من هم أعضاء جماعة “براود بويز” المتطرفة الذين اقتحموا الكونجرس الامريكي؟

وجهت أصابع الاتهام في الفوضى التي شهدتها واشنطن إلى جماعة “براود بويز”، التي برزت خلال الانتخابات الرئاسية بوصفها واحدة من الجماعات اليمينية الداعمة للرئيس دونالد ترامب.

جالت صور وجوههم العالم بأسره منذ اقتحامهم مبنى الكونغرس (الكابيتول) بعدما التقطت صور لهم وهم يضعون أقدامهم على مكتب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أو يرفعون علم الولايات الانفصالية الأميركية أو يجلسون على مكتب رئيس مجلس الشيوخ.

فمن هم أنصار دونالد ترامب الذين زرعوا الفوضى في حرم الكونغرس الأميركي؟ لقد تم كشف هويات الكثير منهم، ومن بينهم امرأة أصيبت إصابة قاتلة مع بدء أعمال العنف وأغلبيتهم ينشطون كثيرا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

تأسست عام 2016 من قبل الناشط الإعلامي غافن ماكنيس، وذلك من أجل تصحيح المواقف السياسية ومحاربة “الشعور بالذنب الأبيض”.

وشارك أعضاء المنظمة في مسيرات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وتحول الكثير منها للعنف، بما في ذلك اشتباك عنيف في مسيرة “اتحدوا مع اليمين” في مدينة تشارلوتسفيل بولاية فرجينيا عام 2017، وهي المسيرة التي أسفر عنها مقتل سيدة وإصابة العشرات، ورفض ترامب حينها إدانة المجموعة.

وفي المناظرة الرئاسية الأولى في 29 سبتمبر 2020 الماضي، وصف فيها المرشح الديمقراطي جو بايدن منافسه ترامب بأنه “عنصري”، وجاءت واحدة من أهم اللحظات عندما سأل محاور المناظرة كريس والاس الرئيس ترامب عما إذا كان على استعداد لإدانة دعاة تفوق العرق الأبيض وجماعات المليشيات.

وبدا ترامب غاضبا وطالب بمعرفة من يطلب منه الإدانة، عندما ذكر والاس جماعة “براود بويز”، وقال ترامب “براود بويز، تراجعوا قليلا، وكونوا مستعدين”، وأشار ترامب في رده إلى ضرورة النظر كذلك إلى منظمة “أنتيفا” اليسارية.

وبعد يومين من المناظرة الرئاسية، أدان ترامب هذه الجماعات خلال حديث له مع شبكة فوكس الإخبارية، بعد أن تعرض لانتقادات واسعة من كبار قادة الحزب الجمهوري.

وقال ترامب -في مقابلة هاتفية مع برنامج شون هانيتي الشهير “إنني أدين حزب “كي كي كي” (KKK) العنصري (Ku Klux Klan)، أنا أدين جميع العنصريين البيض، أنا أدين براود بويز، وأنا لا أعرف الكثير عنهم، لا شيء تقريبا، ولكن أنا أدين ذلك”

 ريتشادر بارنيت الناشط المؤيد لحمل السلاح

أتى هذا الرجل الستيني صاحب لكنة أهل الجنوب المميزة من ولاية أركنساس في جنوب الولايات المتحدة ودخل إلى مكتب رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي.

وأوضح الأربعاء في تصريح لمحطة “كيه إف إس إم 5 نيوز” (KFSM5 News) المحلية “هذا مكتبي، أنا مكلف أميركي، وأنا وطني، هذا ليس مكتبها، لقد أعرناها إياه”.

بارنيت معروف محليا بإشرافه على مجموعة عبر شبكة فيسبوك مؤيدة لحمل السلام معروفة تحت اسم “تو إيه إن دبليو إيه ستاند” (2A NWA STAND) ولقبه “بيغو”.

وروى أنه دخل إلى هذا المكتب بالصدفة تقريبا، مؤكدا “لقد دُفعت إليه عندما كنت أبحث عن المرحاض”، وقبل مغادرته المكتب ترك رسالة مهينة لبيلوسي، وتفيد آخر المعلومات بأنه طليق لكن قد يتم توقيفه قريبا.

وقال للصحفيين بعد خروجه من الكونغرس “هل أشعر بالخوف؟ كلا، لكن دخولي السجن احتمال”.

 جايك أنجيلي مؤيد لنظرية المؤامرة

استقطب جايك أنجيلي -بصدره العاري وتسريحته الغريبة مع قرون حيوان البيسون (جاموس أميركي) وتلوين وجهه “كمقاتل روحاني” كما يصف نفسه-اهتمام المصورين والكاميرات خلال تنقله في أرجاء مبنى الكونغرس.

وشوهد هذا الرجل الثلاثيني وأصله من ولاية أريزونا مرات عدة خلال مظاهرات مؤيدة لترامب في فينيكس في الأشهر الأخيرة مع تسريحة الشعر نفسها.

ويقدم جايك أنجيلي نفسه على أنه جندي رقمي في “كيو أنون” (QAnon) الحركة المؤيدة لنظرية المؤامرة التي تعتبر دونالد ترامب بطلا، وقد اعتبر اقتحام مقر الكونغرس انتصارا كبيرا.

وكتب في رسالة نشرها عبر شبكة “بارلر” (Parler) للتواصل الاجتماعي الخاصة بالمحافظين المتشددين “نحن وطنيون على الجبهة في أريزونا، ونريد أن نجلب طاقتنا الإيجابية إلى واشنطن”.

ماثيو هيمباك من النازية الجديدة

أظهرته صور إلى جانب جايك أنجيلي، وهو شاب في الـ29 من عمره، يعتبر مرصد “ساوثرن بوفرتي لو سنتر” (Southern Poverty Law Center) لمراقبة الجماعات المتطرفة أنه “وجه الجيل الجديد للقوميين البيض”

كما يعتبر أحد منظمي تجمع اليمين المتطرف في شارلوتسفيل في فرجينيا في أغسطس/آب 2017 الذي قتل على هامشه ناشط نازي جديد امرأة.

آدم جونسون سارق المنضدة

صوّر هذا الرجل الثلاثيني حاملا منضدة نانسي بيلوسي وهو يلوح بطريقة ودية إلى المصور مبتسما، وعرفت هويته سريعا وتبين أن اسمه آدم جونسون ومقيم في باريش بولاية فلوريدا كما ذكرت صحف محلية.

وقد عانت زوجته الطبيبة من تداعيات اقتحامه مبنى الكونغرس، مع رسائل ساخرة وجهت إلى مواقع كثيرة يرد اسمها فيها.

آشلي بابيت العضوة السابقة في سلاح الجو

كانت أول ضحية معروفة لأعمال العنف هذه، فعندما كانت تحاول المرور عبر نافذة كسر زجاجها في أحد ممرات الكونغرس أصيبت المرأة الثلاثينية برصاصة أطلقها عنصر من شرطة الكابيتول، وقد توفيت لاحقا متأثرة بإصابتها.

وكانت ناشطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن مؤيدي نظرية المؤامرة، ورأت أن توجه أنصار الرئيس ترامب إلى واشنطن بأعداد كبيرة “عاصفة” ستنقل البلاد من “الظلمة إلى النور” قبل شهر، وجدت نفسي أمام تجمع يضم العشرات من أعضاء جماعة “براود بويز” (Proud Boys) في قلب العاصمة الأميركية واشنطن مع بدء المظاهرات المؤيدة للرئيس دونالد ترامب حينذاك.

 

تُعرف جماعة “براود بويز” أو “الاولاد الفخورين بأنفسهم” على أنها جماعة متطرفة يمينية راديكالية تؤمن بتفوق العرق الأبيض، وتنشر الإسلاموفوبيا وكراهية المهاجرين والعداء للشواذ جنسيا في امريكا.

وتجمع الأعضاء فيما يشبه الصلاة الجماعية، ورددوا خلالاها عبارات تدعم الأخوة بينهم، وتدعو لاتحادهم في مواجهة كل ما يرونه “هجمات منظمة وتشويها متعمدا”، وردد أعضاء الجماعة أثناء قيامهم بتأدية قسم الولاء للجماعة عبارات، منها: “4 سنوات أخرى لترامب”، و”اللعنة على منظمة أنيفا اليسارية”، و”لن نعتذر عن نمو حضارة البيض وقيادة العالم”.

وقال دينيس -وهو أحد أعضاء المنظمة الذي ارتدى ملابس شبه عسكرية-”جئت من ولاية كانساس مع زميلين بالطائرة من أجل المشاركة في دعم الرئيس ترامب في مواجهة المؤامرات التي تحاك ضده لإخراجه من البيت الأبيض”.

وأكد دينيس أنه وجماعته “مستعدون لأي مواجهات مع معارضي ترامب، رغم التزامهم بعدم حمل أسلحتهم النارية انصياعا لقوانين العاصمة واشنطن”.

واعتبر دينيس أن هناك “تآمرا لا يتوقف على الرئيس ترامب لتمسكه بعدم الاعتذار عن النجاح الأميركي الذي جعل من هذه البلاد القوة الأولى عالميا، اعتمادا على سكانها البيض ومبادئها المسيحية منذ بدايات القرن 20”.

وقال دينيس إن الهجرة إلى الولايات المتحدة “تعمل بلا توقف على تغيير طبيعة بلادنا، وهذا بهدف إضعافنا ولن نسمح بذلك”.

أما دان -وهو من ولاية واشنطن الواقعة على المحيط الهادي-فأتهم المؤسسات السياسية الأميركية بأنها “تآمرت ولا تزال تتآمر ضد الرئيس ترامب بهدف منع إعادة انتخابه، بعدما فشلت في منع وصوله للبيت الأبيض عام 2016”

وأكد دان إيمان أعضاء المنظمة بأن “تحقيقات التدخل الروسي في الانتخابات ما هي إلا محاولة فاشلة لعرقلة نجاح ترامب”، وأضاف أنه “بعد فشلهم اتجهوا لمحاولة عزله، وبعد فشلهم لم يبق أمامهم إلا تزوير الانتخابات لمنعه من الاستمرار في الحكم”.

ولا يرى دان أن وجود حكام ولايات ومشرعين جمهوريين كافيا لمنع تزوير الانتخابات ضد ترامب في الكثير من الولايات، وقال “للديمقراطيين الكثير من الحلفاء في الحزب الجمهوري ممن يشاطرونهم هدف إزاحة ترامب، خاصة بعدما أصبح ملهما لقواعد الناخبين الجمهوريين”.

وأكد دان قناعته بأن ترامب سيبقى في البيت الأبيض حتى عام 2024، وقال بطريقة تنم عن التحدي “سترى الكثير من المفاجآت خلال الأيام والأسابيع القادمة، والتي ستقلب النتائج رأسا على عقب”.

ويقول روبين “لقد كان الرئيس ترامب أول رئيس يصل للبيت الأبيض معتمدا على أصوات الرجال البيض، لقد استطعنا إيصاله للبيت الأبيض، لأنه يتبنى خطابا قوميا أميركيا، ولا يؤمن بالعولمة الكونية، أميركا مختلفة ويجب أن تبقى كذلك رغم جهود اليساريين الديمقراطيين الليبراليين، التي لا تتوقف لتغيير تركيبة أميركا السكانية”، على حد وصفه.

أما عضو الجماعة “مات” فرفض أي إشارة إلى أن جماعتهم تشجع على التطرف والعنصرية، وصرح بأنه “من حقنا أن نؤمن بتفوق البيض، ومن حق السود أن يؤمنوا بتفوق السود في بلادهم الأفريقية”

شاهد أيضاً

حماس: المرونة التي نبديها لا تعني التراجع عن شروطنا وإسرائيل لا يعنيها أسراها

قال القيادي في حركة “حماس” باسم نعيم، إن “إسرائيل باتت تفهم المرونة التي تبديها حماس …