د. بسام ضويحي يكتب: هل انسحبت روسيا من سورية؟

وددت أن أعلق على الصورة التي عرضها التلفزيون الروسي وتوضح بداية انسحاب الجيش الروسي من سوريا. أستطيع ان أؤكد أن روسيا بوتين؛ المستحلة لدماء الشعب السوري بأطفاله ونسائه لم تنسحب, وإنماالذي حدث هو التالي: روسيا قامت بمهمتها ودورها الذي انيط بها, فأنجزته بالطريقة الدموية الوحشية التي شاهدها العالم. هذا الدور اﻹجرامي, أمريكا ومن معها غير قادرة على القيام به؛  ليس ورعًا, وإنما مخافة افتضاح حقيقتها أمام شعوبها والعالم، إذا قامت بأعمال اﻹبادة الجماعية  للمواطنين المدنيين السوريين التي استهدفت كل ما هو حي, باﻹضافة للمستشفيات والمدارس واﻷسواق الشعبية واﻷحياء السكنية والبنى التحتية ( باستثناء داعش التي لم تستهدفها روسيا كما أعلنت) وخاصة في جبلي اﻷكراد والتركمان في محافظات اللاذقية والشمال السوري, وذلك بتنسيق وتوافق مع أمريكا وإيران والكيان الصهيوني وبصمت من الاتحاد اﻷوربي واﻷمم المتحدة.

فمنذ شهر سبتمبر 2015 وحتى اليوم بما فيها أيام الهدنة المعلنة برعاية اﻷمم المتحدة والمجتمع الدولي لم تتوقف اﻹبادات الدموية
بهدف تحقيق ثلاثة أمور:

اﻷول: كسر إرادة الشعب السوري اﻷبي الذي هو الحاضنة الطبيعية للجيش الحر والكتائب المقاتلة  الوطنية.
ثانيا: تطهير وتهجير عرقي في كل من جبلي اﻷكراد والتركمان والساحل السوري
ثالثا: تمكين الفصائل الكردية اﻹرهابية والمحسوبة على نظام بشار اﻷسد وإيران والتي تم تسليحها أمريكيا مثل PYD (حزب اﻹتحاد الديمقراطي) وهو الفرع السوري لحزب PKK  (العمال الكردستاني)  ومتعاونين مع حزب وحدات حماية الشعبPYD   حيث إن كلا من تركيا والمعارضة السياسية السورية الوطنية بما فيها اﻹئتلاف والثوار على اﻷرض يعتبرون اﻷحزاب والمنظمات الكردية الثلاثة السابقة الذكر إرهابية ومدعومة من قبل  أمريكا وإيران ونظام بشار والكيان الصهيوني وبموافقة بعض اﻷنظمة العربية.

روسيا استخدمت “التشبيح” في المفاوضات السياسية الجارية بمحاولتها إدخال وإقحام وحدات حماية الشعب الكردي السورية في المفاوضات..

روسيا تمادت في إجرامها في سياسة اﻷرض المحروقة مستخدمة اﻷسلحة المحرمة دوليا مثل القنابل العنقودية والفسفورية  والصواريخ الباليستية من البارجات الروسية، ومستخدمة ومجربة لأحدث انواع اﻷسلحة الفتاكة في الترسانة الروسية..

أضف الى ذلك ما قام به السلاح الجوي الروسي من تدميرٍ ساهم في والتهجير والتطهير العرقي, ومن ثم السيطرة على هذه المناطق من محافظات حلب وادلب والجزيرة على طول الشريط الحدودي مع تركيا لتكون خنجر  الكيان الكردي المغروس في الخاصرة التركية..
روسيا أنهت مهمتها وأعادت الانتشار..
أي عادت الى الساحل السوري الذي لن تخرج منه إلا بعد أن يقوم ثوار ورجال الجيش الحر والكتائب المجاهدة بتوجيه ضربات نوعية مؤلمة تجعل الروس والوالغين بالدم السوري يترنحون من هولها. عندها سنجد روسيا وايران وكل الغزاة على  أرض سورية الحرة الكريمة التي رويت بالدماء الطاهرة يجرون وراءهم ثياب الخزي والجريمة والعار.

شاهد أيضاً

وائل قنديل يكتب : عبّاس وغانتس: إجماع فاسد أم انقسام حميد؟

لا ينتعش محمود عبّاس، وتدبّ فيه الحياة والقدرة على استئناف نشاطه في “مقاومة المقاومة” إلا …