معتقلات السيسي .. أكل ونوم .. وترفيه بالكوم!

أكثر من تقرير يصدر عن مؤسسات حقوقية وقنوات إعلامية، يؤكد أن السجون المصرية في عهد قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، باتت كلمة “سيئة السمعة”, ولا تكفي الكلمات المهذبة لوصف حالتها، حتى أنها وفق صحيفة “تايمز” البريطانية “لا تصلح حتى للحيوانات”!

لكن وزارة الداخلية في حكومة الانقلاب لا تزال تكذب وتتحرى الكذب في مشاهد فاصلة، قال الواقع كلمته فيها لتفوح منها رائحة الدماء داخل معتقلات العسكر، حيث عاد لواءات القمع البوليسي لتزييف الوعي العام، والتدليس على الشعب، في حملة ممنهجة لتجميل وجه الانقلاب القبيح على طريقة فيلم “البريء”.

شاهد على التعذيب

في مقابلة أجرتها منظمة “ريبريف” مع الطالب الأيرلندي، إبراهيم حلاوة، المسجون منذ 2013، يصف فيها “ظروف سجن وادي النطرون وصنوف العذاب التي يتعرض لها المعارضون للنظام”؛ قال “حلاوة” : “إنه وزملاءه السجناء تعرضوا للضرب المستمر من حرس السجن، واضطروا لأكل الدود حتى يحصلوا على البروتين الذي يفتقدونه بسبب سوء التغذية. وأضاف أنه جُرد من ملابسه وانتهك جنسيا، وتم الدوس على جسده وهو عار. وقال متحدث باسم المنظمة:  “إنه يستيقظ كل يوم على أصوات السجناء الآخرين الذين يُعذبون، ويقول إن ذلك أسوأ من الضرب الذي يتعرض له”.

صحيفة “تايمز” البريطانية أكدت شهادة “حلاوة”، وقالت في تقرير نشرته إن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، قام بحملة قمع وملاحقة منذ الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، وفي الذكرى الخامسة للربيع العربي أمر بمداهمة خمسة آلاف شقة من أجل اقتلاع أي محاولة رفض للانقلاب، ويبرر السيسي تلك الإجراءات بأنها ضرورية لمنع تحول مصر إلى فوضى، كما هو الحال في الجارة ليبيا!

شائعات إخوانية

ولا يكترث اللواء “حسن السوهاجي”، رئيس قطاع سجون السيسي، بما تكشفه “تايمز” أو بالفضائح التي ترصدها التقارير الحقوقية عن قمع الانقلاب، بل بث صورًا هزلية التقطت في جولة قام بها عدد من الصحفيين الملاكي في معتقلات السيسي، ليزعم أن الانتهاكات التي تضرب معتقلات العسكر وفاحت رائحتها في الخارج مجرد شائعات إخوانية، وأن السجون أصبحت مثل المنتجعات السياحية بعد التطوير ووجود كل المرافق بها، مع إطلالة لأحدث وجوه الداخلية لقطاع “حقوق الإنسان” ليكمل المسرحية الفاشية.

اللواء صلاح الدين فؤاد، مساعد وزير داخلية العسكر لحقوق الإنسان، زعم بدوره عدم وجود تعذيب داخل سجون الانقلاب، بل زاد بأن المعتقلين يتناولون أفضل أنواع الأطعمة، مشيرا إلى أن المجلس القومي لحقوق الإنسان – المعين من قبل نظام السيسي- ينظم زيارات للسجون بشكل دائم ولم يشر إلى وجود تعذيب.

وادعي فؤاد، في أول إطلالة إعلامية له عبر برنامج “يوم بيوم” على فضائية “النهار اليوم”، مساء أمس الأحد، أن النزيل في السجن أمانة لدى قطاع السجون، ويتم توفير أفضل الخدمات له، وغير مطلوب منه شيء أثناء مدته سوى الانضباط والالتزام بالقوانين، مدللا على رفاهية المعتقلات بأن الداعية الإسلامي ومرشح الرئاسة السابق حازم أبو إسماعيل ” تخن عشان مستوى الأكل كويس في السجن”.

القمع يتجمل!

وكانت داخلية الانقلاب قد أطلقت مؤخرا فاصل الأكاذيب في محاولة لتجميل صورة السجون التي يكابد فيها المعتقلون الموت البطيء وتحولت إلى عنابر تصفية وتعذيب أسفرت عن استشهاد العشرات، وعلى رأسهم فريد إسماعيل ومحمد الفلاحجي وعصام دربالة وطارق الغندور وغيرهم، زاعمة أنه توجد ملاعب للتريض ومكتبة للقراءة والاطلاع ومطاعم ضخمة، وفقًا للمعايير العالمية، وأن مستشفيات السجن باتت تضاهى المركز الطبي العالمي (التابع للقوات المسلحة والذي يعالج فيه كبار المسئولين)، ودعمتها وزارة الداخلية بكل الأجهزة الحديثة.

فيما أفادت صحيفة “تايمز” البريطانية بأن “السيسي، شنَّ حملة قمع شرسة اعتقل فيها عشرات الآلاف من الذين اعتبرهم معارضين وقتل المئات منهم”، متابعة: “لا يُعرف عدد المعتقلين في سجون البلاد المعلنة، ولكن وزارة الخارجية الأمريكية قالت عام 2013 إن عددهم 62 ألف سجين”.

وختمت حديثها بأن الانقلاب الحالي هو نظام قمعي ومستبد، وأن الجلادين في السجون المصرية يستخدمون أساليب الإعدام الوهمية، والضرب بالصعقات الكهربائية، وذلك جزء من حملة تعذيب ضد الناشطين المناهضين لانقلاب وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي.

شاهد أيضاً

بعد موقفهما تجاه ليبيا.. محاولات لبث الفتنة بين تركيا وتونس

منذ أن بدأ الجنرال الانقلابي خليفة حفتر محاولة احتلال طرابلس في إبريل الماضي، لم تتوقف …