قوات حكومة الوفاق تبدأ هجوما على حفتر لاستعادة مطار طرابلس

بدأت قوات تابعة لحكومة “الوفاق الوطني” الليبية، الأربعاء، هجوما عنيف على مطار طرابلس الدولي، الذي تتمركز فيه قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

 

وأفاد مصدر عسكري تابع للوفاق بأن الهدف من الهجوم هو الاستمرار في محاولة استعادة السيطرة على المطار وطرد قوات حفتر منه.

وأوضح المصدر العسكري، الذي فضل عدم ذكر اسمه، بأن الهجوم بدء من 3 محاور ولا تزال المواجهات مستمرة في محيط المطار. وفق “الأناضول”.

وهذا الهجوم يعد الثاني لقوات الوفاق بعد فشل محاولة سابقة الجمعة الماضية لاستعادة المطار الذي تتمركز به قوات حفتر منذ أكثر من شهر.

 وتجدّدت الاشتباكات  أمس بين قوات حكومة الوفاق الليبية وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في محاور القتال، جنوبي العاصمة، بشكل عنيف، وباستخدام مختلف الأسلحة.

وقال المتحدث باسم المركز الإعلامي لعملية “بركان الغضب” التابعة للحكومة، مصطفى المجعي، إن “الاشتباكات تجددت ولا تزال حتى الساعة بشكل عنيف”، مشيرا، خلال حديث لـ”العربي الجديد”، إلى أنها  تتركز في أغلبها في محور طريق المطار، مع وجود اشتباكات أخرى في محيط الاستراحة الحمراء في حي عين زاره.

وأكد المجعي أن أيا من الطرفين لم يحقق أي تقدم، ولا يزالان يحافظان على مواقعهما، ولا سيما في طريق المطار الذي تشتد فيه المعركة حاليا.

وعن أسباب عودة الاشتباكات رغم إعلان الحكومة عن مبادرة سياسية للحل، قال: “قوات حفتر هي التي بادرت بمحاولة للتقدم في طريق المطار، لكن هجومها قوبل بصد عنيف، ما جعل المحاور الأخرى تشتعل أيضا”

وأكد المجعي أن “قوات بركان الغضب ملتزمة بإعلان الحكومة عن مبادرة للحل، ولكنها في الوقت ذاته مستعدة لصد أي عدوان أو محاولة للتقدم”، لافتا إلى حالة الاستنفار والاستعداد في صفوف كل قوات الحكومة من سرت شرقا، وحتى طرابلس غربا، تحسبا لأي هجوم أو محاولة للتقدم في مناطق أخرى.

وذكر المتحدث نفسه أن قوات الوفاق تمكنت من الاستيلاء على عشرات الآليات في محور طريق المطار خلال عملية التفاف نفذتها خلال الساعات الماضية، بالإضافة إلى أسر عدد من مقاتلي قوات حفتر.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، عبر صفحتها على “تويتر”، عن ارتفاع عدد ضحايا القتال في جنوب طرابلس إلى 691 قتيلا، بينهم 41 مدنياً، و4012 جريحًا، بينهم 135 مدنيًا.

وأعلن حفتر، في 4 إبريل/ نيسان الماضي، إطلاق عملية عسكرية لاقتحام طرابلس، بينما ردّت حكومة “الوفاق” المعترف بها دولياً بإطلاق عملية “بركان الغضب”، لوقف أي اعتداء على العاصمة الليبية.

وعرضت حكومة الوفاق الليبية مبادرة لحل الأزمة واشترط رئيس الحكومة، “فائز السراج”، عدم الجلوس مع حفتر، وفيما رحبت البعثة الأممية والاتحاد الأوروبي، بالمبادرة، أعربت جهات سياسية موالية لحفتر عن رفضها لها.

وكان قال المستشار الإعلامي لرئاسة مجلس النواب في طبرق، فتحي المريمي، قال إن “مجلس النواب لا يرى أن المبادرة تحمل حلولاً”، معتبراً أن “وقت المساومات والحلول السياسية قد مضى، ولا جدوى الآن أمام المليشيات في طرابلس سوى التسليم للجيش والنجاة بأنفسهم”. واستبعد المريمي إمكانية أن يعقد “نواب” طبرق جلسة لمناقشة المبادرة.

كما أكد عضو مجلس النواب المنعقد بطبرق، علي السعيدي، أن قوات حفتر “لن تتراجع في معركة طرابلس”، واصفاً مبادرة السراج بـ”خطبة الوداع”، بل معتبراً أن “الأخير لم يعد يملك أي أوراق قوة، وهو خاسر عسكرياً في طرابلس”.

داخليا كذلك، أكدت اللجنة التأسيسية للهيئة البرقاوية عن دعمها الكامل للمبادرة، مشددة على “ضرورة الجلوس إلى طاولة حوار تتسع للجميع بعيداً عن أصوات المدافع والبنادق والمشاريع الشخصية”.

خارجياً، اعتبرت البعثة الأممية أن المبادرة الحكومية جاءت في “توقيت مناسب”، مؤكدة “مساعيها مع كل الأطراف في سبيل مساعدة ليبيا على الخروج من مرحلتها الانتقالية الطويلة نحو مرحلة السلام والاستقرار والازدهار”، فيما اعتبرها الاتحاد الأوروبي “خطوة بناءة لدفع العملية السياسية في البلاد”، مطالباً الأطراف الأخرى بتقديم تنازلات ومبادرات من أجل تقريب الحل.

وفي روما، أكد وزير الخارجية الإيطالي، إينزو مورافي ميلانيزي، دعم بلاده للمبادرة، مشدداً على ضرورة “استئناف العملية السياسية ووقف القتال الدائر جنوب العاصمة طرابلس”.

ومنذ 4 أبريل  الماضي، تشهد طرابلس معارك مسلحة إثر إطلاق حفتر، عملية عسكرية للسيطرة عليها وسط تنديد دولي واسع ومخاوف من تبدد آمال التوصل إلى أي حل سياسي للأزمة في ليبيا واستنفار قوات حكومة “الوفاق” التي تصد الهجوم. 

شاهد أيضاً

لاعب مسلم يقاضي صحفياً ألمانياً اتهمه بالإرهاب بسبب “رمز إسلامي”

قرر لاعب ريال مدريد المسلم، الألماني أنطونيو روديغر، اتخاذ إجراء قانوني ضد صحفي سابق في …