عبد المجيد محمد المحامي:أصوات المحتجين في إيران وصلت لأسماع العالم

عقد مجلس الأمن الدولي يوم السبت الخامس من يناير/كانون الثاني جلسة طارئة، لبحث انتهاكات حقوق المحتجين والمتظاهرين في إيران في الأحداث التي بدأت في 28 ديسمبر عام 2017 في مدينة مشهد ثم اتسعت لتشمل اكثر من 120 مدينة في إيران.

في جلسة مجلس الامن، حذرت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة النظام الإيراني وقالت إن العالم يراقب تعامل النظام مع المظاهرات المناوئة للحكومة وأكدت أن أمريكا مع الشعب الإيراني في تحديد مستقبله.

وفي ما جاء في كلمتها ” النظام الإيراني قطع الانترنت وحاول قطع الاتصال بين المتظاهرين حتى يُخمد صوت الشعب, ولا يجوز أن تحدث مثل هذه الأمور. لا يجوز لأعضاء الأمم المتحدة بحجة الحفاظ على السيادة أن يحرموا الشعوب من حقوقهم الأساسية وحقوق الإنسان.

الشعب الإيراني انتفض في أكثر من 79 نقطة وهذا دليل على قدرة الشعب الإيراني الشجاع الذي ضاق ذرعا بهذه الحكومة القمعية وأنهم مستعدون لتعريض أنفسهم للخطر في سبيل مواجهتها. ويجب على العالم أن يقدر شجاعتهم وأن يسمع صوتهم. النظام الإيراني يدعم الميليشيات بمليارات الدولارات سنويا بينما يعاني الشعب الإيراني من الفقر. حقوق الإنسان ليست هدية تقدمها الدولة بل هي حق لا يمكن التنازل عنه. الحرية وكرامة الإنسان لا تختلف عن الأمن والسلام وعندما يتم سلبهما منهم يحق لهم الاحتجاج, وعندما لا يتم الاستماع لمطالبهم سيكون الأمن والسلام في خطر”.

وقال مندوب بريطانيا إن ما ننتظره هو أن تحترم إيران حقوق المحتجين, ويحق للشعب الإيراني الاحتجاج بصورة سلمية وفي إطار القانون. وبخصوص العلاقة مع إيران نحن قلقون من مواضيع أخرى مثل الاعدامات, وحرية المذاهب, وبرنامجها الصاروخي, وأنشطتها التي تزعزع استقرار المنطقة.

وقال المندوب البولندي إن بولندا قلقة كثيرا من انتهاكات حقوق الإنسان في إيران ونتمنى أن يتحقق حق التظاهر وحرية التعبير عن الرأي.

وقال المندوب الهولندي: نحن نراقب عن كثب الأوضاع الحالية في إيران. المظاهرات في إيران بدأت في مدينة مشهد لأسباب اقتصادية, ومن ثم اتسعت الى مدن أخرى. حق التظاهر السلمي محفوظ من قبل جميع الدول ومن بينها إيران، ولكن رأينا أن إيران خلقت حواجز للتواصل المباشر وغير المباشر بين مواطنيها, ودولة هولندا قلقة من الأوضاع في إيران.

وأكد مندوب السويد أن دولته تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم ونحن نرى أنه يجب أن نسمع صوت الشعب الإيراني.

مندوب الكويت قال إنه يجب احترام حقوق المحتجين في إيران.

أما مندوب إيران فقد دافع عن تصرفات النظام القمعية وقلب الأمور بشكل سخيف وقال: “هناك أيدٍ واضحة لعناصر من خارج إيران في الأحداث الأخيرة. التحريض على الفوضى مثل تشجيع الناس على استخدام المولوتوف ومصادرة مستودعات الذخيرة والحراك المسلح”.

ان عبارة “وجود أيدٍ لعناصر من خارج إيران” عرفها الشعب الإيراني سابقا منذ الثورة الشعبية على الشاه الديكتاتور عام 1978 و1979 وكانت تطبق على الشعب من قبل السافاك وأجهزة حكومة الشاه القمعية. والآن وبعد 40 عاما حيث يسود الفساد وسياسة الملالي القمعية ألا يوجد من يصرخ للقيام باحتجاجات شاملة بسبب الفقر الشديد والبطالة؟

 

هذه هي طبيعة ولاية الفقيه القمعية وعناصر حكومته الفاسدة. وقد أخفوا رؤوسهم في الثلج حتى لا يشاهدوا الحقائق ولا يسمعوا هذه النداءات.

لكن أصحاب الضمائر الحية سمعوا صوت المحتجين في إيران وسوف يسمعونها هم ايضا.

إن انعقاد هذه الجلسة انتصار كبير للمحتجين الإيرانيين والمقاومة الإيرانية وقد بات صوت المتظاهرين مسموعا في انحاء العالم.

جلسة مجلس الأمن, على الرغم من محدوديتها, أثبتت أن ضمير الإنسانية الحي مثل مطرقة القضاء تضرب الطاولة حتى تفتح الآذان والعيون المغلقة بسبب المصالح.

يجب أن يروا الحقيقة ويسمعونها لأن الإنسان يتم تقييمه بضميره الحي وعدالته.

لذلك بعد الجلسة الاضطرارية وبعد الاستماع لمندوبي مجلس الأمن المدافعين عن الحقوق والديمقراطية وسماع صوت الشعب الإيراني يبقى على الدول في الأمم المتحدة أن تقف بجانب الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية ومع مطالب الشعب الإيراني المنتفض مطالبا باسقاط نظام الولي الفقيه.

هذه هي الأسس التي يجب أن تبدأ بها الأمم المتحدة لتنجح في رسالتها بالشكل الصحيح.

شاهد أيضاً

محمد السهلي يكتب : الأونروا والعودة.. معركة واحدة

بحكم معناها ورمزيتها ووظيفتها، يصبح الدفاع عن الأونروا معركة واجبة وملحة .. ومفتوحة. ومع أن …