اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الأربعاء مليشيات خليفة حفتر، بزرع ألغام روسية في الضواحي الجنوبية للعاصمة طرابلس قالت إنها محظورة دوليا.
وقالت المنظمة الحقوقية ومقرها نيويورك إن “مجموعة مسلّحة ومنتسبين إليها كانوا يقاتلون من أجل السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس استخدموا على ما يبدو ألغاما أرضية مضادّة للأفراد وأفخاخا متفجرة في أواخر مايو 2020”.
وأضافت “أن مقاتلين منتسبين إلى ما يسمى “القوات المسلحة العربية الليبية” بقيادة خليفة حفتر، التي تشمل مرتزقة أجانب، زرعوا ألغاما أثناء انسحابهم من الأحياء الجنوبية للمدينة” لدى قتالهم “حكومة الوفاق الوطني” المعترف بها دوليا ومقرها طرابلس.
وقالت “هيومن رايتس ووتش” إن الألغام المضادة للأفراد التي تم العثور عليها في طرابلس في مايو “مصنّعة في الاتحاد السوفياتي أو روسيا”.
وأعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في 25 مايو الماضي، عن قلقها البالغ حيال تقارير تفيد بمقتل أو إصابة سكان في منطقتي عين زارة وصلاح الدين في طرابلس جراء انفجار عبوات ناسفة محلية الصنع وضعت في منازلهم أو بالقرب منها.
محظور دولي
وأشار ستيف غوس، مدير قسم الأسلحة في هيومن رايتس ووتش ورئيس “الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية” الحائزة على “جائزة نوبل” بالشراكة: “استخدام الألغام الأرضية المحظورة دوليا أمر مرفوض، وعلى الأطراف المتقاتلة في طرابلس الكفّ عن استخدامها والشروع في إزالتها لتجنّب إلحاق المزيد من الأذى بحياة الأشخاص وأطرافهم”.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن هذه الأجهزة جُمِّعت واستُخدمت بطريقة تهدف إلى تفجيرها بمجرّد وجود شخص أو اقترابه منها أو ملامسته إياها، وهي قادرة على إلحاق العجز والإصابة بشخص أو أكثر أو قتلهم.
وأضافت أن هذه الأجهزة التي تنفجر بفعل الضحيّة محظورة بموجب اتفاقية حظر الألغام، بغضّ النظر عما إذا كان اللغم منتجا في مصنع أو صُنِع يدويا باستخدام مواد متوفرة محليا.
دعم إماراتي مصري
ووثقت هيومن رايتس ووتتش الدعم الذي تقدمه قوى اقليمية ودول جوار لحفتر، فقالت إنه رغم حظر للأسلحة، زوّدت كل من الإمارات، ومصر، والأردن، وروسيا ما يسمى ب”القوات المسلحة العربية الليبية” بالعتاد العسكري.
وأضافت أنه تم دعمها مقاتلون أجانب من تشاد، والسودان، وسوريا، وكذلك من شركة خاصة تدعمها روسيا.
واشارت إلى أن الداعم الرئيسي لحكومة الوفاق فهو تركيا، مع وجود دعم إضافي من مقاتلين أجانب من تشاد والسودان وسوريا.
تعهد حفتر
واشارت المنظمة إلى أن ليبيا ليست ضمن الدول الـ 164 التي التزمت بحظر شامل للألغام المضادة للأفراد، وإزالتها، ومساعدة ضحاياها.
واستدركت أن حكومة معمر القذافي عبرت سابقا عن اهتمامها باتفاقية حظر الألغام لكنها لم تبذل جهودا للانضمام إليها. وأضافت أنه بعد أن وثّقت هيومن رايتس ووتش استخدام قوات القذافي ألغام أرضية في 2011، تعهد حفتر وقادة آخرون يرأسون جماعات مسلحة بعدم استخدام الألغام الأرضية أبدا، وإزالتها، والتوعية بخطورتها، ومساعدة ضحاياها.
ودعت المنظمة حفتر إلى تجديد هذا التعهد علنا، وتوجيه المقاتلين الخاضعين لقيادته والمقاتلين الأجانب المساندين له بالكفّ عن استخدام الألغام وتدمير أي مخزون لديها.
وكشفت أن الالغام حصلت عليها حكومة القذافي على ملايين الألغام الأرضية وخزّنتها، لكن فيما بعد استولى عليها مقاتلون ومدنيون معارضون للحكومة بعد أن تُركت مراكز التخزين بلا حراسة في 2011.
وأبانت أن الألغام التي اكتُشفت في طرابلس في مايو سوفييتية وروسية الصنع، وتضمنت طراز “بي أو إم – 2″ (POM-2) و”بي إم إن-2″ (PMN-2) و”إم أو إن-50” (MON-50) ذي اللون الزيتوني، التي لم تُسجّل سابقا في ليبيا، ما يوحي بأنها دخلت البلاد في السنوات الأخيرة.
بركان الغضب
واتهمت قوات حكومة “الوفاق” وعملية بركان الغضب من خلال نشرها صورا على “تويتر” أظهرت أربعة أنواع من الألغام الأرضية المضادة للأفراد المصنّعة في الاتحاد السوفييتي أو روسيا، مشيرة إلى أن الذين زرعوها هم “مرتزقة فاجنر”، المرتبطون بـ “الكرملين” وتدعم حفتر في أحياء عين زارة، والخلّة، وصلاح الدين، والسدرة، ووادي الربيع في طرابلس.
عدوان متعثر
وتشن مليشيات حفتر عدوانا منذ أبريل 2019 في محاولة متعثرة للسيطرة على طرابلس، لكنها تعرضت لنكسات في الأسابيع الأخيرة وأجبرت على الانسحاب من مناطق كانت قد سيطرت عليها.
وأدت معركة طرابلس الى سقوط مئات القتلى بينهم عدد كبير من المدنيين، والى نزوح نحو 200 ألف آخرين.
والأربعاء أعلن المستشار الإعلامي في وزارة الصحة الليبية أمين الهاشمي في تغريدة على تويتر أن النازحين من منطقة مشروع الهضبة المتضررة بشدة جراء القتال عادوا الى منازلهم بعد أكثر من عام على خروجهم منها يرافقهم خبراء أمنيون لإبعادهم عن الأماكن الملغمة.
وفي الأسابيع الأخيرة تمكنت قوات حكومة الوفاق الليبية المزودة بطائرات مسيرة تركية وانظمة دفاع جوي من استعادة مدن ساحلية وقاعدة جوية رئيسية.