أهالي العريش المصرية يعانون.. الاتصالات مقطوعة 12 ساعة والمياه تأتي كل 10 أيام

أكثر من 12 ساعة قضاها أهالي مدينة العريش شمالي شبه جزيرة سيناء المصرية في عزلة تامة، لا يستطيعون التواصل مع بعضهم البعض أو الاتصال بأصدقائهم وأقاربهم المتواجدين بالخارج- بحسب الأهالي-  فالشبكات الخاصة بالهواتف المحمولة والمنزلية مقطوعة طوال اليوم.

وتعود الحياة مرة أخرى بعودة الشبكات في وقت متأخر من الليل، وتظل لعدة ساعات ليست طويلة، لتنقطع مرة أخرى ويعودون في عزلتهم مرة ثانية وفقا لكلام الأهالي.

انقطاع الشبكات المتكرر ولساعات طويلة بالعريش، ازداد بشكل ملحوظ عقب استهداف عناصر إرهابية، الإثنين قبل الماضي ، لمدرعتين تابعتين لقوات الأمن، ما أسفر عن استشهاد 5 مجندين بينهم ظابط وإصابة آخرين.

ومن جهتها، قالت إحدى القاطنات بمدينة العريش – رفضت ذكر اسمها – إن الأوضاع ليست مستقرة منذ الإثنين قبل الماضي، وشبكات الهواتف المحمولة والأرضي في انقطاع مستمر، ولا يستطيعون استخدام الإنترنت لساعات طويلة تصل لأكثر من 12 ساعة.

وأضافت أن الأوضاع تزداد سوءا ولم يعد الأمر مقتصر على قطع الشبكات فقط، بل قطع المياه لمدة 10 أيام وأيضا قطع الكهرباء بمناطق مختلفة ولساعات عديدة، إضافة إلى انتشار الكمائن داخل المدينة بشكل يقيد من حركتهم.

 ولفتت إلى أن الطيران الحربي المصري بدأ في التحليق، الأحد قبل الماضي، في وقت متأخر من الليل ولا نعرف مكانه بالتحديد ولكن صوته أفزع معظم سكان المدينة خاصة وأن الأمر جديد عليهم .

 وأشارت إلى أنه عقب انفجار المدرعتين بشارع البحر قررت قوات الأمن إغلاق الشارع بالكامل، ومنعت المواطنين من السير أو السفر والخروج خارج المدينة، ولكن الأوضاع استقرت إلى حد ما في اليوم التالي مع استمرار انقطاع الشبكات.

وتابعت: “هناك كلام يتردد بين الأهالي بأن الشبكات ستظل مقطوعة لساعات طويلة حتى بداية شهر أغسطس، لتتمكن قوات الجيش من القضاء على العناصر الإرهابية ولا نعلم مدى صحته”.

 وشهد جنوب العريش انفجارا بكمين المحاجر، الخميس الماضي، أسفر عن استشهاد ضابط وإصابة آخر و4 جنود قرب الكمين الذي يقع على طريق المطار، كما استشهد 8 مواطنين وإصابة 2 آخرين.

 ووقع الانفجار عقب إطلاق قوات الأمن النيران على سيارة محملة بالمتفجرات يقودها أحد أفراد العناصر الإرهابية، وذلك لمنعها من اقتحام الكمين، ما أسفر عن انفجار السيارة.

 واستطردت كلامها: “قوات الأمن  وضعت كمين بشارع 23 يوليو في وسط المدينة، الجمعة الماضية، وحواجز حديدية بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها العريش ومنعت مرور السيارات، ولكن أحيانا ترفع هذه الحواجز لوقت قصير وتسمح بمرور السيارات والمارة معا”.

 وأضافت أن البلد وضعها سيء والأهالي ليسوا سعداء بهذ الوضع، وخلال الفترة الأخيرة استشهد العديد من المدنيين سواء في العريش أو رفح أو الشيخ زويد بسبب طلق النار العشوائي، معلقة: “مش عارفين مصدره ولا من فين فجأة الناس قعده في بيوتها ونلاقي الضرب جه لحد عندهم”.

ودللت على حديثها بواقعة الطفلة “جيهان محمد الدويك” طالبة في الصف الأول الإعدادي بمدرسة فاطمة الزهراء بالعريش، أصيبت بطلق ناري عشوائي وهي تلعب أمام منزلها بوسط المدينة، يوم 23 يونيو الماضي، حتى وافتها المنية وشيع أهاليها الجنازة يوم 1 يوليو الجاري.

وفي السياق ذاته، قال محمد أحمد أحد سكان مدينة العريش، إن انقطاع الشبكات على سكان المنطقة يتسبب في ضرر لهم ويجعلهم منعزلين عن العالم لعدم وجود إنترنت أو أي وسيلة اتصال، مشيرا إلى أنه أجرى  مؤخرا عملية زرع قرنية في عينيه ويحتاج من وقت لآخر التواصل مع طبيبه الخاص والموجود بالقاهرة ولكنه يجد صعوبة في ذلك.

وتابع أنه اضطر للسفر إلى مدينة بئر العبد – تبعد 80 كيلو تقريبا عن العريش- للاتصال بطبيبه والاستفسار عن وضعه الصحي حيث توجد شبكات،  مؤكدا أن أهالي المدينة  يعانون أثناء السفر بسبب الكمائن المنتشرة على طول الطريق وازدحام المعديات بطوابير الانتظار للسيارات.

وأوضح أحمد أن ذلك يترتب عليه إما إلغاء حجوزات المرضى لعدم وصولهم بالموعد المحدد أو اضطرارهم للمبيت فى أحد الفنادق انتظارا للكشف فى اليوم التالى، مطالبا بتسهيل الأوضاع للأهالي وإعفائهم من الانتظار في المعديات.

 ومؤخرا شهدت محافظة شمال سيناء هجوم إرهابي نفذه عشرات المسلحين، بمنطقة البرث جنوب رفح، في مطلع شهر يوليو الجاري، مستخدمين سيارات مفخخة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة 26 من قوات الأمن الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية ” داعش” .

وعقب هجوم كمين البرث، ظهرت بعض الدعوات لتهجير أهالي سيناء ومن أبرز الداعين لها الخبير الأمني فؤاد علام خلال إحدى المداخلات الهاتفية  بالقنوات الفضائية، وأيضا المحامي خالد أبو بكر بإحدى مقالاته بأحد الصحف المصرية.

الأوضاع في مدينتي رفح والشيخ زويد لم تختلف كثيرا عن العريش، بل ازدادت سوءا عقب هجوم كمين “البرث” حيث شهدت المدينتين انقطاع الكهرباء والشبكات لأيام متواصلة، إضافة إلى زيادة  الحملات الأمنية والتي تشهد قبض عشوائي على سكان المدينة، بحسب أحد أهالي مدينة رفح.

 وأعلنت قبيلة الترابين في شمال سيناء،خوضها حربا ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وفقا لبيان نشره المتحدث باسمها موسى الدلح على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك في مايو الماضي.

 وأضاف البيان: “نعمل تحت مظلة الدولة وتحت قيادة قواتنا المسلحة ونحن جزء من الدولة المصرية وجزء لايتجزأ من شعب مصر العظيم، وأن القبيلة سوف تعود إلى حياتها الطبيعية بعد انتهاء ما وصفته بكابوس تنظيم ولاية سيناء”.

 ودعت قبيلة الترابين كافة القبائل للتوحد ومواجهة خطر الإرهاب الذى يهدد الوطن، وذلك بعد اشتباكات ومواجهات نشبت بين أفراد من القبيلة وعناصر تكفيرية فى منطقة البرث جنوب مدينة رفح.

شاهد أيضاً

نتنياهو لعائلات الأسرى: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اجتماع الخميس مع عائلات الجنود الذين تم احتجازهم …