إثيوبيا: “إعلان المبادئ” يمنحنا الحق في ملء سد النهضة

انتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، إحالة ملف سد النهضة إلى مجلس الأمن الدولي، مشيرا إلى أن تدويل الملف يتناقض مع الاتفاق الثلاثي الأخير حول سد النهضة المعروف بإعلان المبادئ لعام 2015.

ووصف مفتي، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية “إينا”، اليوم الأربعاء، التحركات المصرية بـ”المفاجئة” وأنها تؤثر على المفاوضات الجارية، على حد زعمه، مشيرا إلى أن أديس أبابا ترغب في التوصل إلى اتفاق قبل بدء التعبئة، لكنها ستبدأ في ملء السد بناءً على اتفاقية إعلان المبادئ التي وقعت عليها الدول الثلاث “مصر وإثيوبيا والسودان” في عام 2015 إذا لم يتم التوصل إلى الاتفاق.

وكان وزير الخارجية سامح شكري قد أكد في تصريحات لوكالة “أسوشيتيد برس” الأمريكية قبل يومين، أن مصر تريد من مجلس الأمن “القيام بمسؤولياته”، ومنع إثيوبيا من البدء في ملء خزان سد لنهضة وسط انهيار المفاوضات، محذرا من أن ملء الخزان دون اتفاق من شأنه أن ينتهك إعلان المبادئ لعام 2015، والذي يحكم محادثات الدول الثلاث، مستبعدا في تلك الحالة العودة إلى المفاوضات.

كما شدد شكري – في بيان لوزارة الخارجية- على استعداد مصر الدائم للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق يحقق مصالح الجميع، ووجه التحدي لإثيوبيا باستئناف المفاوضات فوراً حالة إعلانها الإلتزام بتعهداتها الدولية بعدم الملء الأُحادي.

تعبئة السد دون اتفاق

علق موقع إستراتيجيك فوركاستينغ (ستراتفور) على فشل مفاوضات الأسبوع الماضي بين القاهرة وأديس، بشأن سد النهضة الإثيوبي، بأنه يعني أن التعبئة الأولية للسد الكهرومائي على النيل الأزرق ستتم على الأرجح دون اتفاق بين السودان ومصر وإثيوبيا.

وقال الموقع البحثي، وهو مركز دراسات إستراتيجي وأمني أمريكي خاص، أن القاهرة ستحاول، وربما تفشل، في ممارسة ضغط دولي على إثيوبيا لضمان ألا يؤثر السد الجديد العملاق على تدفق نظام نهر النيل، المصدر الرئيسي للمياه في مصر.

وأضاف أنه بالرغم من أن التنسيق الفني لا مفر منه، فإن تأثير مصر المتضائل على توزيع المياه شمال أفريقيا سيجعل موقعها العام على النيل أقل أمانا بمرور الوقت.

ووفق ستراتفور فإن بإمكان إثيوبيا، لأنها الطرف الرئيسي في دول المنبع، اتخاذ موقف متشدد ضد المحاولات المصرية لفرض شروط على تشغيل المشروع، وإنها سوف تبدأ في ملء السد بمجرد بدء موسم الأمطار.

وتوقع الموقع أن تحاول مصر، بسبب القلق من فقدان الوصول إلى مصدرها الحيوي للمياه، حشد دعم دولي للضغط على إثيوبيا للموافقة على آلية لتسوية النزاع، بالإضافة إلى جدول زمني ممتد لملء السد.

وتابع: أن المحاولات السابقة للوساطة الدولية باءت بالفشل إلى حد كبير، وأن مثل هذه المحاولات تخاطر فقط بجعل إثيوبيا تتشبث بموقفها أكثر.

وألمح إلى أنه في المستقبل سيكون أمام مصر خيارات قليلة لإجبار إثيوبيا على التعاون في القضايا الفنية، حتى لو بقي الخلاف السياسي المتدهور.

وحتى لو لم يتوصلا إلى اتفاق مؤقت أو دائم، فستظل مصر وإثيوبيا بحاجة إلى أن تتعاونا في القضايا اللوجستية حسب الحاجة لإدارة تدفق المياه بين إطلاقات كميات المياه في سد النهضة بإثيوبيا وسد أسوان في مصر

وأضاف الموقع الإستراتيجي الأمريكي أن فقدان مصر لوزنها السياسي الإقليمي سوف يهدد استفادتها الطويلة الأمد من نهر النيل، مما يفاقم مشاكل ندرة المياه الحالية “في هذا البلد الصحراوي”.

واختتم تعليقه بأن مصر تخشى من أن الاستسلام لمطالب إثيوبيا بشأن كيفية ملء السد وتشغيله يمكن أن يشكل سابقة تدفع أديس أبابا، ودولا أخرى في حوض نهر النيل، بطريقة أكثر عدوانية، إلى بناء سدود إضافية.

شاهد أيضاً

إصابة 3 صهاينة أحدهم بحالة خطيرة في عملية فدائية بالأغوار

أصيب 3 مستوطنين على الأقل بجروح متفاوتة، في عملية إطلاق نار، وقعت صباح اليوم الخميس، …