نيويورك تايمز: الموت يلاحق فتيات الروهينجا في رحلة البحث عن الزواج

سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في تقرير لها، الضوء على معاناة فتيات شابات من أقلية مسلمي الروهينجيا المسلمة خلال رحلة الزواج المحفوفة بالمخاطر عبر البحر والتي قد تؤدي ببعضهن للموت.

بدأت الصحيفة تقريرها بقصة شابة تدعى حريصة “Haresa“، حيث روت معاناتها خلال رحلة الزواج الموعود، وكانت تعد الأيام عبر مراقبة القمر في مياه خليج البنغال وبحر أندامان.

تقول الصحيفة، إن حريصة استقلت قارب صيد مع مجموعة لاجئين، وكان القارب صغيرا جدا وضيقا، لدرجة أنها لم تستطع حتى مد ساقيها، حيث نزفت لأيام نتيجة التعب والأرق والمرض.

ووصفت حريصة البالغة من العمر 18 عاما اللاجئين على متن القارب بأنهم عانوا مثل الأسماك التي تتخبط ببعضها، ثم توقفوا عن الحركة، وقال الناجون من القارب إن عشرات الجثث ألقيت في البحر، وبعضهم توفي نتيجة الضرب والبعض من الجوع، وقد ماتت عمة حريصة ثم مات شقيقها.

وتستطرد الصحيفة قائلة: انطلقت الرحلة من بنجلادش حيث تهجرت حريصة مع عائلتها هربا من القتل والقمع في ميانمار، وكانت الوجهة إلى ماليزيا من أجل زواج مرتب مسبقا، لكن القارب وصل إلى مكان آخر.

تجار البشر

أوصل تجار البشر حريصة ومعها نحو 300 لاجئ روهينجي إلى إندونيسيا، وحط قاربهم على إحدى الجزر هناك الشهر الماضي، حيث توفيت شقيقتها البالغة من العمر 21 عاما بعد يومين من الوصول.

ومثل قصة حريصة، توجد مئات القصص الأخرى، فبعد تهجير الروهينجيا من ميانمار واكتظاظ مخيماتهم في بنجلاديش، أضحى البحر وجهة الحالمين بغد أفضل.

فقد استقل الآلاف من الروهينجيا القوارب وخاضوا غمار الرحلة المحفوفة بالمخاطر إلى ماليزيا، ومات المئات منهم في البحر، حيث خرجوا بحثا عن لقمة العيش، ومن وصل منهم يعمل بشكل غير شرعي، لأنهم غير معترف بهم، ودخلوا ماليزيا خلسة.

ومعظم اللواتي يقمن بركوب البحر مثل حريصة هن فتيات وشابات من مخيمات اللاجئين في بنجلاديش، وعدهن أهلهن بالزواج من رجال روهينجيا في ماليزيا، وكان ثلثا الذين وصلوا إلى إندونيسيا الشهر الماضي مع حريصة من الإناث.

حلم الزواج

قصة أخرى هي قصة أميرة بيبي، التي خاضت التجربة، وتقول أميرة إن والداها تقدما في السن، وإخوتها تزوجوا ويعيشون مع أسرهم، وتساءلت إلى متى سيتحمل والداها العبء عنها.

أميرة تحدث عن قصتها قائلة إن أهلها رتبوا لها زيجة من ابن عمها الذي يعمل في قص العشب بماليزيا، وأضافت أنها طلبت تفاصيل عن الرجل، لكن لم يتم تقديم أي تفاصيل باستثناء اسمه.

وبعد أن نجت من رحلتها الطويلة في البحر ووصل مركبهم إلى إندونيسيا، فشلت محاولتها في الوصول إليه، مثل ما حصل مع حريصة، وقالت إنها تحدثت مع خطيبها من إندونيسيا واستمرت المكالمة الهاتفية دقيقتين، وأضافت أنه بدا شابا من خلال حديثه، وهذا كل ما تعرفه عنه.

ومنذ عام 2017 تدفق نحو 750 ألف لاجئ من الروهينجيا إلى بنغلاديش هربا من القتل والدمار، وركب الكثير منهم البحر بعد معاناة أخرى وحياة بائسة في مخيمات اللجوء ببنجلاديش، بحثا عن فسحة أمل وسط الضيق الذي يعيشونه.

لكن معظم قوارب مهربي البشر يتم صدها ومنع رسوها في تايلاند وماليزيا، مما يضطر هؤلاء للذهاب إلى إندونيسيا.

والصيادون في منطقة أتشيه، على طرف جزيرة سومطرة الإندونيسية، هم من بين القلائل الذين رحبوا بالروهينجيا، حيث حطت سفينة صيد محطمة تحمل حوالي 100 لاجئ في يونيو الماضي، وتبعها قارب أكبر في 7 سبتمبر.

معاناة الروهينجيا تستمر وتتفاقم منذ تهجيرهم، فالسلطات البنجلادشية تريد ترحيلهم ولا أحد مستعد لاستقبالهم، في وقت يعاني فيه سكان المخيمات من الفقر والجوع والحرمان والمرض، والقصص تتشابه وتتكرر.

 

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: 50% من سكان غزة يواجهون نقصا حادا في الغذاء

أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الخميس، أن 1.1 مليون شخص يواجهون انعدام …