رصد “مؤشر الديمقراطية” تنظيم 33 فعالية ضمن “جمعة الأرض هي العرض” التي خرجت فعالياتها أمس الجمعة؛ اعتراضًا على اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والتي بموجبها أعلن مجلس الوزراء أنَّ الجزيرتين سعوديتان.
وقال تقريرٌ صادرٌ عن المرصد، اليوم السبت: “القوى المحتجة نظَّمت 18 مسيرة وثماني تظاهرات وسبع سلاسل بشرية، وشهدت كل من محافظات القاهرة والجيزة والمنوفية خمس فعاليات، ثمَّ الشرقية ودمياط بأربع مسيرات، كما شهدت محافظتا البحيرة والإسكندرية فعالتين لكل منهما، وفعالية واحدة بكل من محافظات الدقهلية والقليوبية وأسوان والبحر الأحمر والسويس والإسماعيلية بشكل عكس نجاحًا كبيرًا للدعوة وبخاصةً في أول تحرك ميداني لها والذي مثَّل أول تحرك ميداني منظم من المواطنين والنشطاء الشباب ضد الإدارة الحالية للدولة منذ توليها مقاليد الحكم في 2013”.
وأضاف: “قوات الأمن فضَّت سبع فعاليات بمحافظات الجيزة والإسكندرية والمنوفية والشرقية والبحيرة والقليوبية، مستخدمةً في ذلك قنابل الغاز المسيلة للدموع، في الوقت الذي طوَّقت فيه قوات الأمن المركزي معظم الفعاليات وأغلقت الشوارع المؤدية لها، واستخدم أفراد أمن يرتدون الزي المدني، في حين انتشرت الكمائن بالطرق المؤدية لبعض الميادين مثل ميدان التحرير”.
ورصد المؤشر القبض على 213 متظاهرًا بعشر محافظات، كان للقاهرة النصيب الأكبر، حيث ألقت قوات الأمن القبض على 73 متظاهرًا أمام نقابة الصحفيين، وشخصين بميدان التحرير، في حين أنَّ وزارة الداخلية أعلنت القبض على 100 متظاهر فقط، ما علَّق عليه المؤشر: “هذا الأمر يعكس الازدواجية المستمرة لقوات الأمن حيث سمحت القوات للمتظاهرين المؤيدين للدولة بتنظيم تظاهراتهم مثلما حدث في تظاهرة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية”.
وجاء في التقرير: “دشَّن عددٌ من المراكز الحقوقية غرف عمليات لتقديم خدمات الدعم القانوني للمتظاهرين إلا أنَّ الدولة قد ضيَّقت ومنعت محامي مركز الحقانية من الوصول للمقبوض عليهم بقسم قصر النيل، ثمَّ أفرجت وفق هواها عن العديد من المتظاهرين بشكل عكس غياب دولة القانون في إجراءات القبض وإطلاق السراح”.
وسلَّط التقرير الضوء على تعامل قوات الأمن مع الصحفيين خلال تغطيتهم للأحداث، فقال: “تعرَّض الصحفيون لانتهاكات خلال تغطيتهم لعملهم، حيث ألقت قوات الأمن القبض على ثلاثة مصورين وصحفيين وهم مصور المصري اليوم ومحرر جريدة الوطن أمام مسجد الاستقامة وعلى صحفي باليوم السابع أمام مسجد مصطفى محمود وتمَّ الإفراج عنهم بعد احتجازهم لدقائق”.
وأضاف: “تمَّ طرد الصحفيين من ميدان التحرير ورفض تواجدهم بالأماكن المجاورة، ومنعهم من تغطية فعاليات جمعة الأرض ببورسعيد وأبعدت قوات الأمن الصحفيين عن محيط المسجد الذين توجهوا إليه لتغطية المظاهرات”.
وتابع: “وبينما دشَّنت قلة من الصحف المصرية صفحاتها لرصد وتوثيق هذا الحراك، فقد اتسمت معظم الصحف والقنوات الفضائية المصرية بصفة التجاهل التام لحدث يحمل كل مقومات الخبر الصحفي أو تعمد التقليل والتهوين من قيمة الحدث وإظهار عدم تعاطف المواطنين معه بشكل طرح العديد من التساؤلات حول اتجاهات تلك الصحف والقنوات ومدى تجاهلها لحق المواطن في المعرفة التي تعد أولى مقومات العمل الصحفي والإعلامي”.