطبة المتتالية لنزع أي صفة إسلامية عنه.

وفي سبتمبر/أيلول 2016، أكدت لجنة تابعة لبلدية مدينة قرطبة الإسبانية في تقرير حول ملكية الكاتدرائية، أنها “لم تكن يوماً ملكا للكنيسة الكاثوليكية”، وشددت على أنها تعد أحد أبرز المعالم الإسلامية في الأندلس.

وبعد عدة ضغوط ومطالبات وتحركات من المسلمين الإسبان وغيرهم من الداعمين لحقهم التاريخي في المسجد، وافقت السلطات الإسبانية على مضض على إعادة تسمية هذا المبنى باسم “مجمع المسجد والكاتدرائية”، لتعود إليه هويته الإسلامية جنباً إلى جنب مع المسيحية.

وفي عام 2021، نشر الباحث التاريخي المتخصّص في العصور الوسطى، خيسوس باديبا، بحثا مطوّلا تجاوز 500 صفحة، بعنوان “ملكية مسجد كاتدرائية قرطبة”، كشف من خلاله أن الملكية التي تدعيها الكنيسة مبنية على أخطاء في المخطوطات القديمة.

تحدث عن “أخطاء في نسخ أو حذف أو تفسير معنى النص الأصلي لصالح أطروحة الكنيسة”، مستنداً في الوقت نفسه على وثائق تذكر المسجد على مدى 600 عام.

وصل إلى نتيجة مفادها أن الكنيسة ليست لها سيادة على “المسجد الكاتدرائية” لأن فرديناند الثالث كان منح المسجد لرجال الدين حتى يكونوا “حراسه وخدمه”، ولكنه لم يمنحهم إياه كملكية خاصة.

ويستند الباحث في نتيجته على دلائل ووثائق تاريخية أهمّها التقرير الصادر عن القساوسة الملكيين في القرن السابع عشر.

وجاء في التقرير أن “فرديناند الثالث منح المسجد المذكور للأساقفة والمجمع الكنسي من أجل عبادة الرب والاحتفال بالمراسم المقدسة فحسب، دون الإضرار بالسلطة الملكية العليا”

 

شاهد أيضاً

حزب نتنياهو ينتقده: حماس حققت 10 إنجازات مقابل واحد لإسرائيل

وجه وزراء وأعضاء كنيست من حزب الليكود انتقادات إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، حول …