تعليمات سيادية لعقد المؤتمرات لفندق الجيش رغم ارتفاع أسعاره

كشفت مصادر برلمانية مصرية عن تلقي الشركات العاملة في مجال تنظيم وإدارة المعارض والمؤتمرات تعميماً من جهاز أمني سيادي يفيد بمنح الأولوية لفندق “تريومف ليكشري”، المملوك للجيش في ضاحية التجمع الخامس، على غيره من الفنادق والمنتجعات في العاصمة القاهرة، في ما يخص عقد مؤتمرات شركات العقارات والأدوية والجمعيات الطبية.

وقالت المصادر في حديث خاص لـ”العربي الجديد”، إن شركات تنظيم المؤتمرات في مصر تلقت ما يشبه “التعليمات الأمنية” أخيراً، بشأن تفضيل فندق تريومف لاستضافة فعالياتها خلال الفترة المقبلة، وتهديدها صراحة بـ”عرقلة إصدار التصاريح الخاصة بعملها في حال تنظيم مؤتمراتها الهامة في فنادق أخرى منافسة بمنطقة التجمع الخامس، شرقي القاهرة”.

وعزت المصادر التعليمات إلى تراجع نسبة الإشغال في فندق تريومف التجمع إلى نحو 5% فقط، بسبب عزوف شركات السياحة عن التعاقد مع الفندق لتسكين وفودها نظراً لارتفاع أسعاره ووقوعه في منطقة نائية بالقرب من الطريق الدائري بعيداً عن أي مناطق أو مزارات سياحية.

ويحظى فندق “تريومف ليكشري” بتصنيف 5 نجوم، ويراوح إيجار الغرفة فيه لليلة الواحدة ما بين 5900 جنيه و10250 جنيهاً في هذا الوقت من العام. وافتتح الفندق في حضور مجموعة كبيرة من الفنانين في 16 مارس 2019، بكلفة تزيد على ملياري جنيه، أي ما يعادل 127 مليون دولار تقريباً آنذاك، حينما كان الدولار يساوي 15.70 جنيهاً، في حين قفز الدولار حالياً إلى 30.25 جنيهاً، وفق آخر تحديث للبنوك المصرية.

وفندق تريومف هو الذي تحدث عنه المقاول والفنان المعارض من الخارج محمد علي عام 2019، حين قال إن صاحب فكرة إنشائه لواء الجيش السابق شريف صلاح الدين، أحد الأصدقاء المقربين من عبد الفتاح السيسي، والذي يشغل حتى الآن منصب المدير العام لفنادق تريومف.

وفضح علي كواليس إنشاء فندق تريومف التجمع على مقربة من الفيلا الخاصة بصلاح الدين، حتى يكون قريباً من سكنه. علماً أن الأخير يشغل المنصب نفسه أيضاً في فندق تريومف التابع للجيش، بالقرب من قصر الاتحادية الرئاسي في حي مصر الجديدة بالقاهرة.

وقال علي، الذي كان يملك شركة للمقاولات تعمل مع الجيش من الباطن قبل سفره إلى إسبانيا، إنه كُلف ببناء فندق تريومف في التجمع الخامس بكلفة ضخمة تبلغ ملياري جنيه، رغم عدم جدواه من الناحية الاقتصادية، باعتبار أن الموقع المحدد للفندق ليس قريباً من أي منطقة سياحية، ولا تتوافر فيه عوامل النجاح.

وأضاف أن سبب الاستعجال في بناء الفندق هو أن صلاح الدين يحظى بثقة السيسي، وتمت الموافقة على إنشائه على مساحة أرض كبيرة، مبيناً أن تنفيذ المشروع جاء بـ”الإسناد المباشر” من دون مناقصات، ما فتح الباب للفساد والخسائر بسبب عدم وجود دراسة جدوى للمشروع.

وصلاح الدين يشغل أيضاً منصب رئيس الجهاز الوطني للإدارة والاستثمار بقرار من السيسي، وهو أحد الأجهزة الحكومية المعنية بالإشراف على بعض المشاريع في العاصمة الإدارية الجديدة، مثل مدينة الفنون والثقافة، وفندق “ذا سانت ريجيس الماسة” المملوك للجيش.

شاهد أيضاً

حماس: المرونة التي نبديها لا تعني التراجع عن شروطنا وإسرائيل لا يعنيها أسراها

قال القيادي في حركة “حماس” باسم نعيم، إن “إسرائيل باتت تفهم المرونة التي تبديها حماس …