الصين تعزل الملايين بعد ارتفاع الإصابات بالفيروس الغامض لـ 571 حالة وانتقاله لـ 5 دول

ذكر التلفزيون الرسمي الصيني، الخميس 23 يناير/كانون الثاني 2020، أن الصين أكدت ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد إلى 571 حالة، فيما بلغ عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس 17 حالة بحلول نهاية أمس الأربعاء، وجميعها في إقليم هوبي بوسط البلاد، فيما بدأت بعض الدول العربية في فحص المسافرين القادمين إليها.

وحذر مسؤولون صينيون سكان مدينة «ووهان» ذات التسعة ملايين نسمة من مغادرتها، مؤكدين أن مطار المدينة ومحطات القطارات ستكون مغلقة، بسبب وباء فيروس كورونا الجديد.

وظهر الفيروس الغامض في مدينة ووهان بإقليم هوبي في وسط الصين، وانتقل إلى مدن أخرى، منها بكين وشنغهاي ومكاو وهونغ كونغ كما امتد إلى الولايات المتحدة وتايلاند وكوريا الجنوبية واليابان وتايوان.

وذكرت قناة «بي بي سي»، أن السلطات الصينية ستغلق محطات القطار والمطار أمام المسافرين، وستعلّق رحلات وسائل النقل العامة بمدينة «ووهان» عاصمة مقاطعة «خوبي» وسط البلاد.

وأعلن مسؤولون أعلنوا أنه سيتم تعليق رحلات الحافلات، ومترو الأنفاق، والعبّارات ووسائل النقل العام لمسافات طويلة، اليوم الخميس، ودعوا المواطنين إلى تجنب البيئات المزدحمة والاجتماعات العامة المفتوحة.

دول عربية تبدأ إجراءات احترازية

وقالت وزارة الصحة السعودية، إن المملكة ستبدأ فحص المسافرين القادمين من الصين، واتخاذ إجراءات وقائية أخرى بعد تفشي فيروس كورونا الجديد في الصين.

وقالت وزارة الصحة في البحرين أيضاً إنها تنسق مع المطار الرئيسي في البلاد، وبدأت إجراءات استباقية هناك، حسبما أفادت به وسائل الإعلام الرسمية.

الفيروس الغامض ينتقل إلى قارة أخرى

وفي أمريكا، كشف مسؤولون أن 16 شخصاً يخضعون للمراقبة الطبية تحسباً لإصابتهم بفيروس كورونا، إثر تعاملهم عن قرب مع رجل من ولاية واشنطن جرى تشخيصه على أنه أول حالة إصابة في الولايات المتحدة بالفيروس الذي أودى بحياة 17 شخصاً في الصين، وأصاب مئات آخرين.

ما هو “الفيروس الغامض”؟

أثارت سلالة جديدة غامضة من فيروس “كورونا” حالة قلق شديد عمّت مختلف بلدان العالم، وخاصة الدول المجاورة للصين، حيث اكتشف الداء قبل ثلاثة أسابيع، وهي مدّة لقي خلالها 17 شخصا حتفهم من ضمن مئات أصيبوا بالفيروس المذكور.

منظمة الصحة العالمية بدأت تنسّق الجهود للحيولة دون انتشار هذا الوباء في جميع أنحاء العالم تجنباً لتكرار ما حصل في العام 2002 حينما تفشّى فيروس “سارس” في مناطق متفرقة من العالم متسبباً بموت مئات الأشخاص.

وأبلغت تايلاند عن إصابة شخصين بالفيروس، فيما أصيب شخص في اليابان، وآخر بكوريا الجنوبية وثالث في تايوان، والمصابون الثلاثة كانوا زاروا الصين مؤخراً، حسبما أعلنت طوكيو وسيؤول وتايبي، أما خارج آسيا، فقد أبلغت الولايات المتحدة عن أول إصابة شخص بالفيروس، مشيرة إلى أن هذا المصاب كان عاد مؤخراً من مدينة ووهان الصينية.

من أين أتى الفيروس؟

تم الإبلاغ عن معظم الحالات في مدينة ووهان التي يقطنها نحو 11 مليون نسمة، وقال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، في بيان له: إن “غالبية حالات الإصابة بالالتهاب الرئوي (جرّاء الفيروس)، أفادوا بأنهم زاروا مدينة ووهان، كما أنّهم ذهبوا إلى سوق “هونان” للمأكولات البحرية والأسماك، قبل ظهور المرض.

ووفق بيان المركز الأوروبي، فإن بعض المصابين بفيروس كورونا أبلغوا عن زيارتهم لأسواق أخرى في ووهان، فيما أكّد مصابون آخرون أنّهم زاروا المدينة لكنّهم لم يزوروا أسواق المدينة قط.

ما هي أعراض الإصابة؟

يتسبب فيروس كورونا الجديد، بالتهاب رئوي حاد وصعوبة في التنفس وسعال وقشعريرة، وشعور بالتعب والإجهاد، ويوضح الباحث في معهد باستور، أرنو فونتانيت، لوكالة الأنباء الفرنسية: أن هناك مجموعة من السلالات لفيروس “كورونا” ستة منها تصيب البشر، والفيروس الجديد هو السابع ضمن هذه العائلة

ويشبه الفيروس الجديد، متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد “سارس” الذي انتشر بسرعة بين عامي 2002 و2003، مما تسبب حينها في وفاة نحو 800 شخص، غير أن العلماء يعتقدون أن الفيروس الجديد أضعف قليلاً من “سارس”.

كيف ينتقل الفيروس؟

أوضحت منظمة الصحة العالمية في بيان أن يمكن للفيروس أن ينتقل من ملامسة الإنسان للحيوانات، ويعتقد العلماء أن الفيروس بدأ في القطط، أما في حالة انتقال الفيروس من إنسان إلى إنسان، فغالبا ما يحدث ذلك عندما يلامس شخص ما إفرازات الشخص المصاب.

ويمكن للفيروس أن ينتقل عن طريق لمس شيء لمسه شخص مصاب، ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين، مع الإشارة إلى ان موظفي الرعاية الصحية الذين يعملون مع المصابين يتعرضون للخطر بسبب احتمال انتقال الفيروس بالتعرض ولمس نفايات المريض المصاب.

هل يمكن أن ينتشر في جميع أنحاء العالم؟

أكدت السلطات الصينية، أن السلالة الجديدة من فيروس كورونا تنتقل بين البشر، وليس من الحيوانات للبشر فقط، مما يثير مخاوف من احتمال انتشار الفيروس على نطاق عالمي.

وتخشي السلطات الصحية في جميع أنحاء العالم أن تؤدي احتفالات العام الصيني الجديد التي تبدأ في غضون أسبوع، إلى زيادة عدد الحالات على مستوى العالم، إذ إن مئات الملايين من المواطنين الصينيين يسافرون خارج بلادهم لقضاء الإجازة، بينما من المتوقع أن يغادر ملايين المغتربين الصينيين إلى بلادهم وهناك احتمال بأن يحضروا الفيروس معهم عند عودتهم من الصين إلى البلدان التي يقيمون فيها.

هل يمكن الوثوق بالبيانات الصينية؟

أعرب علماء في كلية “إمبريال” البريطانية بلندن عن شكوكهم بشأن صحة البيانات الصينية، ويقدرون أن عدد الإصابات بالفيروس وصل إلى 1723 إصابة، وهو رقم يتجاوز الرقم المعلن بأربعة أضعاف، ومع ذلك، فإن موقف الصين من تفشي المرض كان أكثر شفافية هذه المرة مما كان عليه خلال انتشار وباء “سارس” مطلع القرن الحالي، كما أن السلطات الصينية تبادلت البيانات والمعلومات المتعلقة بالفيروس بسرعة فائقة.

المسؤول في منصة الاستعداد الأوروبي لمكافحة الأوبئة الناشئة، هيرمان جوسينز، أوضح لـ”يورونيوز” أن الصين نشرت البيانات المتعلقة بالفيروس مطلع شهر كانون الثاني/يناير الجاري، مما أفسح المجال لتطوير الاختبارات التشخيصية.

ما هي التدابير التي تتخذها البلدان؟

بداية لا بدّ من الإشارة إلى أنه لا يوجد بعد لقاح معروف للسلالة الجديدة من فيروس كورونا، أما على صعيد التدابير، فقد قامت السلطات في مدينة ووهان بإغلاق وتطهير سوق “هوانان” للمأكولات البحرية وتجري عمليات فحص لدرجات الحرارة في بعض مراكز النقل، فيما تقوم سلطات هونغ كونغ بإجراءعمليات الفحص هذه عند الحدود.

وقررت العديد من الدول بما فيها الولايات المتحدة وأستراليا إجراء فحوص على المسافرين العائدين على متن رحلات مباشرة من مدينة ووهان.

منصة الاستعداد الأوروبي لمكافحة الأوبئة الناشئة، زارت المواقع السريرية ومختبرات التشخيص في الاتحاد الأوروبي وتأكدت من جهوزيتها، هذا فيما يواصل باحثون العمل من أجل التأكد من فعالية الآليات التي تمّ اعتمادها للتعاطي مع حالات الإصابة بالفيروس في حال تم اكتشافها داخل الكتلة.

 

شاهد أيضاً

حماس: المرونة التي نبديها لا تعني التراجع عن شروطنا وإسرائيل لا يعنيها أسراها

قال القيادي في حركة “حماس” باسم نعيم، إن “إسرائيل باتت تفهم المرونة التي تبديها حماس …