د.عزالدين الكومي يكتب : الرد علي افتراءات إعلام الانقلاب بحق الدكتور محمود عزت

أبرز تصريحات د. محمود عزت حول التمسك بمنهج السلمية في مواجهة الانقلاب
بالرغم من العديد من التهم الباطلة الموجهة من نظام الانقلاب العسكري في مصر للأستاذ الدكتور محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين والتي تدعي زورا وبهتانا دعمه للعنف … تظل نصوص تصريحاته ورسائله هي الرد الأقوي علي هذه المزاعم ، وباستعراضها = وهي منشورة ومعروفة –يتبين أنها كلها لا تخلو من الدعوة للصبر والحفاظ على السلمية والحراك السلمي حتى لقبته بعض المواقع الصحفية ب ” زعيم الإخوان الذي رفض مواجهة الانقلاب بالعنف ” ، بل وتسبب ذلك النهج في انطلاق العديد من الانتقادات الحادة من بعض أفراد الجماعة – الذين انشقوا عن مبادئها – لتمسكه بمنهج السلمية رغم كل ما لاقته الجماعة وأفرادها من ضربات على يد الانقلاب ..
وفيما يلي نستعرض نماذج محدودة من تصريحات ورسائل د. محمود عزت على مدار سنوات ما بعد الانقلاب .. يؤكد فيها على أهمية الالتزام بالحراك السلمي لمواجهة الانقلاب العسكري وعدم الانزلاق لأتون الحرب الأهلية .. وأن الحفاظ علة تماسك النسيج الوطني هو عين الثورية مهما كانت الضريبة التي يفعها أبناء الجماعة غالية من دماء وأموال واعتقالات ..
في الثامن من يونيو/ حزيران 2016، أصدر عزت رسالة دعا من خلالها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين للمشاركة في الحراك الثوري السلمي لمواجهة الانقلاب العسكري، مطالباً “بالبذل رفضاً للظلم والاستبداد، وطلباً للحرية والكرامة والثقة بنصر الله”. وشدد، في الرسالة، على أن “الجماعة تُمثل النواة الصلبة للمشروع الإسلامي الحضاري العالمي في مواجهة نظام عالمي مادي لاإنساني، ما زالت الولايات المتحدة الأميركية، والصهيونية العالمية، تنفرد بقيادته، وتحالفت معهما القوى الاستعمارية الشرقية والغربية، مستغلين الطائفية المهلكة والعرقية المنتنة لتمزيق الأمة ونهب ثرواتها”. وحذر، في كلمته، من “اختزال المعركة في مقاومة الانقلاب، لأن ذلك لا يُمثل إلا جزءاً منها، أو فصلاً من فصولها، ومقاومة الاستبداد والفساد والتبعية للمشروع الصهيو-أميركي هي الأساس”. كما حذر من “اختزال المعركة بتصويرها صراعاً بين الإخوان والعسكر، أو بينهم وبين قائد الانقلاب”.
وفي 28 ديسمبر 2016 ، أصدر عزت رسالة أخرى بعنوان التكامل بين الدعوي والثوري ، دعا فيها الإخوان لحماية فكر الثورة من التطرف ووسائلها من العنف : : ” ولما جرت سنة الله باختبار الدعوة والثورة جميعًا بالانقلاب والثورة المضادة تأكد هذا التكامل بين الدعوي والثوري، فشكلت الأنشطة الثورية منفذًا للدعوة ومحضنًا للتربية والتكوين ومجالاً للتجديد والابتكار في وسائل المواجهة والمقاومة المجتمعين، بعد أن سدت منافذ العمل السياسي أو المجتمعي الإصلاحي، وتجدد الأمل في جماهير الثورة بعد أن كاد اليأس يقعدهم أو يهوي بهم في أتون العنف، وأصبح على الثوار جميعًا أن يقدموا القدوة العملية في أداء روح التضحية؛ فلا ثورة بغير تضحية، فيكثرون عند الفزع ويقلون عند الطمع، وعلى الثوار جميعًا حماية فكر الثورة من التطرف ووسائلها من العنف، بالجلد والصبر الجميل والتراحم والعفو عن الهنات التي تكون من بعضهم أو من الحاضنة الشعبية لهم، ويبقى الحذرومقاومة صنفين؛ هما: من خان وتولى كبر الانقلاب ، فأولئك يصدق فيهم قول الله عز وجل: (إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين) وأما من نافق وأعان أو رضي وتابع فأولئك يصدق فيهم قول الله عز وجل: (فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قومًا فاسقين) فهولاء نستعين بالله عليهم فهو القادر أن يكف أيديهم أو يصيبهم بعذاب من عنده أو بأيدينا) ونستجيب لأمر الله عز وجل (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير ، ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون) ولا يزيدنا بغيهم إلا إصرارًا وإقدامًا على نضالنا الثوري الذي هو أقوى من الرصاص.
وفي 17 إبريل/ نيسان 2017، أصدر عزت رسالة كانت حاسمة بشأن عمليات جر شباب جماعة الإخوان المسلمين نحو العنف. وقال إن “صمودكم في وجه الانقلاب هو عين القوة، وحفاظكم على سلمية الثورة المصرية هو عين العقل ورأس الحكمة، وصيانتكم للوطن من الانزلاق إلى أتون الحرب الأهلية التي تأكل الأخضر واليابس هو عين الوطنية، وحرصكم على تماسك النسيج الوطني هو عين الثورية. نعم، لقد دفعتم ثمن ذلك ضريبة غالية من الدماء والأموال والاعتقالات، ولكنكم حافظتم بذلك على الوطن حتى يأتي اليوم الذي تتمكنون فيه بإذن الله من إعادة بنائه مع المخلصين من أبناء شعبكم على قواعد جديدة، من العدل والمرحمة والحرية والكرامة الإنسانية، حتى تكون خيرات الوطن لكل أبنائه، ولكل أجياله، ولا يُحرم أحد من حقه بسبب عقيدته أو لونه أو جنسه أو سنه أو مهنته أو عائلته أو إقليمه أو رأيه السياسي. وكلنا ثقة أن هذا اليوم آتٍ لا محالة بإذن الله، وسينعم الجميع بالحرية، ويشارك كل أبناء الوطن في بنائه، وينتفع كل أبناء الوطن بخيراته”.
وفي ربيع أول 1439 هـ / 29 نوفمبر 2017 م، أصدر القائم بأعمال المرشد رسالة في ذكرى المولد النبوي ( تزامنا مع تفجير مسجد الروضة بسيناء ) ، تحت عنوان : أيها الداعون للخير.. الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر.. أيها الداعون إلى الله على بصيرة..
قال فيها : ” لا يستخفنّكم الظالمون أو يستدرجوكم إلى غير العمل الصالح القويم والموعظة الحسنة، وأدُّوا واجبكم، واصبروا على ما أصابكم، معذرة إلى ربكم تنجوا بها من عذابه ولا تيأسوا أبدًا من أمتكم، فالخير في أمتكم إلى يوم القيامة، ولا تكونوا مثل الذين يئسوا من أمتهم، واستحلوا دماءهم وأعراضهم، وكانوا عليها أشد من أعدائها لا يدرأ فتنتهم إلا تحصين الأمة وتنمية الخير ومحاصرة الفساد وجمع الكلمة (فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).. أحيوا الأمل في قلوب الأمة وبشروهم بالخير وأعينوهم على الطاعة، وكونوا في حاجاتهم وواسوا مصابهم، لا تبتغوا بذلك إلا وجه الله ونصرة رسوله في ذكرى ميلاده.
ومع الفجيعة التي أصابت الأمة في مسجد الروضة.. نعزي أهل ضحايا مسجد الروضة وندعو الله أن يتقبلهم في الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا، حسبنا وحسبهم أن المرء يبعث على ما مات عليه، جراحُه اللون لون دم والريح ريح مسك، يشفعون لأهليهم وذويهم، ونسأل الله أن ينتقم ممن استحلّ دماءنا ودماء المصريين من أعداء أمتنا من الصهاينة ومن حالفهم.”
وفي رمضان ١٤٣٨هجريا/ ٢٠١٧ ميلاديا أصدر عزت رسالة بمناسبة شهر رمضان بعنوان ” هيا إلى رمضان شهر القران ” قال فيها : ” أما الثوار عمومًا، والإخوان خصوصًا؛ فميداننا الأول أنفسنا، فلنتزود من القرآن حتى يصير خلقنا القرآن، فنحيا به ونُحيى به أمتنا، فاتقوا الله وأصلِحوا ذات بينكم، وسوُّوا صفوفكم، واصبروا وصابروا كما يصابر الأسرى في سجون الاحتلال، والرئيس، والثوار في سجون الانقلاب؛ لنَيل الحقوق وجمع الصفوف، وصِلُوا من قطعكم، وأحسنوا لمن أساء إليكم.. ألا تحبون أن يغفر الله لكم!! وكونوا من الذين يطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا، قلوبكم معلقة بالمساجد، شجعوا أولادكم على الصيام والصبر على الحر والعطش، وعلموهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأظهروا شعائر الإسلام وفضائل رمضان، وبشروا ولا تنفّروا، وأدخلوا السرور على أسر الشهداء والمعتقلين، واصدعوا بالحق في وجوه الظالمين، لا تخشوا في الله لومة لائم؛ فإن ذلك حياة للثورة، فيذهب الله اليأس عن المستضعفين والمقهورين ويقي الأمة من الانزلاق للعنف أو الغلو في الدين، فمن نصر الله وصبر وصابر وصدع بالحق فله البشرى بعلوّ الذكر والنصر القريب، ومن أنكر بقلبه واعتزل وأهلَه قول الزور والعمل به فقد نجا بنفسه وأهله (لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء) (الفتح: 25) (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (يوسف).”

شاهد أيضاً

وائل قنديل يكتب : عبّاس وغانتس: إجماع فاسد أم انقسام حميد؟

لا ينتعش محمود عبّاس، وتدبّ فيه الحياة والقدرة على استئناف نشاطه في “مقاومة المقاومة” إلا …