د. عبد الحكيم المغربي: إسرائيل اليوم فى عيد

كنا زمان نتغنى بأغنية الراحلة شادية رحمها الله ، ” مصر اليوم فى عيد ”  ، بعد استرداد أرضنا المغتصبة من الكيان الصهيونى، الى ان جاء الى مصر محتل من نوع اخر، اغتصب السلطة بقوة السلاح وسطى على حكم مصر بالدبابة، وأطاح بأول رئيس مدنى منتخب بعد ثورة مجيدة ب ٢٥ يناير.

 ووقتها تنفس الشعب المصرى لأول مرة بحياته المعاصرة طعم الحرية والديمقراطية، ولكن هذا العميل خطف رئيسه وعزله بحجة انه سوف يوجد ارهاب محتمل ، وهو القائد الملهم للشعب الذى سيخلصه منه، وسيصبح نور عنيه، وستصبح مصر اد الدنيا، وتبين بعد استيلاءه على الحكم انه هو من يصنع الارهاب بيده، وعلى عينه وهذا ما صرح به علنا صوت وصورة والفيديوهات موجودة حينما قال لو دخلنا على سيناء، وهدمنا بيتا او قتلنا نفساً من اهل سيناء نكون خلقنا عداوة، وتاراً بيننا وبينهم وهذا ما تم ويتم بالفعل حتى وقتنا هذا ولاندرى متى يتوقف.

 والحقيقة التى يجب ان نعرفها جميعاً، والتى نعيشها بالفعل هى ان فى هذا العصر الحديث، الحروب ليست بالأسلحة والطائرات والدبابات التى يستوردونها من اجل البقاء على الكرسي كما يفعل السيسي الان ، فليست كما كانت كسابق عهدنا ؛الآن الحروب التى يستخدمها الغرب ضدنا، هى زرع عملاء يسعون الى كراسي الحكم ويفعلون من اجل ذلك الغالى والرخيص، مهما كلفهم ذلك من قتل وذبح لشعوبهم من اجل هذا الكرسي الملعون.

 ويعطى لهم اجندة لتنفيذها مقابل الجلوس على هذا الكرسي مدى الحياة، مفادها تدمير البنية التحتية للبلد المغتصب سلطته من خلال بيع مقدراته، من غاز ومياه وارضي وقتل واعتقال شبابه، بل خيرة شبابه كما ترون الان معظم من يقتل او قامع بسجون مصر ، من يحمل القرآن الكريم كاملاً او جزء منه ومن يكون متفوقاً فى دراسته وعمله، مهندسين وأطباء وغيرهم من المميزين بكافة المجالات، وإطلاق سراح البلطجية والخارجين على القانون لاستخدامهم بالعمليات المشبوهة القذرة ضد الأبرياء، بما يسمى المواطنون الشرفاء.

 هذه هى الحرب الجديدة والحديثة والمبتكرة من قبل اعدائنا وتنفذ من قبل حكام خونة عملاء كالسيسي وأعوانه من العسكر الذين يحكمون مصر الان، وينفذون الاجندة بإتقان وعناية من اجل ارضاء اسيادهم ، والتى تم تكليفهم بها بل بعضهم يبتكر ويبدع فى عمله جيدا مثل السيسي، باعتراف اسرائيل نفسها، انه اعطاهم اكثر مما كانوا يتوقعوا او يحلموا به ، فقد اخلا لهم سيناء ودمر وشرد اهلها، وقد منع مياه النيل من الوصول الى شعب مصر بعدما تم تجويعه بارتفاع الأسعار، ورفع الدعم عن اساسيات حياته اليومية، من بنزين وكهرباء وغاز وخلافه، وهو يعمل الان على تعطيشه، عندما احتفل بالتوقيع على سد النهضة، كى يمنع وصول المياه ويقلل من حصتها.

ليس ما يحدث وينفذ هباء او غباء كما يعتقد البعض ، انه يعمل وفق اجندة متقنة مفادها فى هذا الخصوص، هو تعطيش شعب مصر؛ ووقتها يصبح المنقذ آنذاك ، وهو استجداء اسرائيل ، والتذلل لها بحجة إنقاذ الموقف الصعب الذى يعيشه الشعب، ويكون الحل بالطبع والمتوقع والمدروس، هو توصيل مياه النيل الى الحبيبة اسرائيل، عن طريق سيناء المدمرة المهجر اهلها، كل شيء معمول ومدروس ضمن خطة محكمة ونهايتها إنهاء القضية الفلسطينية تماما، بما يسمى صفقة القرن.

 ومؤخراً احتفلت اسرائيل مقدما واصبح شعبها وقيادتها فى عيد، عندما صرح نتينياهو بهذا بعدما استردوا غاز مصر مقابل صفقة بـ ١٥ مليار دولار لمدة عشر سنوات قادمة، بعدما كنا نصدره لها بأبخس الأسعار اثناء حكم المخلوع مبارك فمعظم العسكر من الحكام خونة بالطبع ، هذا هدية فوق صفقة القرن المزمعة والتى ستنفذ قريباً بعد انتهاء مسرحية الانتخابات ، فضلاً عن صفقة اخرى لم تكن تحلم بها اسرائيل، وهى خلال الفترة القريبة القادمة ستنقل السفارة الامريكية فى مايو القادم ٢٠١٨م الى القدس الشريف، بعدما صرح بذلك ترامب المشؤوم .

 وبذلك اصبحت اسرائيل فى عيد، لما لا وقد زرعت عميلاً لها دمر مصر ومقدراتها من أجل شعب الصهاينة باعترافهم هم ، وان الدولارات مقابل استيراد الغاز ، سوف تكون لصالح المواطن الصهيونى من رعاية صحية وتعليم وخلافه.

 وهكذا يعمل حكامنا من اجل رعاية عدونا ، وفى نفس الوقت يدمرنا ويقتلنا وينهب ثرواتنا ، من اجل حماية الكيان الصهيونى، لذلك هو اليوم فى عيد، ولو كانت الراحلة شادية على قيد الحياة، لما تردد السيسي بإقحامها كى تغنى ، ويتغنى الصهاينة معها من اجل اسرائيل وتقول ” اسرائيل اليوم فى عيد ” .

شاهد أيضاً

محمد السهلي يكتب : الأونروا والعودة.. معركة واحدة

بحكم معناها ورمزيتها ووظيفتها، يصبح الدفاع عن الأونروا معركة واجبة وملحة .. ومفتوحة. ومع أن …