أطفال فلسطينيين أسرى يهددون بالانتحار وعدد المصابين بكورونا يتزايد وينذر بكارثة

تتزايد يوما بعد يوم، مأساة الأسرى في سجون الاحتلال، خاصة الأطفال ومن أصيبوا أيضا بفيروس كورونا، بسبب سياسة الإهمال الممنهجة التي تتبعها ضدهم سلطات الاحتلال، والتي دفعت بالأطفال في سجن “الجلمة” للتهديد بـ “الانتحار”، في وقت أبلغت فيه سلطات الاحتلال الأسرى بإلغاء إعطائهم لقاحات الفيروس.

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين، إن الأسرى القابعين في عزل مركز توقيف الجلمة، يعانون أوضاعا مأسويّة وقاهرة، وتخالف كل الشرائع الأدمية وحقوق الأطفال، وأوضحت أن الأسرى هناك، خاصة القاصرين منهم، يعانون من نقص في الفرشات والأغطية والملابس الشتوية والملابس الداخلية، ويشتكون من قذارة المكان والرّائحة الكريهة، والبرد القارس والشديد للغاية، ومن سوء الطعام المقدم لهم كما ونوعا، ومن تغييبهم عن العالم الخارجي بشكل كامل.

وأشارت الهيئة إلى أنّ الأسرى القاصرين الموقوفين هناك، اشتكوا من المعاملة المهينة والسيئة، ومن عزلهم في زنازين انفرادية ضيقة ذات لون غامق وجدران خشنة للغاية، وفيها ضوء مشتعل على مدار الساعة ليلا نهارا وبدون أي شبابيك.

وحذرت من خلال متابعة محاميها للمعتقلين هناك، من أن بعض الأسرى الأطفال قد هددوا إدارة المعتقل بالانتحار بسبب سوء الأوضاع والظروف الحياتية والاعتقالية التي يعانونها في الجملة، لافتة إلى أن بعض القاصرين هددوا بـ “الانتحار”.

وقد طالب رئيس الهيئة اللواء قدري ابو بكر، المؤسسات القانونية والإنسانية الدولية بضرورة اتخاذ خطوات عملية وفعلية في تشكيل لجان حقوقية مختصة، مهمتها زيارة المعتقلات الإسرائيلية ومراكز توقيفها، ومتابعة ما يحدث من انتهاكات صارخة لحقوق الطفولة وحقوق الأسرى.

إلى ذلك لا تزال أعداد الأسرى المصابين بفيروس كورونا تتزايد بسبب عدم اتخاذ سلطات الاحتلال الإجراءات اللازمة لحمايتهم من تفشي الفيروس.

ومن جديد أعلن عن إصابة 15 أسيرا في سجن “ريمون”، بفيروس كورونا، ليرتفع عدد الإصابات في السجن ذاته منذ 11 يناير/ كانون الثاني الجاري إلى53، وبين صفوف الأسرى منذ بداية انتشار الوباء إلى أكثر من 265.

وأضاف نادي الأسير، في بيان صحافي، أن عدوى الفيروس انتقلت إلى قسمين جديدين وهما: (2و6)، بعد أن كانت الإصابات محصورة في ثلاثة أقسام (4،3،1)، ليرتفع عدد الأقسام التي ظهرت فيها عدوى الفيروس إلى خمسة، من أصل سبعة أقسام، يقبع فيها أكثر من 650 أسيرا.

وأوضح أن الإصابات ظهرت بعد أخذ عينات عشوائية من كافة الأقسام في السجن، الأمر الذي ينذر بكارثة، لافتا إلى أن إدارة السجن أبلغت الأسرى، بإلغاء إعطاء اللقاح، والذي كان من المقرر الأربعاء، مؤكدا أن المماطلة والاستهتار في أخذ العينات من الأسرى، وكذلك الإعلان عن نتائجها، ساهم بشكلٍ أساس في استمرار انتشار عدوى الفيروس وانتقالها إلى أقسام جديدة في السجن.

وقد أعلن الثلاثاء عن إصابة الأسير فتحي النجار (53 عاما) من الخليل، بفيروس كورونا، وهو أسير يقبع في قسم (10) في سجن “النقب الصحراوي” الذي سُجلت فيه عدة إصابات مؤخرا، وهذا الأسير معتقل منذ عام 2002، ومحكوم بالسّجن لـ30 عاما، ويعاني من عدة مشاكل صحية صعبة نتجت خلال سنوات اعتقاله جرّاء الظروف الاعتقالية الصعبة، حيث خضع لأكثر من عملية جراحية.

ولفت نادي الأسير إلى أن إدارة سجون الاحتلال تسعى إلى تحويل الوباء وبشكل ممنهج إلى أداة قمع وتنكيل، مشيرا إلى أن الخطورة في سجن “ريمون” تكمن بأن عددا من الأسرى المرضى الذين يعانون أمراضا مزمنة يقبعون فيه، غالبيتهم من ذوي الأحكام العالية، داعيا منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالعمل جديا وعاجلاً من أجل إطلاق سراح الأسرى المرضى، وكبار السّن على وجه الخصوص، والعمل على إرسال لجنة طبية دولية، تطلع على الأوضاع الصحية للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، في ظل التطورات الكارثية، جرّاء استمرار انتشار الوباء، وتصاعد الإصابات.

ويواصل الاحتلال اعتقال نحو 4300 أسير فلسطيني، منهم 700 مريض، منهم 40 يعانون أمراضا مستعصية، ومن بين العدد الإجمالي هناك نساء وأطفال وكبار في السن، ويشكي جميعهم من سوء المعاملة، ومن تعرضهم للإهانة والتعذيب، فيما هناك العديد منهم محرومون من زيارة الأهل، ويقبع آخرون في زنازين عزل انفرادي.

شاهد أيضاً

إسرائيل طمأنت حلفاءها العرب أنها لن تعرضهم للخطر إذا ردت على إيران!

كشفت هيئة البث الإسرائيلية العامة الثلاثاء 15 أبريل 2024، إن تل أبيب بعثت “رسائل طمأنة” …