الصهاينة مستمرون بابتلاع الأرض بعد 53 عاما من هزيمة “يونيو 67”

رغم انتهاء حرب يونيو 67 عسكريا في “أيام ست” – كما يفضل الصهاينة تسميتها- “لكن تبعاتها السياسية والجغرافية لم تنته بعد، حيث يواصل الصهاينة احتلال الضفة الغربية، ومحاصرة قطاع غزة، إلى جانب ضم القدس والجولان لحدودها.

في الذكرى ال53 لهزيمة “5 يونيو 1967” التي لحقت بالجيوش العربية، والتي أسمتها مصر لاحقا “نكسة”، قالت وكالة “الاناضول” الرسمية التركية إنه من التداعيات “تزايد الأطماع “الإسرائيلية” في الوقت الراهن بابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية، حيث تعتزم إسرائيل ضم نحو 30 % من أراضي الضفة الغربية الواقعة”.

واشارت إلى تقارير فلسطينية، تقول إن الكيان المحتل يستولي على 85 % من أراضي فلسطين التاريخية والبالغة حوالي 27 ألف كيلومتر مربع، ويواصل نهب مقوماتها، فيما لم يتبق للفلسطينيين سوى حوالي 15 % فقط، وتخضع للاحتلال الصهيوني”.

وقال التقرير إنه رغم مرور هذه السنوات الطوال على الحرب، إلا أن تداعياتها ما تزال مستمرة، حيث يستمر الصهاينة في احتلالهم للضفة الغربية وقطاع غزة، ومرتفعات الجولان السورية، رغم صدور قرارات دولية عن مجلس الأمن، تطالبها بالانسحاب منها.

واضافت أن الذكرى تترافق مع توجّه حالي لدى الصهاينة نحو ضم مساحات واسعة من أراضي الضفة الغربية، الشهر القادم.

انتكاسة جديدة

واعتبرت الاناضول أن خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأمريكي أخيرا انتكاسة جديدة، بعدما عرض في 28 يناير الماضي، خطة أطلق عليه اسم “صفقة القرن”، تضمنت بنودا تنتقص بشكل كبير من الحقوق الفلسطينية.

وتتضمن الخطة إقامة دويلة فلسطينية في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل، والأغوار تحت سيطرة تل أبيب.

وأضاف أنه في 25 مارس 2019، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قرارًا تعترف بموجبه الولايات المتحدة الأمريكية بأن هضبة الجولان هي جزء من “إسرائيل”، وهو ما رُفِض من قِبَل الدول العربية كافة؛ كما أصدرت الأمم المتحدة بيانًا أعلنت فيه أن قرار الرئيس الأمريكي “لا يغيّر من الوضعية القانونية للجولان بصفتها أرض سورية واقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي”.

تداعيات على فلسطين

وترتب على “النكسة”، وفق إحصائيات فلسطينية، تهجير نحو 300 ألف فلسطيني من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة؛ معظمهم نزح إلى الأردن.

وفتحت هذه الحرب، باب الاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية المحتلة، وبخاصة في مدينة القدس، وقطاع غزة انسحبت من داخله عام 2005.

وأضاف التقرير أنه فيما يتعلق بالأراضي الفلسطينية، استمر الاحتلال العسكري المباشر، للضفة الغربية وقطاع غزة، حتّى تأسيس السلطة الفلسطينية، عقب توقيع اتفاقية أوسلو للسلام بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال عام 1993، والتي ترتب عليها تطبيق نظام الحكم الذاتي، في تلك الأراضي.

وأوضح التقرير أنه كان من المقرر إقامة دولة فلسطينية مستقلة، إلى جانب “إسرائيل”، عقب انتهاء المرحلة الانتقالية عام 1999، وإنهاء الاحتلال لأراضي الضفة وغزة، حسبما تنص اتفاقيات أوسلو للسلام، ولكنّ “إسرائيل” تنصلت من التزاماتها، وبدلا من ذلك عززت الاستيطان اليهودي في أراضي الضفة الغربية.

وأبانت أن السلوك الاحتلالي عطل عملية السلام، وتوقفت المفاوضات السياسية.

قرارات دولية

وأشار التقرير إلى أن الصهاينة ضربوا بالقرارات الدولية عرض الحائط، منذ نوفمبر لعام 1967، حيث أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، القرار 242، والذي يدعو “إسرائيل” للانسحاب من الأراضي التي احتلتها في يونيو من ذات العام، لكنّ “إسرائيل” لم تطبق هذا القرار، في سلوك يصفه مراقبون قانونيون، بأنه “انتهاك واضح وصريح للشرعية الدولية”.

وأضافت أنه في عام 1982، انسحبت إسرائيل، من شبه جزيرة سيناء المصرية، تطبيقا لمعاهدة السلام التي أبرمت بين مصر والاحتلال عام 1979.

وأنها في مرتفعات الجولان السورية، التي تعتبر أرضًا سورية محتلة، بحسب قرارات الشرعية الدولية، ترفض الانسحاب منها وتعتبرها جزءا من أراضيها، حيث قررت في 14 ديسمبر 1981 ضمها، بموجب قانون أصدره البرلمان.

ولم يعترف المجتمع الدولي بالقرار ورفضه مجلس الأمن الدولي، في قرار يحمل رقم 497 صدر في 17 ديسمبر 1981.

حرب 67

واندلعت الشرارة الأولى للحرب، بعد إقدام سلاح الجو الصهيوني على شن هجوم مباغت على قواعد سلاح الجو المصري في سيناء، في الـ 5 من يونيو 1967.

واستغرقت هذه الحرب، التي نتجت عنها هزيمة الجيوش العربية، 6 أيام.

واشار التقرير أن إطلاق اسم “الأيام الستة” على هذه الحرب من قبل الصهاينة كان من باب التفاخر بالمدة الزمنية القصيرة التي هزمت خلالها العرب، والتي أدت إلى مقتل نحو 20 ألف عربي، و800 إسرائيلي.

ومن بين ما أسفرت عنه الحرب وفق دراسات تاريخية، تدمير ما يقدّر بنحو 70 إلى 80 % من العتاد العسكري في الدول العربية، فيما لحق الضرر بنحو 2 إلى 5 % من عتادها العسكري، بحسب “الأناضول “.

وخلال الأيام الستة، احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء المصرية و مرتفعات الجولان السورية.

وعن مبررات الحرب، أشار التقرير إلى ما قاله مؤرخون عرب، من أن الصهاينة استغلوا عدة أمور، لتبرير شنهم للحرب، ومنها إغلاق مصر لـ”مضايق تيران” بالبحر الأحمر في وجه الملاحة الصهيونية، وهو الأمر الذي اعتبرته “إعلانا مصريا رسميا للحرب عليها”، وذلك في 22 مايو لعام 1967.

شاهد أيضاً

حماس تشيد برفض عائلات وعشائر غزة استغلال الاحتلال المساعدات لتفتيت الجبهة الداخلية

أشادت حركة “حماس”، الأربعاء 13 مارس 2024، بـ “الموقف المسؤول” لعائلات وعشائر غزة التي رفضت …