حازم عياد يكتب: الأجندة الفلسطينية وصفقة القرن المشؤومة

غابت صفقة القرن بين تفاصيل وثنايا المشهد الاقليمي والدولي؛ بل المحلي الفلسطيني؛ فالمصالحة الفلسطينية ورفع العقوبات عن غزة تحتل موقع الصدارة؛ في حين ان التهدئة ووقف مسيرات العودة تمثل الهاجس الاول لقادة الكيان عبر نتنياهو عنها بالقول: اما القبول بالتهدئة او ان تدفع حماس اثماناً باهظة.
اما على الصعيد الاقليمي، فإن معارك الجنوب السوري، والوجود الايراني في سوريا، ومستقبل العراق بعد الانتخابات والمواجهات في اليمن والعقوبات على طهران تعتبر الاولوية الاقليمية للقوى الدولية على رأسها امريكا وروسيا والسعودية وتركيا وايران.
في المقابل فإن الملفات الامريكية في امريكا الشمالية متركزة على جوارها الاقليمي (كندا والمكسيك) وملف العلاقة مع اوروبا وروسيا والصين؛ اذ تحولت الى ملفات داخلية بامتياز لتداخلها مع ملف الانتخابات الامريكية والحمائية التجارية، في حين ان اوروبا مشغولة بملف المهاجرين والعلاقة مع القارة الافريقية وملف العلاقة مع امريكا وروسيا ومستقبل الاتحاد الاوروبي المرتبط بصعود اليمين الاوروبي ومفاوضات البركيزت.
ليطرح تساؤل مهم: اين يقبع ملف صفقة القرن الامريكية في المنطقة في ظل تزاحم الملفات الدولية والاقليمية؛؟ وهل بات طرح صفقة القرن امرا ممكنا او عقلانيا في المرحلة الحالية؛ فالأولويات لكل الاطراف المعنية بالملف الفلسطيني مختلفة ولا تعد صفقة القرن على رأس الاولويات؛ خصوصا ان الديناميكيات التي ستطلقها والسيناريوهات لا زالت مجهولة ومن الصعب التعرف عليها في ظل السيولة الدولية والاقليمية المفرطة؟
على المستوى الفلسطيني لابد من اعادة تقييم للأولويات التي تقف على رأسها القدس وحصار قطاع غزة والانقسام الفلسطيني؛ فصياغة الاجندة الداخلية وتنظيمها يعد المخرج الحقيقي من اسر وقيود صفقة القرن والهواجس المتولدة عن التهور الامريكي؛ فالأجندة الوطنية الفلسطينية الداخلية تعد الضمانة الوحيدة لتجاوز الظلال الثقيلة للصفقة المشؤومة؛ امر يتطلب من الفرقاء قدر عاليا من المرونة لتجاوز الانقسام الفلسطيني والاستعداد لمعركة رفع الحصار واستكمال معركة القدس فغياب القدس عن المشهد يعد ضربة موجعة للمشروع الوطني الفلسطيني وهي مهمة ملقاة على عاتق الفلسطينيين بالدرجة الاولى.

شاهد أيضاً

وائل قنديل يكتب : عبّاس وغانتس: إجماع فاسد أم انقسام حميد؟

لا ينتعش محمود عبّاس، وتدبّ فيه الحياة والقدرة على استئناف نشاطه في “مقاومة المقاومة” إلا …