شهاب: إسرائيل تستعد لحرب كبيرة قادمة وتخشى خسائر بشرية هائلة خلالها

قالت أوساط عسكرية إسرائيلية إن “سلاح الجو الإسرائيلي يستعد لمواجهة كبيرة، بما تحمله من سقوط خسائر بشرية واقتصادية هائلة، رغم التنسيق الجاري مع نظيره الأمريكي، وانتشار حمى التطبيع مع عدد من الدول العربية التي فتحت أجواءها لطيران الاحتلال.

ويطرح هذا التقرير عدة تساؤلات حول تأثير الخسائر العسكرية والبشرية في صفوف الاحتلال على قرار الحرب، ومدى قدرة الطيران الاسرائيلي على مواجهة قدرات المقاومة الصاروخية، وما هي تجهيزات المقاومة للمواجهة القادمة بشريا وعسكريا.

اللواء والخبير العسكري يوسف الشرقاوي قال لـ “شهاب” إن “إسرائيل لديها جملة من نقاط الضعف، أهمها عدم وجود عمق جغرافي أو عمق بشري يتشبث في الأرض في حال وقوع خسائر كبيرة، والجبهة الداخلية أضعف نقطة لدى دولة الاحتلال، ومن المتوقع أن تكون هناك خسائر كبيرة في هذه الجبهة”.

وأضاف أن “الطيران له تفوق في الجو، لكنه لا يحسم المعركة، مع العلم أن الحرب القادمة ستكون مرتكزة أساسا على الصواريخ، وفي ظل التفوق الجوي الاسرائيلي، فإن المقاومة والدول المعادية للاحتلال مطالبة بإلحاق خسائر بشرية في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، من شأنها أن تجسر ميزان القوى بين الصواريخ والطيران”.

يعتقد الاحتلال أن التهديد الأول الذي يتعرض له سلاح الجو الإسرائيلي قادم من قطاع غزة بشكل روتيني، وكذلك الاستعداد ضد السلاح النووي في إيران.

وقال مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني عماد أبو عواد، لـ “شهاب” إن “كلما تقدمت إسرائيل على الصعيد التكنولوجي، فإنه تزيد من امتلاكها للأسلحة القاتلة، لكن هناك عامل مهم يجب أن ننتبه له، هو أن إسرائيل فقدت عنصر الروح القتالية، وبالتالي أصبحت خسارة الجندي بالنسبة لهم أمر غير مقبول نهائيا، ليس من منظور الجبهة الداخلية فقط، وإنما من منظور الأهالي والعائلات،”.

وأوضح أن “هذا السبب الرئيسي الذي يمنع اسرائيل أن تفكر في خوض حروب برية، وقد رأينا كم تراجعت الحافزية نحو عدم القبول بالتجنيد في وحدات المدرعات ووحدات البرية، مما يجعلها تركز على ارتكاب جرائم حرب مثل استهداف مكثف للمدنيين في غزة، وتدمير الأبراج السكنية”.

وأضاف أن “قضية الصواريخ التي تمتلكها المقاومة، تشكل تحديا أمام إسرائيل التي لا تستطيع ايقافها كلها، رغم مزاعمها بأن القبة الحديدية تعترض 50% من صواريخ المقاومة، وبالتالي تبقى الـ50% الأخرى التي تعتبر مؤرقة جدا لإسرائيل، الساعية إلى صفر خسائر، مما يعني أن هذا الموضوع أصبح يتعب الاحتلال بشكل كبير، لأنها لا تريد أي خسارة، وجبهتها الداخلية غير مجهزة، والجمهور ليس لديه حافزية وانتماء”.

تتزامن هذه المخاوف الإسرائيلية مع ما باتت تشهده السنوات الأخيرة من استثمار سلاح الجو للكثير من الموارد في التدريب والتعاون مع أسلحة الجو الدولية، وإضافة لأهمية التدريب في مناطق لا نعرفها، يتم إنشاء لغة مشتركة مع الناتو والقوات الأمريكية، حيث تتيح البنية التحتية التكنولوجية ربط الطيارين بمهام مشتركة في التدريبات، كشروع القوات الجوية بمناورة دولية في اليونان، ومشاركة طائرات متطورة من طراز إف16.

الفرضية الإسرائيلية الأساسية تكمن أنه ستكون إصابات وأضرار بقواعد القوات الجوية في الحرب القادمة، وستشمل أضرار كبيرة للقواعد العسكرية، ولن تكون الحرب القادمة كالسابقة، لأنه سيتخللها ضربات كبيرة، وستكون خسائر، وسلاح الجو الإسرائيلي يقوم بالتدريبات اللازمة، كي لا تتوقف آلته الحربية عن القيام بمهامها، خشية تآكل ميزتها النسبية، ومواجهة تحدياتها وتهديداتها.

 

شاهد أيضاً

أطباء بلا حدود: الوضع الصحي بغزة كارثي ومشاهد الجثث مرعبة

دق الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود كريستوفر لوكيير، ناقوس الخطر إزاء الوضع الصحي والإنساني …