حقوقيون وأكاديميون: الحوثيون بدعم إيراني يسعون لإختطاف اليمن

مجدي عبد الحميد : إستبعاد الاخوان مستحيل ولابد من المصالحة

علاء شلبي : مليشيات الحوثي وصالح يقودون الثورة المضادة

د. أحمد يوسف : التطورات  تسير عكس ما يريده الحوثيون وصالح  

عز الدين الأصبحي: الحوثيون يحاصرون المدن ويمنعون عنها الغذاء

نبيل عبد الحفيظ : 90% من القتلي والجرحي بسبب جرائم الانقلابيين

أكد علاء شلبي الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الانسان ،أن الوضع في اليمن شديد الخطورة بسبب الإلتباس لدي الكثير من المراقبين في فهم سياق الاحداث التي يشهدها اليمن حاليا، وهو ماادي إلي  غياب عمق عربي داعم للشعب اليمني لتعزيز قدرته علي التغلب على التحديات الراهنة، والتي تستغل في بلد تتدهور أوضاعه المتردية أصلا.

جاء ذلك في كلمته الإفتتاحية لمؤتمر “اليمن والتحديات الراهنة” والذي عقده مساء امس المنظمة العربية لحقوق الإنسان لتيسير حوار مفتوح بين الفاعلين الحقوقيين والسياسيين والإعلاميين من اليمن ومصر والبلدان العربية بشأن الأوضاع في اليمن.

وأضاف بأن النزاع العسكري الجاري في اليمن جاء في أعقاب انقلاب الثورة المضادة بزعامة الرئيس المخلوع “علي عبدالله صالح” والذي يستغل الميليشيات الحوثية كواجهة لإجهاض ثورة الشعب اليمني التي قام بها في عام 2011و للحيلولة دون استكمال المسار الإنتقالي لبناء نظام سياسي جديد يحقق الإسستقرار والتنمية على نحو ما كان مفترضا في نهاية 2014 .

وأكد أن لجوء الثورة المضادة للعمل العسكري والإنقلاب على السلطة الإنتقالية، أدت لتدهور أوضاع حقوق الإنسان وخاصة الجرائم المتزايدة المرتكبة من جانب المليشيات الحوثيه وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بحق المدنيين وحصارهم للمدن ومنع الغذاء والدواء من الوصول للاماكن المحاصرة وإغتيال العديد من المسئولين اليمنيين وهي الإنتهاكات التي يرقى جميعها إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

التسوية السلمية هي الحل

وقال الدكتور “أحمد يوسف احمد” أستاذ العلوم السياسية والعميد السابق لمعهد البحوث العربية بجامعة الدول العربية إن الآمال معلقة علي التوصل لتسوية سلمية بين اطراف الصراع في اليمن لتجنيب اليمن المزيد من الكوارث والتخريب والدمارمشيرا إلي أنه رغم أن تطورات الاحداث تسير عكس مايريده صالح والحوثيين الا انهم مصرون علي عرقلة التسوية والانقلاب علي الشرعية بدعم ايراني واضح ومن الضروي تحرير صنعاء بحكمة حتي لايتحمل المدنيون المزيد من الكورث.   

واوضح محسن عوض  عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر أن استمرار تدهور الأوضاع في اليمن،يحمل الكثير من المخاطر التي سيكون لها أثرها على مستقبل البلاد، وستنتج المزيد من الإنتهاكات المتزايدة لحقوق الإنسان وتدفع بالأزمة الإنسانية للتصاعد.

واثني علي عز الدين الأصبحي وزير حقوق الإنسان في السلطة الانتقالية الشرعية في اليمن، ونوه لدوره كمناضل حقوقي ونشاطه في سياق المنظمة العربية لحقوق الإنسان  واسهاماته ككاتب صحفي وشاعر، كما رحب بـ نبيل عبد الحفيظ الأمين العام للمنتدى الاجتماعي الديمقراطي في اليمن، مثمنا جهوده المتنوعة وإسهاماته في استجلاء الصور الملتبسة حول الأوضاع في اليمن في مختلف المراحل واسهاماته في سياق المنظمة العربية لحقوق الإنسان.

ومن جانبه أشار عز الدين الأصبحي وزير حقوق الإنسان في السلطة الإنتقالية الشرعية في اليمن إلى أن الصراع الجاري ليس صراعا بين حكومة ومعارضة سياسية، بقدر ما هو تدبير لمنع عرض مسودة الدستور الذي تم التوصل اليه رسميا على المشاورات الشعبية والاستفتاء تمهيدا لاستكمال المسار الإنتقالي وإجراء الإنتخابات ليتم بناء النظام السياسي الذي يحقق الاسقرار المنشود لليمن .

الإنقلاب علي الشرعية

وأضاف الوزير اليمني أن هذا الصراع الذي يقوده الحوثيون المدعومون من إيران هو إنقلاب تم التخطيط له لإزاحة السلطة الشرعية والدستورية، ويعد نكوصا على مخرجات الحوار الوطني الذي جري عام 2013 والذي دعمته المنظمة العربية لحقوق الإنسان خلال زيارتها لليمن آنذاك.

وأوضح أن هناك خطورة شديدة من محاولات جرجرة المجتمع اليمني إلى الانقسام على أسس مذهبية ما بين سني وشيعي ومحاولة تجذيرهذا الانقسام  الطائفي ، مؤكدا أن الأطروحات السلبية وغير المقبولة التي تتبناها جماعة الحوثي واستغلالها من قبل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح هي سبب تردي الاوضاع في اليمن وتعثر التسوية السلمية والجهود المبذولة لحقن الدماء .

وأشار الأصبحي إلى أن الحكومة الشرعية الحالية برئاسة عبد ربه منصور هادي ظلت منذ احتلال الحوثيين وقوات المخلوع علي عبد الله صالح للعاصمة “صنعاء” في 21 سبتمبر/أيلول 2014 وباقي المدن اليمنية تسعى بشكل حثيث لإستئناف الحوار والوصول لتفاهمات مع جماعة الحوثي، وقد اضطرت إلى اللجوء للقوة العسكرية دفاعا عن الشرعية وطلب المساعدة العربية متمثلة في قوات عاصفة الحزم بعدما لم يعد هناك ثمة مجال للحوار.

وبرر الوزير اليمني ذلك قائلا : بسبب تعرض تلك الحكومة لإعتداءات متكررة واختطافات وعدة محاولات لإغتيال الرئيس “عبد ربه منصور هادي” بقصف متكرر لـ  صنعاء وعدن وخلال تحركاته المحدودة التي قام بها الرئيس داخل البلد، ما اضطر للخروج إلي الرياض واللجوء لمجلس الأمن الذي اصدر القرار 2216.

تعميق الانقسام

ووجه الأصبحي عدد من التساؤلات حول مبررات استهداف الحوثيين للمدنيين بقتلهم وحصارهم ومنع الدواء والغذاء عنهم ؟ ومبررات تعميق الإنقسام؟ ومبررات عرقلة التسوية السياسية التي تجري بإشراف الأمم المتحدة؟ مشددا على أن التحدي تجاوز الرغبة في حماية ثورة الشعب اليمني التي قام بها في 2011ومطالبها  إلى استعادة وطن تم إختطافه من جانب الحوثيين ، وأن مشروعا وطنيا يستند على المواطنة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان هو السبيل الوحيد للخروج من المأزق بعيدا عن محاولات العبث المذهبي باليمن.

وأبدى الوزير اليمني تعجبه من الإعلام الحوثي الإنقلابي الذي يروج انه مع ثورة الشعب اليمني واهدافها وتساءل : كيف ينحازون للشعب وثورته ثم يتقلبون علي الشرعية ويوجهون بنادقهم وصواريخهم تجاه صدور هذا الشعب وياحاصرون المدن ويمنعون فرق الإغاثة للوصول للمحاصرين؟ مشيرا إلي انهم يحاصرون تعز منذ عدة اشهر لان اهالي تلك المدينة وغيرها يقاومون إجرامهم وإنقلابهم .

ومن جانبه أشار نبيل عبد الحفيظ الأمين العام للمنتدى الإجتماعي الديمقراطي في اليمن إلي أن الأوضاع والإنتهاكات الجسيمة والمنهجية لحقوق الإنسان في اليمن، وبعض أخطر أنماط جرائم الحرب واستهداف المدنيين في البلاد موضحا أن أخطر الإشكاليات البنيوية هو قيام الرئيس المخلوع “صالح” بإفساد بنية الدولة لتحتل المواقع المتأخرة على السلم الدولي في مجال الشفافية والتنمية والانهيارالاقتصادي.

المنظمة العربية لحقوق الانسان

ولفت الإنتباه إلي أن أسوأ أفعاله كانت تحويل الجيش الوطني اليمني إلى جيش عائلي خاص به وبأسرته، ولعب المخلوع دورا اساسيا حال دون تسلم السلطة الانتقالية الشرعية برئاسة “عبد ربه منصور هادي” لأية مقاليد تمكنه من ممارسة صلاحياته كرئيس للجمهورية بشكل جدي في اليمن وفي مقدمتها حفظ الأمن وسيادة البلاد.

جرائم ضد الإنسانية

وأشار عبد الحفيظ إلى أن آخر إحصاءات موثقة بواسطة المنظمة العربية لحقوق الإنسان وشبكتها الميدانية من مؤسسات وأفراد تؤكد أن نحو 9 آلاف قتيل من المدنيين ونحو 20 ألف جريح، سقط نحو 90 بالمائة منهم على يد ميليشيات “صالح – الحوثي” التي تمارس قتل المدنيين قصفا وتجويعا بطرق عمدية تستهدف ترويع السكان ومنعهم من الاحتجاج على انقلابهم الغاشم ، بينما لا يمكن الوقوف بدقة على العسكريين ولكن التقديرات تتناول مبدئيا مقتل نحو   4000 مقاتل على الأقل.

وأوضح أن نحو 10 بالمائة فقط من الضحايا المدنيين سقطوا نتيجة أخطاء قصف قوات التحالف العربي ” عاصافة الحزم “، مشيرا إلى ترحيب المنظمة العربية لحقوق الإنسان في وقت سابق بخطوة إنشاء التحالف العربي كآلية تستهدف تحقيق عودة المسار الديموقراطي  وتعمل بالتنسيق مع الحكومة الشرعية، ودعوتها لبيان سبل اللجوء إليها.

وأضاف عبد الحفيظ أن الإنتهاكات التي تمارسها مليشيات “صالح” وحلفائه الحوثيين ترقى في العديد منها إلى الجرائم ضد الإنسانية كما يجري في حصارهم لمدينة ” تعز” للشهر العاشر على التوالي، واختطاف وتعذيب وقتل العشرات من السياسيين والإعلاميين، وتعمد احتجاز بعضهم في مراكز عسكرية يستهدفها التحالف العربي، وذلك ضمن سياسة ممنهجة لتعميق الإلتباسات حول الأوضاع في اليمن.

وقال مجدي عبد الحميد الناشط الحقوقي المصري أن هناك بعدا إقليميا واضحا للصراع في اليمن لم ياخذ حقه من الاهتمام وهو الدور الإيراني ومشروعها الشيعي الذي تريد به استرجاع الامبراطورية الفارسية القديمة حيث تعتبر طهران أن منطقة الخليج والعراق واليمن وسوريا هي ارث ايراني تسعي لإستعادته مؤكدا ان من حق السعودية التدخل في اليمن مع قوات التحالف العربي لحماية حدودها من اطماع الحوثيين الذين تحركهم إيران.

وأشار إلي أن هناك أبعاد دولية وتدخلات من قوى خارجية في اليمن وليبيا ومصر والعراق وسوريا لإجهاض الربيع العربي ونجحوا في ذلك ولكن التاريخ يؤكد أن هناك جولات اخري لهذه الثورات التي ستنتصر في النهاية، وتساءل لماذا لم يحاسب علي عبد الله صالح علي جرائمه ضد الشعب اليمني طوال فترة حكمه ؟؟ ولماذا لم يسجن اي ضابط شرطة او عسكري في مصررغم  سقوط المئات من الشهداء والجرحي خلال ثورة يناير وما بعدها ؟مؤكدا علي استحالة نفي الاخوان من المعادلة السياسية في مصر ولابد من المصالحة.

شاهد أيضاً

بعد موقفهما تجاه ليبيا.. محاولات لبث الفتنة بين تركيا وتونس

منذ أن بدأ الجنرال الانقلابي خليفة حفتر محاولة احتلال طرابلس في إبريل الماضي، لم تتوقف …